محلية
في حديثهم لـ ” 4 مايو ” جنود من الحماية الرئاسية يكشفون حقيقة وتفاصيل ارسالهم للقتال بالضـالع
4 مايو / علاء عادل حنش
كشف الصحفي والناشط الإعلامي الجنوبي علاء عادل حنش وقائع توجه قوة من الوية الحماية الرئاسية للقتال بالضالع، متحدثا عن تفاصيل واقعية مصدرها جنود ممن كانوا ضمن القوة الرئاسية التي توجهت الى الضالع.
وقال الصحفي علاء حنش : ” طبعًا ما سأورده في هذه السطور ليس من نسج الخيال، فكل كلمة سأكتبها جأت على لسان جنديين من جنود الحماية الرئاسية من الذين ذهبوا إلى جبهات الضالع قبل أيام، حيث ألتقيت أحدهما في ردفان والاخر في العاصمة الجنوبية عدن “.
وأضاف حنش ” ألتقيت بالجنديين في وقتين مختلفين عندما ذهبت مساء يوم الأحد 5 مايو الفائت إلى مديرية ردفان آثر استشهاد ابن عمي محمد أحمد صالح حنش في صباح ذات اليوم في جبهة الساحل الغربي، وتحديدًا في جبهة #جبلية، رحمة الله عليه، واسكنه فسيح جناته، وتقبله شهيدًا.. وقابلت أول جندي في ردفان، وكان يبدو عليه الانزعاج، وظننتهُ من المقاتلين الذين ذهبوا مع قوات المقاومة الجنوبية، لكنهُ فاجأني عندما قال “كله كذب ولعب على الرجال”، قلت له “كيف يعني؟” ، قال “يا اخي لا شيء يحصل بالصدق والمصداقية، حتى عندما ذهبنا إلى جبهات القتال بالضالع ذهبوا بنا بالخداع”، قلت لهُ “كيف؟ اشرح لي أكثر”.. قال الجندي : “اسمع يا اخي.. نحن عندما استدعونا لم يبلغونا اننا ذاهبين الى جبهات القتال في الضالع للقتال، قالوا لنا في معانا مهمة فقط، ما هي هذه المهمة لا ندري ما هي !!.. لكننا ظننا انها مثل مهمات زملائنا السابقين.. حيث قبل مدة اخذوا عشرين فرد إلى سيئون ووضعوهم في مدرسة (ووجدوا أكل وشرب وصرفة وكل شيء)، فنحن فرحنا قلنا يمكن مثل اصحابنا الاولين.. سلمونا اسلحة اغلبها صينية وبعضها روسي، وصرفوا لنا (ستين ) طلقة رصاص، وقالوا الان إلى فوق الطقم، نحن طلعنا وفرحانين، مع العلم يا اخي ان الافراد الذين ذهبوا كلهم اعمارهم صغيرة، ومش مدربين بالشكل الجيد.. وطبعًا عدد الاطقم ستة اطقم، وكل طقم عليه عشرة أفراد، أي بمجموع ستين جنديًا بالاضافة الى الاركان”.
واستطرد حنش ” قاطعته متسائلًا “ستين جندي فقط؟ ايش بيفعلوا؟”.. قال “ايش عرفني!.. بس للعلم هؤلاء الي طلعوا يوم الاحد، بعدين اذا في جنود لحقونا مش عارف، الله اعلم”..وسألته “هم الى فين قالوا لكم رايحين في بداية الامر؟ يعني ما لمحوا لكم انه الى جبهة قتال؟”.
أجاب الجندي “لم يقولوا لنا شيء، فقط قالوا لنا مهمة، ونحن حسبناها زي مهمة اصحابنا الي راحوا سيئون أكل وشرب وصرفة وجلسة وبس”.
وواصل الجندي حديثة قائلا “بعدها لما صرنا فوق الاطقم مع اسلحتنا ونحن في المحطة بنسكب بترول، قال لنا قائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن شوفوكم رايحين الى جبهات القتال في الضالع، فنحن تسمرنا حينها، وخفنا، بس خلاص قد نحن فيها، وعيب نرجع.. المهم انطلقنا ونحن ارواحنا على ايدينا، لاننا لم نكن متهيأين للقتال ودخول الجبهة، وليس لدينا العتاد الكافي”.
وواصل الجندي حديثة ” المهم وصلنا الضالع ساني مهرولين حتى وصلنا الى قدام الحوثيين بالجبهات الذين باشرونا بضرب الرصاص، ونحن ارتبكنا، وعينك ما تشوف الا النور، الاطقم دورت وفحطت ورجعت الى الضالع (المدينة) بسرعة البرق، ونحن خلاص حسينا اننا (أكلنا تفاح) ههههههههه.. بعدها رجعنا الى مكان أمن، وقياداتنا الموقرة نزلت والتقطت الصور بالجوالات والكاميرات من اجل يضمنوا الصرفة اليومية.. طبعًا وللأمانة فضل حسن ما كان موجود معاهم يتصور تلك الساعة، نحن استغربنا فين اختفي “.
وتابع الجندي : بعدها جلسنا في مكان مرتفع والبرد قتلتنا حتى ما اعطونا بطانيات أو اكوات عسكرية تحمينا من البرد الشديدة، جلسنا نحرق كراتين علشان ندفئ.. و كنا نشاهد المقاومة الجنوبية الي هي ماسكه الجهة التي امامنا وهم شغالين صح، ويقاتلوا صح، ومنظمين ومعاهم كل الاعتاد مش زينا ستين طلقة وآلي صيني !”.
واضاف الجندي يسرد قصة طلوعهم الى الضالع “جلسنا حتى ثاني يوم الا وواحد من اصحابنا العسكر يقول يشتي يروح، بصراحة ما عليه حجة الوليد سنة صغير جدًا وهو من أبناء عدن تقريبًا.. بس القيادة رفضت.. المهم كنا صيد ثمين للحوثيين إذا كنا دخلنا الجبهة، لاننا لا نمتلك أي مقومات تسمح لنا الدخول لجبهات القتال، فقط جأنا نتصور هذه الحقيقة.. مع العلم يا اخي اننا في العصر لما دخلنا تحاصرنا وكنا سنروح فيها موت لكن ربك ستر، وقد وقعت هذه الخلافات الاخيرة من ربك، وكانت عذر قوي لقيادتنا من شان تفحط .. يا اخي والله نحن مستعدين نقاتل ونقدم ارواحنا فداءً للجنوب لكن مش بهذه الطريقة، نحن مش لعبة.. تصدق والله ونحن مروحين شفنا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية وهي رايحه الضالع، شفنا كل شيء معاهم (دينا فيها اسلحة وذخائر ودينا فيها فرشان ودينا فيها مواد غذائية، وشفنا بوز بترول وديزل)، قلنا لو كانوا فعلوا لنا كذا، ونبهونا اننا رايحين جبهة قتال كنا والله بنقدم الغالي والرخيص، لكن بهذه الاساليب والله ما يفلحوا ابدًا”.
قلت لهذا الجندي “شكرًا لانك فتحت قلبي لك، ومرحبًا فيك في قوات المقاومة الجنوبية ان اردت الانضمام اليها، ثم افترقنا”.
الجندي الثاني كان متعصبًا كثيرًا على تصرفات قيادات الشرعية، ولم يعطني قصة مكتملة، لكنهُ قال كلام مهم نوعًا ما، حيث قال “اكتشفنا ان قياداتنا يتنافسوا على الذهاب للجبهة من اجل الصرفة خصوصًا الجبهات التي فيها مقاومة جنوبية صح، ولا يا اخي في جبهات كثيرة ليش ما راحوا لها، ليش إلا جبهة الضالع؟”.
واضاف “بصراحة هؤلاء القيادة التي في الشرعية لا تستحق البقاء، ويجب ازالتها؛ لانها عبء على الجنوب، فانا والله نادم اني ظليت اتلقى الأوامر طيلة الفترة الماضية من هكذا قيادات ليس لها مبدئ، وكل همها الصرفة والفلوس.. طبعًا مش كلهم بس اغلبها.. فللاسف قياداتنا العسكرية اذا فكرت بالذهاب الى أي جبهة تذهب لالتقاط السيلفي بجوالاتها المتطورة لضمان الصرفة اليومية فقط لا غير، وانا شاهد وواثق مما اقوله”.
*عمومًا هذه القصة الكاملة التي وعدتكم قبل ساعات بنشرها عن رحلة الــ5 اطقم التابعة للحماية الرئاسية التي ذهبت الى جبهات القتال في الضالع؛ لان التضليل الكثير والاستعراض والكذب ليس أمرًا جيدًا.