كتابات

عن الثورة اتحدث

المواطن/ كتابات – فهمي محمد

اهداء الى / شباب ثورة 11/ فبراير الذين مازالون يناضلون من أجل تحقيق الحلم ، وإلى اروح الشهداء الذين سقطوا في سبيل فعلها الثوري .

الحكام المستبدون على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، وكذلك انظمتهم الفاسدة يتكفلون عاجل ام آجلا بخلق اسباب الثورات في مجتمعاتهم وشعوبهم ، لاسيما التي تطيق للحرية وتناضل في سبيل التخلص من الاغلال والقيود ،
لكن المشكل أن طول بقاء هؤلاء الحكام في السلطة يصبح في نفس الوقت كفيل في قولبت الكثير من قطاعات المجتمع ومكوناته ، وتطبيعهم على شاكلته ولهذا يقال في الأثر “الناس على ملة ملوكهم او أمرائهم” .

لكل نظام سياسي مخرجاته اليومية التي يتحول الكثير منها بفعل العادة والممارسة إلى سلوكيات ومنهج يترسخ ويتجذر في قاع المجتمع مع توالي الحقب الزمنية ، وبشكل يصعب بعده على القوى الحالمة تغير ماهو قائم بمجرد رحيل الحاكم أو اسقاط نظام حكمة إلا بوجود معجزة ( كما هو واقع الحال في اليمن بعد سقوط نظام صالح ) وتحقيق المعجزة يتطلب أولا وجود قادة استثنائين عصاميين على شاكلة عمر ابن عبيد أو مانديلا وجيفارا .

الثورات عبر التاريخ الانساني لا تجد غايتها دائماً باسبابها التي تبرر وتؤدي الى تفجر الفعل الثوري في وجه الطغاة ، بل تجد غايتها في فكرة التغيير نفسها والتي يتكفل المشروع الثوري بها حين تنجح قوى الثورة الصادقة في تحقيق المشروع الثوري وتحويله إلى واقع ملموس ومشاهد في واقع الناس لاسيما أصحاب المصلحة في فكرة التغيير والذين يدفعون غالباً ثمن مخاطر الفعل الثوري في حال فشل الثورة أو في حال أن طال أمد الصراع أو المخاض كما هو الحال في اليمن .

الحديث عن الثورة يستدعي منا التفرقة بوعي على مستوى الفكرة الثورية نفسها والتي تعني هنا فكرة التغيير للواقع المختل ، بين تغير الوجوه وتغير التوجه ، على اعتبار أن الثورة هي تغير جذري لما هو قائم ومرفوض ، كما يستدعي منا إعادة تعريف الثورة على أساس التفرقة في مكونات مسارها بين الفعل الثوري والمشروع الثوري ، وبشكل يؤدي إلى تحديد طبيعة كلاً منهما مرحليا وكذلك تحديد القوى المواهلة سياسياً واخلاقياً لتنفيذ المهام في مسار الثورة بشقيه المذكور سابقاً .

الثورة التي نتحدث عنها ونقصدها هنا هي الثورة التي تعفي الأجيال القادمة من التفكير بالثورة مجدداً ، فهي تفتح فكرة التغيير على مصراعيه أمام الشعب للأبد ، وتجعل من مسألة التغيير فكرة حية تتوكب تلقائيا مع متطلبات المستقبل نحو التقدم بفعل التراكم النوعي الذي لا يسمح مطلقاً بتخلق اسباب الثورات من جديد في المجتمع ، أو بمعنى آخر نتحدث هنا عن الثورة التي تصنع الحدث التاريخي ، وذلك يعني تحويل إحلام من عاشوا في الماضي الى واقع محقق يعيشه أبناء الحاضر .

على سبيل المثال كم نحتاج في اليمن الى ثورات لتحقيق حلم على عبد المغني ورفاقه ولماذا لم تتحقق أحلامهم حتى اليوم رغم الثورات المتكررة في اليمن ؟؟؟.

إغلاق