اقام حزب التجمع الوحدوي اليمني بالتعاون مع منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة ، ندوة فكرية وسياسية بمرور ربع قرن على رحيل الأستاذ عمر الجاوي، والذكرى الأولى لرحيل المفكر الدكتور أبو بكر السقاف.
وافتتح الندوة سكرتير دائرة الفكر والثقافة بمنظمة الحزب الإشتراكي بتعز الدكتور ياسر الصلوي، بكلمة رحب فيها بالحاضرين، مشيرا إلى بعض من مناقب وارث المناضلان السقاف والجاوي.
وقدمت في الندوة التي اقيمت في قاعة مقر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بتعز، ثلاث اوراق عمل تناولت جوانب من نضالات وانتاجات وارث الراحلين، وقدمت نوع من القراءة الفكرية والسياسية لحياة الفقيدين، نستعرضها على النحو التالي.
قضية التعليم في فكر الدكتور أبو بكر السقاف:
حملت الورقة الأولى التي قدمها الرفيق عيبان محمد السامعي عنوان “قضية التعليم في فكر الدكتور أبو بكر السقاف” سلطت بعض الأضواء على مقاربات المفكر الكبير الدكتور أبو بكر السقاف حول قضية التعليم وتفريعاتها، وتكونت من مقدمة توضح أهمية التعليم كحاجة مثله مثل الماء، وتأثيره على مختلف مجالات الحياة باعتباره “جواز سفر إلى المستقبل”.
وقالت “كثيرة هي قضايا وإشكالات التعليم، لاسيما في واقعنا اليمني، ومن الصعب تناولها جميعاً أو فُرادى في مساحة محدودة أو بتناولٍ عابر، ومع الإقرار المسبق بأن الأمر يتطلب وجود مؤسسات بحثية تُسخَّر لها الإمكانات اللازمة والدعم اللا محدود لكي تنتج دراسات ومقاربات لمعالجة إشكالات التعليم، باعتبار ذلك يمثل إحدى أبرز المهام الوطنية الاستراتيجية للخروج من ما يسميه مفكرنا الكبير د. أبوبكر السقاف “رقدة العدم” إلى النهوض الحضاري”.
وأكدت على “إن قضية التعليم تمثل لدى المفكر أبوبكر السقاف همّاً فكرياً وقلقاً معرفياً لازمه طيلة حياته الفكرية، وهو ما يتجلى في ثنايا مؤلفاته القديمة والجديدة. وربط د. السقاف بين التعليم وكل القضايا الكبرى والمصيرية؛ كالحرية، والديمقراطية، والنهضة، والتقدم، وارتياد المستقبل، وبناء الدولة المدنية…إلخ، ويرى إن أزمة النظام التعليمي إنما هي انعكاس لأزمة البنية السياسية والاجتماعية القائمة، وإن معالجة أزمة التعليم مرتبطة بحصول تغيير سياسي جوهري وحاسم”.
وتناولت الورقة في محورها الثاني فلسفة النظام التعليمي في اليمن، مشيرة إلى أن الدكتور أبو بكر السقاف يرى بأن فلسفة النظام التعليمي في الأقطار العربية – وفي مقدمة ذلك اليمن – تقوم على الأسس التالية:
تمجيد الماضي وإضفاء طابع القداسة عليه، على حساب الاهتمام بالمستقبل، ترتكز على وسائل التلقين والحفظ والترديد وليس على التفكير والتحليل والحس النقدي، حيث يتم حشو أدمغة الطلاب، في اثنتي عشرة سنة (من المراحل الابتدائية إلى الثانوية) بمعلومات، والطالب ينسى في كل سنة ما تعلمه في السنة التي سبقتها. ولا يتخرج إلا وهو لا يعرف إلا مبادئ القراءة والكتابة والحساب ونتفاً من المعلومات، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الجهل الوظائفي (Functional literacy) “.
واضاف “إن النظام التعليمي يعمل على إعادة إنتاج التخلف والجمود ويكرس قيم التسلط، وفي المقابل تضمر كل الآفاق بتردي الإبداع والنقد، والفكر أو الفلسفة النقدية، وتتراكم أسوار المحرمات والتابوهات، وتتسيد قيم الطاعة والامتثال والرضوخ” وقال: ولذا ليس مصادفة – كما يقول السقاف – أن يكون التلقين وهو أساس فكرة الطاعة سمة ملازمة للتعليم من الكُتّاب [المعلامة] حتى الجامعة، وخلو مناهج ومقررات التدريس من أية قيمة وتربية جمالية ومن هامش للتفكير الحر وممارسة الحرية، فمؤسسات التعليم مراكز للتدجين والترويض وصوغ ذهنية ونفسية العبد والأَمَّة”.
وتطرقت الورقة في محورها الثالث إلى أزمة التعليم الجامعي، افاد فيه الباحث عيبان السامعي بأن ” د. أبو بكر السقاف يوصف أزمة التعليم الجامعي بالقول: “أزعم أن التعليم العالي عندنا يكاد يكون استمراراً كمياً للتعليم العام، وسبب ذلك تدني التعليم العام وسوء استخدام الإمكانات المتاحة وعدم قدرة الجامعة على الإسهام في ترشيد التعليم العام، كما تفعل جامعات كثيرة…”.
وتابع “يرى الدكتور السقاف أن الجامعة لا ينبغي أن تقتصر وظيفتها على “تخريج موظفين”، ولا شك أن هذا جزء من وظيفة الجامعة، ولكن الوظيفة الأخرى والخطيرة وهي أن يتخرج منها نخبة مُفكِّرة في مختلف حقول المعرفة وهذا الشرط الأساس لمنحها صفة الجامعة”.
واشدد على أن”الجامعة هي عقل الأمة، ومصنع المعرفة العلمية، ومشعل التنوير ومسرج العقلانية، وهي بؤرة للبحث العلمي، ومنطلق للتعبير الثقافي الوطني، وخميرة للتغيير. هذا ما يفترض أن تكون عليه الجامعة، ولكن الواقع يعطي صورة معاكسة بل قاتمة لذلك، فجامعاتنا أصبحت مغتربة عن وظيفتها الاجتماعية والعلمية والتنويرية، فهي تُخرِّج أنصاف متعلمين، ولا تؤدي دوراً فعلياً في البحث العلمي، ناهيك عن القيام بدورها في خدمة وتنمية المجتمع”
وافاد إن من مظاهر أزمة التعليم الجامعي وفقاً للسقاف أن “جامعاتنا العربية تُدرّس تاريخ العلوم لا العلوم كما هي مستقرة اليوم في عالمنا، ومن هنا فهناك عشرات من التخصصات الدقيقة في العلوم الطبيعية والإنسانية لا مكان لها في جامعاتنا.”
ويرى السقاف أن “غياب التخطيط هو أساس كل المشاكل التي يعاني منها التعليم العالي. ومن أخطر مظاهره الإصرار على عدم ربط التعليم بخطة التنمية وحاجات البلاد ومن نتائجه تضخم بعض الكليات إلى درجة مفزعة، أخلت منذ سنوات بكل النسب المطلوبة بين عدد الطلاب وعدد أعضاء هيئة التدريس، وأصبحت مهمتها تخريج عاطلين عن العمل بشهادات وذوي مستوى علمي رديء حسب الباحث.
وفي المحور الرابع تطرق عيبان السامعي إلى استقلالية الجامعة بقوله: “يشدد الدكتور أبو بكر السقاف كثيراً على مسألة استقلالية الجامعة لما لها من أهمية حاسمة ليس فقط في تطوير التعليم الجامعي والبحث العلمي بل في تنمية الوعي السياسي والديمقراطي في أوساط المجتمع بصفة عامة، ويتساءل السقاف باستنكار: إلى متى ستظل الجامعة بمنأى عن رياح التطور في اليمن؟ إذا كان التعدد الحزبي يكاد يقوم على قدميه فإن أوطد أسسه التعدد الفكري في مناخ حر لا يعرف سقفاً للعقل إلا العقل”.
ويضيف السقاف حسب الورقة: إن الجامعة أهم حلقات المجتمع المدني، الذي لا يقوم ويستقيم بدونه مجتمع سياسي، وهي مدرسة يومية يتعلم فيها الأساتذة قبل غيرهم أبجديات الديمقراطية والحوار واحترام آراء الآخرين، والكف عن وهم احتكار الحقيقة أو الحكمة، ولا يتأتى ذلك إلا إذا مارسوا بأنفسهم حرية اختيار نقابتهم ورئيس جامعتهم وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام.
ويقول أيضاً: “إن استقلال الجامعة يبدأ من الانتخاب الحر لرئيس الجامعة والعمداء ورؤساء الأقسام، ولذا فإن مطلب المطالب وبداية البدايات هو الإصرار على قانون جديد للجامعات يؤكد ويقرر هذا الحق الأساسي لأعضاء هيئة التدريس.”
إن أخطر ما في التعيين على كل المستويات – وفقاً للسقاف – عدم الشعور بالارتباط بالوسط العلمي الجامعي، والاستقلال نسبياً عن هذا الوسط والشعور بأن البقاء في الوظيفة والمنصب لا علاقة له بطبيعة ومستوى الأداء العلمي والعملي في الجامعة، ومن ثم ظهور التكتلات الصغيرة وأساليب المحاباة والنفاق الوظيفيين، وارتباط القرارات الهامة على كل المستويات بالمزاج والطبع الشخصيين.
هل يمكن أن يتنفس التفكير العلمي ولا أقول الإنتاج العلمي في مثل هذا المناخ؟؟
لقد أصبحت محاطة بالأسلاك الشائكة، ومحروسة بأمن الجامعة، ويمارس فيها جهاز الأمن سلطة خفية في بعض الأحيان، وسلطة صريحة ومكشوفة في أحيانٍ أخرى، بل تم عسكرتها وملشنتها.
لهذا أصبحت جامعاتنا وسط طارد للبحث العلمي، وتمثل قيد على حرية البحث العلمي بدلاً من أن تكون العكس، كما يفترض بها، أي أن تكون سيدة نفسها، وفضاء مفتوح للتفكير الحر، ومناخ الاختلاف الصحي حيث العقل لا يخاف ولا يؤمر، بل عليه أن يغامر ويكتشف، وعندئذٍ فقط يتحرر حقاً ويصبح قادراً على التحرير..!
كما تناولت الورقة في محورها التالي مسألة الانفاق على التعليم، مشيرة إلى أنه “يربط د. أبو بكر السقاف مسألة الانفاق على التعليم بطبيعة السياسات التي تنتهجها الأنظمة القمعية في الأقطار العربية، إذ يقول: إن الإنفاق على التعليم في المجتمعات العربية يهدف إلى تنظيم القمع في المقام الأول، وفصل التعليم عن المجتمع وربطه بجهاز الحكم ليس إلا أحد جوانب إستراتيجية القمع الشاملة. ومالكو الأنظمة يعلمون أن رسالة التعليم التحريرية أخطر عليهم من أية قوة أخرى، فأصبحت المدارس والجامعات سجوناً للتدجين والقمع وتزييف الوعي وصنع الطاعة، وهم يعرفون أن تحرير التعليم هو المقدمة الكبرى لتحرير المجال السياسي ومجال المجتمع المدني من أغلالهما”.
وفي نهاية الورقة تناول الباحث مشكلة خصخصة التعليم حيث قال: “يرى د. السقاف إن المدارس والجامعات الأهلية لا تكتفي بتكرار أخطاء المدارس والجامعات الرسمية بل تضيف خطاياها المدمرة. فإذا كانت الرسمية قد اقتربت من إلغاء مجانية التعليم بما تفرضه من رسوم وتخليها عن تقديم الكتب في الجامعات والمدارس للطالبات والطلاب، فإن الأهلية قد جعلتهم جزءاً من سوق العرض والطلب، أي جعلته سلعة خاضع لمنطق السوق بدلاً من أن يكون كما يفترض خدمة اجتماعية ورسالة سامية.
ولأن هدف المدارس والجامعات الأهلية هو الربح في أكثر أشكاله بدائية، فإنها قد عملت على تدمير التعليم وإهدار وظيفته الاجتماعية وقيمته الرمزية”.
وفي سبيل تعليم تحرري ديمقراطي نوعي ومجاني أفاد الباحث في ختام ورقته البحثية بأن “أزمة التعليم أزمة بنيوية مركبة ومتعددة الأبعاد، ولمواجهة هذه الأزمة يتطلب الأمر، أولاً وقبل كل شيء، تحرير هذه القضية من الأطر الرسمية والأروقة النخبوية وتحويلها إلى قضية رأي عام، وتحويلها إلى قضية رأي عام، إلى قضية نضالية شعبية عامة، لذا ينبغي تشكيل لجنة شعبية تناضل من أجل تحقيق تعليم تحرري ديمقراطي نوعي ومجاني”.
دور عمر الجاوي في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر:
وتناولت الورقة الثانية للرفيق عبد الجليل عثمان الاكحلي، قدمتها الرفيقة ناهد الصياد، دور المناضل عمر الجاوي في المقاومة الشعبية والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، مشيرة في المقدمة إلى الظروف التي مرت بها الجمهورية في ايامها الأولى ومحاولة الإماميين الانقلاب عليها ومنها حصار صنعاء “حصار السبعين يوم”.
وقالت: ” “كان عمر الجاوى احد ابطال حصار السبعين، وترجح المعلومات أنه صاحب شعار” الجمهورية أو الموت” وهو أبرز قيادي فى المقاومة الشعبية للدفاع عن صنعاء فى ذروة حصار الملكيين لها، واصدر نشرة المقاومة وقد جسد الهوية اليمنية فى أبرز تجلياتها فى تلك الفترة التاريخية الفاصلة من تاريخ شعبنا طوال فترة حياته النضالية الحافلة، ظل تعبيرا صادقا وأصيلا عن الوطنية اليمنية، وجسد ذلك فى سيرته الاستثنائية الذى بدئها شابا حالما غادر مسقط رأسه” الوهط”مديرية تبن/محافظة لحج للدراسة فى الخارج في الخمسينات، ثم عاد وكان أبرز المدافعين عن صنعاء اثناء حصار السبعين”.
واستعراضت بعض الخلاصات من فصول مختارة من كتاب عمر الجاوي “ريبورتاج عن حصار صنعاء” والمتعلقة بدور المقاومة الشعبية فى انتصار السبعين يوما، والاحداث التي دارت في تلك الفترة ومختلف اجراءات المقاومة وبمشاركة المناضل الجاوي صاحب الكتاب.
ومما تم استعراضه أنه في 12يناير٦٨م انتخبت قيادة للمقاومة الشعبية من (9)اشخاص وهم:
1-سيف احمد حيدر.
2-مالك الارياني.
3-محمد دغيش.
4-علي مهدي الشنواح.
5-عبده سلام الدبعي.
6-محمد البشاري.
7-علي محمد زيد.
8-صالح احمد السلامي.
9-عمر الجاوي.
الجاوي الصحفي والاديب:
وفي السياق استعرضت الورقة الثالثة إرث الجاوي الصحفي والادبي، قدمتها الأستاذة صفاء فاضل، من ذلك الإرث تعين الفقيد الجاوي رئيساً لصحفية الثورة اليومية الصادرة في مدينة صنعاء، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس وكالة الأنباء اليمنية في مدينة صنعاء وتولي رئاستها.
وقالت: ” شارك الجاوي في تأسيس المقاومة الشعبية لدفاع عن الثورة والجمهورية أثناء حصار القوات الملكية الإمامية لمدينة صنعاء، وشارك في تأسيس حزب العمال والفلاحين عام 1969م ثم سافر إلى موسكو لمواصلة دارسته العليا وسجل مشروعه برسالة الدكتوراة بعنوان التحرير الإعلامي في البلدان النامية، إلا أنه لم يواصل دراسته وعاد إلى مدينة عدن، وعمل مدير للإذاعة والتلفزيون، وعمل مع بعض الرفاق على تأسيس تنظيم باسم حزب العمل اليمني عام 1971م”.
وأضافت”ثم ترك العمل الحزبي وسعى إلى تأسيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنين، واصدر مجلة لهذا الاتحاد وتولى رئاسة تحريرها وانتخب أمين عام لهذا الاتحاد منذ تأسيسه حتى عام 1990م، وشارك الجاوي في صياغة دستور دولة الوحدة من خلال عمله عضواً في اللجنة الدستورية التي شكلت عام 1972م”.
وتابعت: “كتب العديد من مقالات الرأي الجريئة فضلاً عن كتابته افتتاحيات متميزة كانت مثيرة للجدل السياسي على امتداد 18 عاماً قبل الوحدة اليمنية في مجلة الحكمة لسان حال الادباء والكتاب اليمنين والتي كانت تطبع في عدن وتوزع بين شطرين الوطن قبل الوحدة”.
واشارت إلى أنه”بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990م استئنف نشاطه الحزبي والسياسي بتأسيس حزب التجمع الوحدي اليمني وأصدر صحيفة التجمع الناطقة باسم الحزب وانتخب اميناً عاماً للحزب، وانتخب مستشار لمجلس الرئاسة بدرجة وزير، وفي عام 1993م شارك في لجنة الحوار الوطني التي كلفت في صياغة وثيقة العهد والاتفاق عام 1994م لإنهاء الأزمة السياسية التي كانت قائمة بين الأطراف السياسية آنذاك، وقد شارك في التوقيع عليها مع زعماء الأحزاب السياسية والتنظيمات في العاصمة الأردنية عمان في العشرين من فبراير 1994م”.
وذكرت من مؤلفاته: حصار صنعاء – روبوتاج صحفي – الزبير – شاعر الوطنية – صمت الأصابع – الصحافة النقابية في عدن، مشيرة إلى أن الجاوي كتب القصيدة العمودية كما كتب الشعر المرسل وهو في الحالتين مجدداً متحرراً من القيود، حيث نجد دواعي الاغتراب والوحشة والتمرد حاضرة في جل قصائده تتداخل على صدره الوطن المبعد المغتصب غير أن معانيه لا تخلو من لمحات مشرقة تشرف كل صباح يأتي محققاً للعدالة والمساواة تتسم بالوضوح ودقة التفاصيل ولغته سلسلة وتراكيبه بسيطة، كتب الرباعيات ذات النزعة الحكيمة.
ولفتت إلى أنه “في 23 ديسمبر1997م ترجل فارس الحرية والعمل الوحدي والديمقراطي والسياسي الاديب عمر عبد الله الجاوي، وخصص اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين عام 2004م جائزة سنوية تكريماً له”.
كلمات ومداخلات:
وتخلل الندوة مداخلات وكلمات عبرت عن المكانة الرمزية للقامتين النضاليتين واثرهما الخالد في مسار الثورة اليمنية، منها كلمة الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني ووزير الثقافة الاسبق الدكتور عبدالله عوبل، تحدث فيها عن ارث الفقيدين ودورهم في الحياة السياسية والفكرية، كما القى الأستاذ عبدالسلام رزاز الرئيس الدوري للجنة المصالحة والسلم الاجتماعي في محافظة تعز ، كلمة عبر فيها عن الدور المحوري الذي اضطلع به الراحلين.
وقدم الاستاذ محمد عبدالرحمن سيف مدير مؤسسة امجد الثقافية كلمة الامين العام المساعد للتجمع الوحدوي اليمني الدكتور علي عبدالكريم الامين العام المساعد للجامعة العربية سابقاً وجه فيها رسالة شكر وتقدير لمنظمة الإشتراكي في تعز.
وقال: “الرفاق الاعزاء وانتم تقيمون هذه الفعالية أنما تعيدون بناء جسور تهدمت ناضل دون هوادة في سبيلها الرمزان الوطنيان المناضل الشهم عمر عبدالله الجاوي، والمفكر السياسي فيلسوف العصر الدكتور ابوبكر السقاف، كانا للوطن رمزان ما زالت راياتهما خفاقة ترفرفان وستظل طالما على الدرب رفاق تسير على هدى فكرهما على هدى نضالهما سائرون، نشد على ايادكم، ونشعر أن اللحظة الراهنة تستدعي من الجميع قرأة جيدة للواقع، فتاريخهما كان ناصعا في مجالات السياسة وميادينها والثقافة ومفاتيحيها لم يفرطا عند محطات التاريخ الصعب بما ينبغي فهمه بمسوولية تحافظ على التاريخ جوهرا واستحقاقات المستقبل دونما خلط وتزييف”.
وتابع: الرفاق الاعزاء يأتي احتفاءكم هذا اليوم وبلادنا تمر بلحظة مفصلية تتعلق بوطننا ومستقبله أمام اشكال التحديات تضطرب على الساحة السياسية، والراحلان كان لهما بصمات في كافة المحطات التاريخية الصعبة قراءاتهما بدءا من فك حصار صنعاء ونصرة ثورة أكتوبر، مشيرا إلى أن لقاء هذا اليوم بين حزبي التجمع والاشتراكي نقطة ضوء على طريق شاقة نضالية تواصل زخم تاريخ نضالي صاغه من بهم تحتفون هذا الصباح، دعوا هذا اللقاء بشكل منطلقا لمسار جديد يحمل بطياتهما عبقهما روحهما تاريخهما مواصلة لتاريخ مجيد زرعاه… ومن حسن الطالع أن تقام هذه الفعالية بمدينة تعز، المدينة التي كانت وما تزال موطنا حارسا لنضالات تاريخ حركتنا الوطنية اليمنية جنوبا وشمالا، وتحملت أعباء وكانت على الدوم الحصن الحصين للثورة اليمنية وتحملت الكثير لها، ونتوجه بالشكر والثناء لاسهمامات بنيها المستمرة عطاءا باجيالهم المتتابعة لهم ولمدينة تعز كل الثناء والتقدير”.
من جانبه أكد الأستاذ محمد أحمد النقيب المدير العام السابق لمكتب النقل في المحافظة وعضو حزب التجمع اليمني للاصلاح، في مداخلة له على ضرورة إعادة الاعتبار لرواد الفكر باحياء موروثهم الفكري ونقله للأجيال وعدم ظلمهم مرتين بالتجاهل في أثناء حياتهم وإهمال انتاجهم وماقاموا به من أدوار بعد رحيلهم، مؤكدا على إن إحياء تاريخ الرموز الوطنية هو حفظ لذاكرة الوطن، والاستفادة من تجاربهم ودراستها للجيل الحاضر ستسهم في تجنبنا الوقوع بما وقعوا فيه من أخطاء وتلافي جوانب القصور والضعف لديهم.
وقال: نأمل تجاوز التصنيفات لرواد الفكر والسياسة التي تحول دون الاستفادة من تجاربهم من قبل الاجيال بما انتجوه من أفكار، مشددا على ضرورة قيام الجامعات باعمال الدراسات والأبحاث وخاصة التي يقوم بها الطلاب الدارسين في أقسام العلوم الإنسانية بدراسة الشخصيات الوطنية وإحياء موروثهم الفكري.
وأضاف: لا يمكن لنا تجاوز ثقافة التخلف والعمل بثقافة نهضوية مالم ننطلق من استراتيجية تربط بين الجامعة والجامع والمجتمع وتجمع النخب السياسية في الأحزاب وسائر قطاعات الدولة لإحداث الاستفادة والتكامل بالادوار، منوها إلى أنه لدى الحزب الاشتراكي اليمني تجربة سياسية جديرة بالدراسة والاستفادة منها وبالذات سياسة إزالة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، فهي تجربة ثرية وجديرة بالدراسة والتأمل.
وختم بالقول: نأمل من الأحزاب السياسية إعطاء الأهمية التي تتناسب مع حجم وضرورة تأسيس مراكز للدراسات والأبحاث، وإنشاء دوائر في الهيئات التنفيذية للاحزاب تكون دائرة خاصة باسم: دائرة الدراسات والأبحاث تعتني بهذا الشأن، لافتا إلى أن الأحزاب مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى للعمل بالوسائل التي تسهم بمعالجة حالة العزوف لدى المجتمع عن الثقافة والقراءة الحرة والاطلاع التي نعاني منها في اللحظة الراهنة.
إلى ذلك فقد تخلل الندوة التي حضرها قيادات الأحزاب السياسية في المحافظة وممثلي السلطة المحلية وجمع من الشباب والمناضلين، العديد من المداخلات والكلمات من قبل الحاضرين، والتي تطرقت إلى أهمية مثل هذه الفعاليات، ودلالاتها في الوقت الراهن.
القضية الفلسطينية لم تكن غائبة عن الحدث حيث القت الطفلة مسار محمود قصيدة شعرية حول القدس والقضية الفلسطينية نالت إعجاب الحاضرين.