متابعات

اعلان حوثي ردا على تصريحات المبعوث الأمريكي للسلام ” نص الرد”

ريبون نيوز_ متابعات. الثلاثاء 30يناير 2024

ردت جماعة الحوثي الانقلابية، رسميا، على عرض قدمته الولايات المتحدة الامريكية، لانهاء التصعيد المتبادل بين الجانبين في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر، يتضمن تنازلات في اتفاق السلام باليمن والتسوية السياسية المرتقبة، لانهاء الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة تواليا.

جاء هذا في بيان صادر عن وزارة الخارجية بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، تعليقا على تصريحات اطلقها المبعوث الامريكي الى اليمن تيم ليندركينغ، عن عواقب الهجمات البحرية لجماعة الحوثي التي تنفذها بزعم “منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة اليه دعما لفلسطين ومقاومتها بوجه العدوان”.

وقالت وكالة (سبأ) بصنعاء: “أكدت وزارة الخارجية رفضها واستهجانها للتصريحات الإعلامية للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ، بشأن موقف حكومة صنعاء من القضية الفلسطينية، وقوله بأنها اختارت أسلوبا خاطئا في معاقبة المجتمع الدولي الذي لا علاقة له بما يحدث في قطاع غزة”.

مضيفة: “وحملت الوزارة المجتمع الدولي مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة بسبب الدعم اللامحدود سياسياً وعسكرياً ومادياً ولوجستياً الذي تقدمه واشنطن وعدد من العواصم الموالية للكيان الصهيوني، بما في ذلك تعطيل مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين”. حسب تعبيرها.

وتابعت: إن “هذه العواصم هي من اختارت أسلوب خاطئ يهدد السلم والأمن الدوليين ولن تقتصر تداعياته على المنطقة فقط”. داعية المجتمع الدولي إلى “معالجة سبب التصعيد في منطقة البحر الأحمر والبحر العربي من جذوره، والعمل على وقف الغطرسة الصهيونية ووقف جرائم الحرب والإبادة” في غزة.

مردفة: إن “حكومة صنعاء ملتزمة بضمان حرية الملاحة البحرية التجارية في البحرين الأحمر والعربي، والقوات المسلحة اليمنية مستمرة في استهداف السفن المملوكة للكيان الصهيوني أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى يتم إنهاء العدوان ودخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية والوقود إلى قطاع غزة دون أية عوائق”.

يأتي هذا بعدما صرح المبعوث الامريكي الى اليمن تيم ليندركينغ تصريحات لقناة “الجزيرة”، السبت (27 يناير)، ربط فيها بين وقف الهجمات البحرية لجماعة الحوثي الانقلابية وبين المضي في اجراءات توقيع اتفاق خارطة طريق السلام في اليمن، التي كان اعلن المبعوث الاممي الى اليمن عن التوصل اليها.

وقال ليندركينغ: إن “على الحوثيين إدراك أنه لا يمكن تحقيق سلام بينما يهددون اقتصاد العالم”. مشددا على أنه “يجب ان يتوقف الحوثيون عن تهديد السفن والملاحة الدولية”. معتبرا أن الهجمات التي تنفذها الجماعة في بحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر العربي “يعقد جهود نقل الإمدادات لقطاع غزة”.
بالتوازي، تواصل امريكا عملية عسكرية واسعة في اليمن ردا على قصف الحوثيين سفنها، وتنفيذ سلسلة غارات ابرزها منتصف ليل الاثنين (22 يناير) كانت السادسة على “مواقع عسكرية للحوثيين” بهدف “تقويض قدراتهم الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية” على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه بزعم “دعم لفلسطين”.

جاءت غارات الاثنين امتدادا لغارات مساء الجمعة (19 يناير) وفجر الخميس (18 يناير) والاثنين (16 يناير) على محافظة الحديدة، ردا على قصف مليشيا الحوثي سفينة حربية امريكية،الاحد (14 يناير)، واستهدافها يالصواريخ يومي الاثنين (15 يناير) والثلاثاء (16 يناير) سفينتين تجاريتين امريكية كانتا متجهتان الى الكيان الاسرائيلي.

وليل الاربعاء (17 يناير)، أكدت واشنطن رسميا، استهدفت المليشيا البحرية لجماعة الحوثي سفينة امريكية رابعة، منذ بدء الغارات الامريكية والبريطانية على اليمن، عقب تصاعد الهجمات البحرية للحوثيين واستهدافها قرابة 15 سفينة بزعم “منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه دعما لفلسطين ومقاومتها”.

تعد غارات التحالف الامريكي البريطاني، الجمعة (19 يناير)، الجولة الخامسة منذ تدشينه فجر الجمعة (12 يناير) عملياته العسكرية على اليمن، وتنفيذه 73 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية سبق للتحالف العربي قصفها مئات المرات طوال سنوات الحرب، في كل من العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وحجة وصعدة وتعز.

ومساء السبت (13 يناير) كانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، أعلنت في حديث لقناة “سكاي نيوز عربية”: إن الرد الأميركي على هجمات الحوثيين نجح “عموما في تقويض قدرات الحوثيين، والمنصات التي يستخدمونها لإطلاق المسيّرات والصواريخ، لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر”. حسب تعبيرها.

يتزامن هذا مع اتخاذ امريكا وبريطانيا اجراء جريئا وصادما، وضع الشرعية اليمنية في مأزق خطير، ووصفه مراقبون بمثابة “الضربة القاضية للشرعية في اليمن”، من خلال بدء القوات الامريكية البريطانية، الجمعة، تنفيذ غارات جوية على اليمن تستهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، دون طلب رسمي من الشرعية اليمنية أو مشاركة فيها.

كما فجر وزير في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ما وصفه مراقبون “قنبلة مدوية”، تشي بأخطر سر لمجلس القيادة الرئاسي حيال الغارات الجوية التي بدأت شنها القوات الامريكية والبريطانية على اليمن، بعنوان “استهداف مواقع للحوثيين ومنصات اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة” وانهاء تهديدها للكيان الاسرائيلي وسفنه.

وترافق هذا مع توجيه كيان الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني رسالة شكر وتقدير الى المملكة العربية السعودية على مهمة اعتبرها هامة جدا في حماية الكيان من هجمات جماعة الحوثي الانقلابية وبدء ردع الجماعة وتوجيه الضربات الجوية الامريكية البريطانية على “مواقع جماعة الحوثي” في العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وحجة.
من جانبها، أصدرت جماعة الحوثي الانقلابية، الجمعة (12 يناير) اعلانا رسميا حيال استمرار التحالف الامريكي البريطاني في تنفيذ غارات جوية على اليمن تستهدف مواقع الجماعة في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وحجة وصعدة وتعز، وانهاء تهديدات صواريخها وطائراتها المسيرة، باتجاه الكيان الاسرائيلي وسفنه.

وجاءت الغارات الامريكية والبريطانية عقب تنفيذ جماعة الحوثي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة هجمات عدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه والسفن المرتبطة به والمتجهة الى موانئه، كان اخرها في ١٠ يناير، هجوم استهدف سفينة حربية امريكية بصاروخ باليستي مضاد للسفن.

واصلت جماعة الحوثي الانقلابية، تصعيد هجماتها البحرية منذ استيلائها في 19 نوفمبر الماضي، على سفينة الشحن التجارية “ذا جلاكسي ليدر” المملوكة لرجل الاعمال الاسرائيلي ابراهام اونغر ارامي، بعد عبورها من قناة السويس واثناء مرورها في مياه البحر الاحمر باتجاه الهند، واقتيادها الى ميناء الصليف الخاضع لسيطرتها.

وتصاعدت الهجمات الحوثية البحرية لتتجاوز التسع سفن، أخرها الاثنين (18 ديسمبر) سفينة ‘سوان اتلانتك‘ محملة بالنفط والأخرى سفينة ‘إم إس سي كلارا‘ تحمل حاويات اثناء توجههما الى إسرائيل بعد رفضهما الاستجابة للتحذيرات” حسب بيان للمتحدث العسكري للحوثيين، وبلاغات هيئات دولية متخصصة بالملاحة البحرية.

يترافق هذا مع مواصلة مليشيا الحوثي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، باتجاه الكيان الاسرائيلي، واخرها حسب تأكيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمتحدث العسكري للحوثيين، هجوم عاشر الثلاثاء (26 ديسمبر) بـ “دفعة صواريخ ومسيرات على ايلات (ام الرشراش) المحتلة جنوبي فلسطين”.

وتهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ “يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية” حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها “ميرسك” الدنماركية و”هاباج لويد” الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

كما أعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة “إيفرجرين لاين” التايوانية “تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح”. لتنضم شركة الشحن العالمية “OOCL” ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) “التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر”.

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في “المجلس الانتقالي” تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة “تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين”.

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون “سقوط الشرعية الدولية”. ونوهوا إلى أن “امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة”. مشددين أن “وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم”.

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت “29500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 63000، منذ 7 أكتوبر الفائت”. في مقابل “1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح”. فيما أسرت “حماس” نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق “كتائب القسام”، ابو عبيدة.

إغلاق