متابعات

غريفيث .. انحياز واضح للحوثيين لتحقيق نجاح شخصي

اثارت الاستقالة المفاجئة لكبير المراقبين الدوليين لاتفاق الحديدة الجنرال باترك كاميرت الكثير من الشكوك بشأن دور الأمم المتحدة في اليمن، خاصة وأنها أتت بعد حملة تشهير قادتها ميليشيا الحوثي ضده بسبب التزامه بتطبيق الاتفاق بشكل كامل وبدون التفاف أو تحايل.

ولأن الرجل لم يمض على تسلمه مهام عمله سوى 4 أسابيع، وكان يضع اللمسات الأخيرة على مقترحه لنقل اجتماعات اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة لأسباب تتعلق برفض ممثلي الميليشيا حضور اجتماعات اللجنة في مناطق سيطرة الشرعية بعد أن عقدت الجولة الأولى في مناطق سيطرتها.

زيارة

وفيما كان الكل ينتظر زيارة المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء لإقناع الميليشيا بالعدول عن موقفها الرافض حضور الاجتماعات في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية وإسناد موقف كبير المراقبين بشأن آلية تنفيذ الاتفاق ووفقاً للمواعيد الزمنية التي سبق وأن اتفق عليها وعدم سلامة مسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة والتفسيرات الملتوية للميليشيا فوجئ الجميع باستقالة كاميرت بعد ساعات على اللقاء الذي جمعه مع غريفيث في صنعاء.

الاستقالة أتت بعد حملة تحريض وتشهير قادتها الميليشيا ضد الرجل لأنه رفض الإقرار بمسرحية استبدال مسلحيها في ميناء الحديدة بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل،ولأنه اكد أن اتفاق ستوكهولم ينص على انسحاب الميليشيا من الموانئ الثلاثة ووضعها تحت إشراف الأمم المتحدة وأن يعقب ذلك إعادة انتشار لقوات الطرفين من المدينة وأن السلطة المحلية وقوات الشرطة التي كانت قائمة عند الانقلاب هي التي ستتولى مهمة إدارة وتأمين المحافظة والموانئ.

اتهامات

وبسبب عدم إفصاح المنظمة الدولية عن الأسباب التي دفعت كاميرت إلى الاستقالة وضع المبعوث الدولي في دائرة الاتهام بالتحيز للحوثيين، فقال محامي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إن ميليشيا الحوثي كانت تحتضر ليس في الحديدة فقط بل في جميع الجبهات.فتحايلت على الجميع وأوهمتهم بأنها مستعدة للانسحاب من الحديدة ويسلم الموانئ.

‏ وأضاف: بمجرد الاتفاق في السويد عادت إلى الميليشيا الروح فتلاعبت وتهربت من التنفيذ ومازالت تماطل حتى اليوم.

‏ في حين انه يعمل على تحريك مقاتليه إلى الجبهات من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي كامل الخوداني أن بقاء غريفيث أصبح مشكلة وليس حلاً لأن انحيازه للحوثي أصبح أمراً ظاهراً وواضحاً وعلى حساب القضية اليمنية والشعب اليمني وكل هذا من أجل تحقيق نجاح شخصي..

انتظار

ولأن غريفيث لم يتوقف للحظة عن الإشادة بالتزام الميليشيا بالاتفاقات والالتزامات التي تقطعها له فإن حديثه عن خطة جديدة لتجنيب الحديدة القتال يظهر تماهياً مع ما تطرحه الميليشيا عن ضرورة الدخول في محادثات الحل النهائي بدلاً عن تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن موانئ ومدينة الحديدة، وفِي انتظار التقرير الذي سيقدمه كبير المراقبين إلى مجلس الأمن عن فترة عمله في الحديدة والإفادة التي سيقدمها المبعوث الدولي نهاية الأسبوع الحالي سيظل موقف الأمم المتحدة ودورها في اليمن محل تساؤل.

المصدر: صحيفة 4مايو

إغلاق