تقارير وتحقيقات

هل فشلت أمريكا في ردع ميليشيات الحوثي الإرهابية؟ ما خياراتها المستقبلية؟

ريبون نيوز _ حفريات

محمد سبتي

25 نوفمبر 2024

 

كشف معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (AEI) في تحليل جديد أنّ جماعة الحوثي الموالية لإيران أصبحت تشكل تهديداً استراتيجياً عالمياً للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

 

التحليل الذي حمل عنوان “تكلفة التقاعس في اليمن” أشار إلى أنّ الدعم الإيراني المستمر منذ عام 2015 حوّل الحوثيين من ميليشيات محلية صغيرة إلى قوة إقليمية تمتلك قدرات عسكرية تهدد الأمن الدولي.

 

وأشار التحليل الذي نشرته صحيفة (الأمناء) إلى أنّ التقاعس الأمريكي مثل دعماً غير مباشر لصعود جماعة الحوثي وتصعيدها في البحر الأحمر.

 

وأوضح التحليل أنّ محاولات واشنطن وحلفائها اعتراض عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، باءت بالفشل إلى حد كبير. فقد استفاد الحوثيون من هذه القدرات في تنفيذ هجمات استهدفت السفن التجارية والحربية الأمريكية، ممّا وفر لهم بيانات استخباراتية حول أنظمة الدفاع الأمريكية يمكن أن تُستخدم لتحسين فعالية الهجمات المستقبلية.

 

التقاعس الأمريكي مثل دعماً غير مباشر لصعود جماعة الحوثي الإرهابية وتصعيدها في البحر الأحمر.

 

وأضاف التقرير أنّ الرد الأمريكي على التصعيد الحوثي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، كان محدوداً وافتقر إلى الحسم، ممّا أدى إلى استمرار العمليات الهجومية ضد الشحن الدولي.

 

وشدد على أنّ السياسات الأمريكية التي اتسمت بالتحفظ، مثل محاولة إدارة التصعيد بدلاً من رده بقوة، شجعت الحوثيين على تصعيد هجماتهم وأطالت أمد الصراع.

 

وأكد التحليل أنّ استمرار التصعيد الحوثي يُمثل خطراً أكبر على الولايات المتحدة على المدى البعيد، حيث سيتاح لهم ولحلفائهم مثل إيران وروسيا فرصة أكبر لاستغلال البيانات التي تم جمعها في تحسين استراتيجياتهم الهجومية.

 

ورجّح تقرير دولي تَحرُّك إدارة الرئيس الأمريكي الفائز بالانتخابات دونالد ترامب، نحو شن مزيد من الضربات ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، بهدف إضعافها.

 

وفي سياق متصل كشف تقرير لمجلة (ذا ناشيونال إنترست) الأمريكية أنّ إدارة (ترامب) قد تلجأ إلى شن ضربات ضد قيادات من الصف الأول لميليشيات الحوثي، ومواقع عسكرية في المناطق الخاضعة لتلك الميليشيات، بهدف ثني الجماعة عن استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 

ورجّح التقرير دعم إدارة (ترامب) للمجلس الانتقالي الجنوبي، والقوى التي تقاتل الحوثيين، عبر استئناف عملية عسكرية، وإمداد تلك القوى بمساعدات لوجستية وعسكرية على الأرض.

 

ورغم انقضاء (11) شهراً من بدء الهجمات الحوثية ضد السفن تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، لم يفلح التدخل الأمريكي تحت مسمّى تحالف “حارس الازدهار” في وضع حد لتهديد الجماعة المدعومة إيرانياً، وسط تصاعد الانتقادات الموجهة من الداخل للإدارة الأمريكية في التعامل مع المعضلة التي ما تزال تستنزف الموارد العسكرية والأصول دون أيّ مؤشرات على تراجع التهديد أو تقليم قدرات الجماعة، وفق صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية.

 

وتشير التقديرات إلى أنّ القوات الأمريكية، مع مساعدة بريطانية، نفّذت منذ 12 كانون الثاني/ يناير مئات الغارات وأطلقت مئات الصواريخ والقذائف خلال عمليات التصدي للطائرات المسيّرة والصواريخ الحوثية، وهو ما يعني كلفة كبيرة من الموارد والأموال وإتلاف الأصول العسكرية دون نتيجة مؤثرة.

 

وفي الإطار ذاته قالت صحيفة (واشنطن بوست) في تقرير لها: إنّ الحملة التي قادتها أمريكا في البحر الأحمر لمواجهة تهديد الحوثيين في اليمن للتجارة العالمية لم تردعهم، بل إنّها على العكس زادت من تهديدهم. فعلى الرغم من حملة غارات جوية مستمرة منذ أشهر شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف الحوثيين، فإنّ جماعة الحوثي استمرت بتهديد أهم الممرات التجارية البحرية، مستخدمة أحدث الأسلحة المتوفرة في ترسانتها.

 

صحيفة (واشنطن بوست): الحملة التي قادتها أمريكا في البحر الأحمر لمواجهة تهديد الحوثيين في اليمن للتجارة العالمية لم تردعهم، بل زادت من تهديدهم.

 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وبعد اندلاع الحرب في غزة، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس. وكانت الطلقة الأولى لحملتهم السيطرة على سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر واعتقال طاقمها.

 

ومنذ ذلك الوقت سجل البنتاغون أكثر من (250) هجوماً على سفن عسكرية أمريكية أو سفن تجارية قرب ساحل اليمن، بما فيها (150) هجوماً منذ بدء حملة الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية في كانون الثاني/ يناير الماضي.

 

وأغرق الحوثيون سفينتين، منها روبيمار في آذار/ مارس، والسفينة التي تملكها شركة يونانية واسمها (توتر) المحملة بالفحم الحجري، والتي استهدفت خلال حزيران/ يونيو الماضي.

 

ووسع الحوثيون حملتهم من البحر الأحمر إلى مضيق عدن الذي يربط باب المندب بالمحيط الهندي، ومن هنا تعبر السفن إلى البحر الأحمر ثم قناة السويس متجهة إلى أوروبا، وهو أقصر طريق من آسيا إلى البحر المتوسط.

 

وأدت التهديدات المستمرة إلى تراجع حركة الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر، فقد انخفض عدد السفن أكثر من 80% بحسب أرقام البنك الدولي.

 

إغلاق