متابعات
إنعقاد اللقاء التشاوري الأول لأئمة وخطباء المساجد في العاصمة عدن
عقد صباح اليوم في قاعة الاتحادية بالعاصمة المؤقتة عدن وبرعاية نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري اللقاء التشاوري الأول لأئمة وخطباء مساجد عدن الذي انعقد تحت عنوان : “دور المساجد في تنمية وعي الناس وتثقيفهم وإصلاحهم ” .
وفي اللقاء الذي حضره محافظ العاصمة عدن احمد سالمين ووكيل أول العاصمة عدن محمد نصر الشاذلي ووكيل وزارة الأوقاف الشيخ محمد بن مشدود وأمين عام المجلس المحلي بدر معاون ومدراء عموم المديريات وعددا من القيادات الأمنية والمحلية ألقى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد الميسري كلمة حيا في مستهلها بخطباء المساجد والوعاظ ورجال الدين على تفاعلهم وحضورهم لهذا اللقاء التشاوري مؤكدا على أهمية مثل هذا اللقاءات في مثل هذا التوقيت بالذات .
كما اثنى الميسري على دور أئمة وخطباء ودعاة عدن الذين صمدوا في فترة الحرب وكانوا اول من تصدى ببسالة للمشروع الفارسي الايراني وصمدوا ومازالوا صامدين وأنه كان لهم دور تاريخي لا يستهان به في إفشال المشروع الفارسي الذي انكسر من تحت مظلة المآذن والتي تبلورت وصارت مقاومة حتى طهرت عدن وباقي المحافظات المحررة .
وأعرب الوزير الميسري عن أسفه الشديد لمسلسل استهداف العلماء ورجال الدين بشكل عام وقال بأنه لم يسبق لها مثيل حيث أدى هذا المخطط إلى استشهاد الكثير من الأئمة والخطباء بدء بالشيخ راوي والعدني وصول إلى العدد إلى ٣١ إمام وخطيب جامع .
وأكد الميسري بأن الوطن يمر بمرحلة صعبة تتطلب تكاتف الجميع فيها لاستعادة الدولة والقضاء على مظاهر اللا دولة من مليشيات وعصابات والاتجار بالمخدرات وانتشارها وحمل السلاح والعشوائيات والمظاهر الدخيلة .
وطالب الميسري أئمة وخطباء المساجد بالقيام بدورهم في توعية المجتمع وتحملهم المسؤولية في هذه المرحلة الاستثنائية وإرشاد الناس إلى نبذ المظاهر الدخيلة والفتن والإسهام في تعزيز أواصر الإخاء والتسامح والمحبة في مابينهم.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد الميسري أن ملف قضية الشيخ راوي تحول الى المحكمة للبت فيه ومحاسبة القتلة مشيرا إلى أنه سيعلن في القريب العاجل عن قتلة الشيخ راوي وعددا من قتلة الأئمة وخطباء المساجد في مدينة عدن.مؤكدا بأن القتلة في يد العدالة وانهم لأكثر من ستة اشهر وبسرية تامة يتم التحقيق معهم من قبل البحث الجنائي والنيابة العامة واليوم تم تحويل الملف للمحكمة لينالوا عقابهم .
مشيرا إلى انه سيتم الكشف للرأي العام ملابسات الحادثة التي تم الكتمت عنها إعلاميا لكي لا يرمى أحدا بالشبهات ، مؤكدا على ان الاجهزة الامنية اعتقلت خلية ثانية وخلية ثالثة الذين نفذوا عمليات اغتيال لـ”11″إمام وخطيب مسجد ومازالوا قيد التحقيق في البحث ولم ينقل ملفهم للنيابة العامة مؤكدا على أن وزارة الداخلية تسير بخطى ثابتة ولا نريد إلا خصومنا في هذه القضايا ولن نلبس أحد ثوبا غير ثوبه أو نبحث عن كباش فداء لا ناقة لهم ولا جمل وسنكمل متابعة الخلايا الأخرى .
وتطرق الميسري في كلمته إلى أهمية تصويب العلاقة بين الشرعية والتحالف في المناطق المحررة وتصحيحها لتحقيق أهداف عاصفة الحزم لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية.
واشار الميسري قائلا :” ان من يظن ان الحوثي لايكسر فهو واهم وقد كنا قاب قوسين او ادنى من الأنتصار وتحرير الحديدة لولا تدخل المجتمع الدولي بكل قوته وهناك من يريدنا أن نظل في مربع الصراع.
وأكد الوزير الميسري بأن الحكومة ستعيد تأهيل وتجهيز مبنى المعهد العالي للدعوة والإرشاد في العاصمة عدن لمعاودة دوره الريادي في تخريج طلبة العلم والدعاة ذات المنهج الوسطي.
وأبدى الوزير الميسري استعداده بتوفير كافة متطلبات أئمة وخطباء المساجد سواء من التزامات مالية او بتوفير الحماية الامنية الكافية لهم مؤكدا بأن حماية إمام وخطيب مسجد أولى وأهم من حماية وزير ومسؤول مشيرا الى انه سيوفر الحماية الكافية للمساجد بكل مايلزم.
وأضاف : “نحن نعرف ظروفكم المعيشية فنحن لا نعيش في أبراج عاجية فنحن بينكم وفي اوساطكم ونتلمس ما استطعنا من اوضاعكم ..وأنا على يقين أن دعوتكم هي لله سبحانه و تعالى وجزائها عظيم ولكن نحن المواطنون والقادة السياسيين نستظل بظلكم ..وهذه القاعة اليوم تنورت بهذه الكوكبة الرائعة والكوكبة المحترمة والمظلومة التي لم تبيع ولم تشتري في دينها لا مع دول ولا مع أفراد.
ووعد الميسري خطباء وأئمة عدن بأن التوصيات والمطالب التي سوف يخرج بها هذا اللقاء ستجد طريقها للتنفيذ بقدر الاستطاعة” .
وألقيت خلال اللقاء العديد من الكلمات أبرزها كلمة قيادة محافظ عدن التي ألقاها المحافظ احمد سالمين والتي أكد فيها على أهمية مثل هذا اللقاء ـ مشيدا بدور أئمة وخطباء المساجد ورجال الدين في توعية المجتمع ومحاربة كافة الظواهر الدخيلة التي تضر بالمجتمع .
كما ألقى وكيل وزارة الأوقاف الشيخ بن مشدود كلمة طالب فيها الدولة بالوقوف إلى جانب الخطباء والدعاة والاهتمام بأسر الشهداء من الأئمة والخطباء كما طالب أيضا بفتح مبنى وزارة الأوقاف في عدن وتوفير الحماية الأمنية للخطباء ولأئمة المساجد .
وأشار الى أن الخطباء والوعاظ بعدن وباقي المحافظات المحررة يعلنون وقوفهم خلف أجهزة الأمن وخلف الرئيس هادي والوزير احمد الميسري لتطبيع الأوضاع وتثبيت الأمن والاستقرار ، وطالب الدولة بمنح أرقام عسكرية لأسر الشهداء من أئمة المساجد.
كما ألقى نجل الشهيد سمحان عبدالعزيز (راوي) كلمة نيابة عن أسر شهداء الخطباء والدعاة طالب فيها بالقصاص من القتلة والمجرمين والاهتمام بأسر الشهداء.
عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد الشيخ كمال باهرمز ألقى كلمة أيضا خلال اللقاء زكا فيها ما جاء في كلمة الشيخ مشدود جملة وتفصيلا وطالب بإعادة افتتاح المعهد العالي الذي تخرج منه المئات من الخطباء والدعاة الذين يدعون للوسطية والاعتدال وهو الأمر الذي أعلن الوزير الميسري خلال ألقى كلمته استعداد الحكومة بإعادة تأهيل وترميم المعهد على نفقة الحكومة وإعادة افتتاحه في أقرب وقت ممكن ليمارس دوره الريادي في تخريج طلبة العلم ودعاة الوسطية والاعتدال .
وصدر عن اللقاء التشاوري الأول لمشائخ وخطباء وأئمة مساجد عدن بيان ختامي أكد على “ان هيبة الدولة هي أول الخطوات للاستقرار، وعلى الدولة أن تعزز حضور مؤسساتها في الواقع بما يخدم مصالح الناس وتفرض هيبتها وعليها القيام بواجبها تجاه شعبها وأن لا تدع مجال للزائقين يمكنهم من العبث والفساد في الأرض، سواء تلك المليشيات المسلحة أو لأي تنظيمات مدعومة، وان هذا الفراغ هو الذي مكن للظواهر السلبية في مدينة عدن وسائر المدن.
كما أكد البيان بان “حماية المواطنين واجب على الدولة فعلى وزارة الداخلية التحقيق في قضايا اغتيال أئمة المساجد والكشف عن نتائج التحقيق للرأي العام، والكشف عن الجهات التي تمول عمليات الاغتيال سواء كانت محلية او اقليمية كما طالب بتقديم من تم إلقاء القبض عليهم من قتلة عبدالرحمن العدني إلى العدالة ، وكما طالب البث في محاكمة من تم القبض عليهم من قتلة المشائخ وعلى رأسهم قتلة الشيخ راوي عبدالعزيز رحمه الله تعالى.
ودعا البيان الدولة “الاهتمام بالمساجد ورعاية القائمين عليها وحمايتهم والاهتمام بهم حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه في توعية الناس وتعليمهم أمور دينهم كما اعلن البيان رفضه ان تكون المساجد مكان للخلافات المذهبية والقيام بتبديل أئمة مساجدها على أسس حزبية او مناطقية أو جهوية “.
وطالب البيان وزارة الداخلية ” تأمين حياة خطباء وأئمة ودعاة مساجد عدن بتوفير الحماية لهم مشيرا إلى ان البعض من الدعاة والأئمة قد خرجوا من البلاد وغادروها وتركوا مساجدهم خوفا على انفسهم ومن تبقى منهم لازال يخشى طلقات الغدر من المجرمين “.
وأكد أئمة وخطباء عدن بأنهم سوف يكونوا سندا للدولة و”حافظين العهد لولي الأمر الرئيس عبدربه منصور هادي ولكل أذرع الحكومة الشرعية دون تفصيل يراد منه تقويض الحكومة الشرعية، وأنهم سند في محاربة الكثير من الظواهر السيئة التي ظهرت في أوساط المجتمع والشباب ومنها الأفكار المنحرفة والمخدرات والظواهر التي تسيء لنا كمسلمين وكشعب عربي أصيل”.
وأدان البيان ” كل صور الإرهاب والقتل الخارجة عن القانون والاعتقالات التعسفية واقصاء وتهميش والي أمرنا وحكومتنا في بلدنا، مشيرا الى ان ما حصل من سقوط في العنف وفي فكر الخوارج ظاهرة خطيرة يجب محاربتها ليس فقط بالسلاح ولكن كذلك بالحجة والعلم , مطالبا من الدولة فتح باب المناصحة للمغرر بهم أسوة ببرنامج المناصحة الذي قام في المملكة العربية السعودية خير قدوة “.