كتابات

الجنوب بين الخطاب الشعبوي والتفكير الرغبوي

ريبون نيوز _ كتابات

كتبه: أحمد حرمل

 

ان المتابع لوسائل الاعلام الجنوبية وما ينشره الجنوبيين في وسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ من الوهلة الاولى بان الشعبوية والخطاب الشعبوي هو السائد ليس على وسائل الاعلام الجنوبية ومنصات التواصل الاجتماعي فحسب بل تعدى الى شرائح واسعة من المجتمع سواء كانوا مؤيديين للمجلس الانتقالي او معارضين لتوجهاته .

 

ان بروز الشعبوية والخطاب الشعبوي تعود خلفياتها الى مرحلة الحراك الجنوبي 2007 – 2014 م .

 

لقد كان التصالح والتسامح مرتكزا حقيقيا ودعامة رئيسية لانطلاق الحراك السلمي الجنوبي ولذا فان الحراك السلمي الذي مثل نقطة الضوء في الزمن الحالك الذي كان يعيشه الجنوب انذاك بدأ اعوامه الاولى طاهرا ونقيا بعيدا عن رواسب الماضي وشوائب السياسة وحرصت قيادته الى مأسسته وتاطيره وتنظيمه وبذلت جهود جبارة في هذا الاتجاه لتاسيس مكون حراكي تم تسميته (نجاح) وهي اختصار (حركة نضال الشعب الجنوبي) وتم انجاز وثائقه والتحضير الجيد لعقد مؤتمره.

 

وفي المؤتمر الذي عقد في مدرسة الردوع في مارس 2009 تم انتخاب قيادة لنجاح ومثل هذا الحدث تحول نوعي في مسيرة الحراك والارتقاء بادائه الى الافضل وضبط ايقاع حركته وتوجهاته.

 

ادرك نظام الاحتلال خطورة هذا الحدث خاصة وان القيادة التي تم انتخابها لقيادة المكون جلها قيادات اشتراكية تمتلك من الخبرة والتجربة ما يمكنها من تحويل الحراك من حراك منفعل الى حراك فاعل وبالتالي الانتقال من مرحلة الغضب الى مرحلة التطلع فعملت على الدفع بادواتها للتعجيل باعلان انظمامها الى الحراك وجاء اتفاق 9 / مايو 2009 م بدمج مكونات الحراك في مكون واحد اطلق عليه (مجلس قيادة الثورة) والذي تم التوقيع عليه في منزل الشيخ طارق الفضلي وتبوأ فيه الشيخ طارق الفضلي منصب نائب رئيس وكان اهم اهداف هذا الاتفاق غير المعلنه تقويض (نجاح) وقد وجدت اطراف تحالف حرب 94 في هذه الخطوة ظالتها وتمكنت من خلاله من اختراق جسد الحراك .

 

كيف تم اختراق الحراك

 

ظل الحراك السلمي الجنوبي في سنواته الاولى ينمو ويتصاعد يوما بعد اخر يتصلب عوده وتتسع قاعدته وتزداد جذوته اشتعالا وكانت جماهيره تزيد من زخمه وتحمي جذوته من الانطفاء رغم تعرض المتظاهرين للقتل والقيادات والنشطاء للتنكيل والاعتقال والملاحقات ولا نريد ان نسهب في الحديث عن هذا الجانب فهو معروف للقاصي والداني من ابناء شعبنا .

 

فشل الآلة العسكرية والامنية القمعية في اخماد الحراك وترويض قيادته دفع برأس النظام حينها علي عبدالله صالح وبإيعاز من اجهزة استخباراته الى اتباع تكتيك جديد فبالاضافة الى الجرائم الدموية والقمع والتنكيل بمنتسبي الحراك وقادته تم استخدام سلاح الاختراق الذي كانت اولى محطاته وصول الشيخ طارق الفضلي الى اعلى المواقع في مجلس قيادة الثورة .

 

اخذ الاختراق اشكال متعددة فمن تفريخ المكونات الى الدفع ببعض القيادات القبلية والعسكرية والمدنية الى الالتحاق في صفوف الحراك واستمالت بعض القيادات في المكونات الحراكية وجعلها تخوض صراع بيني وانخرطت المكونات من مواجهة بعضها البعض وانقسمت على نفسها وصار لكل مكون منها نسختين وتبنت بعض القيادات اعمال غير سلمية وفرت ذريعة لاجهزة قمع الاحتلال لتنفيذ عمليات الاغتيال والمحاكمات الصورية وزادت اعمالها دموية وصلت الى درجة قصف منازل المواطنين بالدبابات كما حدث في مدينة الضالع في يونيو 2010 م .

 

شعر تحالف حرب 94 الذي ظن بانه سيكون الوريث الشرعي للحزب الاشتراكي في الجنوب بان الخطاب الشعبوي والقيادات الشعبوية قد حشرته في زاوية مغلقة وان ثقافة الكراهية التي اراد ان يستخدمها ضد الحراك وقياداته ومنتسبيه وضد الحزب الاشتراكي الذي تصدرت قياداته ومنتسبيه الصفوف الاولى للحراك وكانت مقرات منظماته في محافظات الجنوب منطلقا للاحتجاجات وان ابرز قيادات الحراك هم قيادات اشتراكية بان ثقافة الكراهية قد ارتدت اليه فدفع بعناصر الاختراق الى تبني مواقف معادية للاشتراكي فبرزت الدعوة الى مطالبة قيادات الحراك بالاستقالة من عضوية الحزب والى ضرب التصالح والتسامح باستحضار الماضي والتذكير بالصراعات الدموية التي شهدها الجنوب وعلى وجه الخصوص احداث يناير 1986م .

 

ونجح تحالف حرب 94 باضافة خصم جديد الى الحراك وهو الحزب الاشتراكي بعد ان اقنعهم تحالف حرب 94 بان الاشتراكي سيسحب البساط من تحت اقدامهم .

 

تحولت بعض قيادات الحراك التي لم تكن من القيادات التي صنعت الحراك بل الحراك هو من صنعها الى قيادات شعبوية وذهبت تقصي هذا وتخون ذاك اعتقادا منها بانها ستفصل الحراك على مقاسها ونجحت بخطابها الشعبوي في دغدغة عواطف الجماهير وذهبت لتصدر لهم اوهام ورفعت شعار : يا جنوبي صح النوم سبعه سبعه اخر يوم مرت سبعه بعد سبعه والامور على حالها .

 

انقلب السحر على الساحر

 

ومع مرور الايام تغير مزاج الشارع وشعر بان حالة التشظي والانقسام الذي تعيشه مكونان الحرك سيجعل نضاله وتضحياته نذهب ادراج الرياح واصابه الاحباط وحمل قيادته مسؤولية ذلك .

 

استغلت بعض الاطراف البارعة في الخطابة هذا التغير وعدم تحقيق اي نجاحات وعززت القناعة لدى جمهور الحراك بان القيادة غير مؤمنة بالتحرير والاستقلال وانا التحرير والاستقلال بالنسبة لها هو مجرد شعار فانقلبت على القيادات وتبنت خطاب شعبوي ضدها ونجحت تلك القيادات بخطابها الشعبوي المستند الى خلفية دينية من كسب الشارع وتحولوا من خطباء مساجد الى خطباء سياسيين واوصلوا جماهير الحراك الى قناعة بان القيادة هي المعيق امام تحقيق تطلعاتهم في التحرير والاستقلال وصل الامر الى ترديد هتافات لا قيادة بعد اليوم وخلت المنصات الخطابات من قيادات الحراك وصعد خطباء المساجد من منتسبي الهيئة الشرعية الجنوبية بدلا عنهم .

 

بعد حرب احتلال الجنوب الثانية في 2015 وعلى وجه الخصوص بعد اشهار المجلس الانتقالي الجنوبي اعتقد البعض بان الشعبوية والخطاب الشعبوي قد اخذ مداه وحقق اهدافه وان لم يعد له وجود الا انه وللاسف الشديد لازال قائما حتى اليوم وهو من يتسيد المشهد الاعلامي والجماهيري في الجنوب .

 

انا ونحن نتحدث عن الخطاب الشعبوي السائد والمتحكم في مواقف وقناعات الكثير من الفئات والشرائح الجنوبية نود ان نتحدث عن ماهية الخطاب الشعبوي وهدفه واضراره .

 

فما هو الخطاب الشعبوي واسباب ظهوره واضراره ؟

 

الشعبوية هي أيديولوجية أو نهج سياسي يعتمد على استقطاب “الشعب” (الجماهير) ضد “النخبة” (الصفوة الحاكمة أو الطبقات المتميزة)، وغالبًا ما يتميز بخطاب عاطفي وبسيط يلامس مشاكل الناس اليومية.

 

أما “الحطاب الشعبوي” فهو مصطلح غير رسمي يُستخدم لوصف السياسي أو الخطيب الذي يستخدم في خطابه مفردات عدوانية أو تحريضية، غالبًا لتوجيه اللوم إلى فئات معينة أو لتعزيز الانقسامات الاجتماعية لأغراض سياسية.

 

ويتخذ الخطاب الشعبوي أشكالًا متعددة، بعضها قد يبدو حميدًا في البداية، لكن أبرز مظاهره الخطيرة هي تلك التي تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي، وتقويض الدولة، أو إثارة العنف.

 

يبرز الشعبويون كـ”منقذين” أو “أبطال شعبيين” في الدول التي تعاني من انقسامات أو حروب أهلية كالحالة التي نعيشها اليوم .

 

وتبرز الشعبوية والشخصيات الشعبوية عندما يفقد الحاكم المصداقية وتفقد المعارضة القدرة على التغير ؛ وعند تزايد الفوارق الطبقية واتساع رقعة البطالة، والفقر، وسوء توزيع الثروة يجعل الناس أكثر تقبلاً للخطاب الذي يعدهم بالتغيير السريع.

 

وكذلك الحال عند الأزمات الاقتصادية (مثل التضخم، انهيار العملات) تخلق بيئة خصبة للشعبويين الذين يقدمون حلولًا بسيطة لمشاكل معقدة.

 

وفي حالة التي نعيشها اليوم حالة “اللا دولة وللا ثورة” حالة “اللا حرب واللا سلم” وما نتج عنها من فراغ سياسي فان أضرار الشعبوية والحطاب الشعبوي عددية ويمكن ان نلخصها بالتالي :

 

1- الانقسام المجتمعي

 

يعتمد الشعبويون على خلق عدو مشترك مثل النخبة ، مما يزيد من الاستقطاب والكراهية بين فئات المجتمع.

 

2- عدم القبول بالاخر

 

بعض الشعبويين يرفضون العمل المؤسسي ويرفضون التعدد والتنوع ويعتمدون على الحكم المباشر عبر الشارع أو الاستفتاءات التكتيكية ؛ ويؤدي صعود هذا النوع من الشعبويين إلى السلطة إلى تقويض الحريات (كما حدث في تجارب مثل تركيا، المجر، فنزويلا).

 

3- الحلول الوهمية

 

يقدم الشعبويون وعودًا غير واقعية دون خطط عملية، مما يؤدي إلى خيبة أمل جماعية.

 

4 – الاستبداد والزعيم الأوحد

 

تأليه الزعيم ورفض النقد تحويل القائد إلى “بطل شعبي” معصوم من الخطأ، واعتبار أي انتقاد له “خيانة”.

 

وكثير من القادة الشعبويين حولون أنفسهم إلى “زعماء أوحدين” ويقمعون المعارضة تحت شعار “تمثيل إرادة الشعب” ويدغدغدون مشاعر الجماهير بالخطاب العاطفي والوعود المستحيلة ؛ وتقديم حلول سحرية غير واقعية لمشاكل معقدة .

 

وأخطر مظاهر الشعبوية هي تلك التي تحوّل السياسة إلى صراع وجودي (نحن ضدهم)، وتقتل الحوار العقلاني لصالح العاطفة والكراهية ؛ ويتم استخدام نظرية المؤامرة تغطية لتعطيل العقل ؛ وأستخدام لغة تحريضية

تبرر العنف ضد الخصوم وتعزز حالة الانقسام .

 

ومع هذا نستطيع ان نقول ان الشعبوية ليست شرًا مطلقًا، فهي قد تنشأ كرد فعل على ظلم حقيقي، لكن خطرها يكمن في تحويلها إلى أداة للاستغلال العاطفي وتدمير المنطق والعقلانية في السياسة.

 

ان الخيبات والعثرات التي رافقتنا منذ انطلاق الحراك وحالة التشظي والانقسام التي يعانيها الجنوب والاخفاق في التعامل مع التباينات والفشل في مواجهة التحديات وانجاز الاستحقاقات وحل المشكلات التي يعاني منها شعب الجنوب اليوم يتحمل مسؤليته الجميع وليس الانتقالي لوحده فكل طرف من الاطراف الجنوبية ساهم بقدر معين في الحال البائس الذي يعيشه الجنوب اليوم .

 

ومن وجهة نظري يعود ذلك الى التفكير الرغبوي السائد لدى القيادات الجنوبية فهذا النمط من التفكير يعتمد على الرغبات والميول الشخصية بدلًا من الواقع والمنطق.

 

فقد يتبادر الى ذهن البعض سؤال ما هو التفكير الرغبوي؟

 

وللاجابة على هذا السؤال نقول بان التفكير الرغبوي هو نوع من التفكير الذي يدفع الشخص إلى تصديق أو توقع حدوث شيء ما لمجرد أنه يتمناهأ ويرغب فيه ، حتى لو كان غير منطقي أو بعيدًا عن الأدلة الواقعية.

 

ويمكن ان لنلخص ابرز سمات وخصائص هذا النوع من التفكير بالنقاط التالية :

 

1- الانحياز للرغبات اي تُغَلَّب الأماني على الحقائق.

 

2- التجاهل العمدي للواقع بمعنى إهمال الأدلة أو الصعوبات.

 

3- الاعتماد على المشاعر بدل العقلانية.

 

ولكي نكون الصورة اكثر وضوحا نستعرض الفرق بين التفكير الرغبوي وبين التفكير المنطقي على النحو التالي :

 

التفكير الرغبوي

 

يعتمد على الأمنيات

 

التفكير المنطقي

 

يعتمد على الحقائق

 

التفكير الرغبوي

 

يتجاهل الأدلة

 

التفكير المنطقي

 

يحلِّل الأدلة

 

التفكير الرغبوي

 

يركِّز على “ما أريده”

 

التفكير المنطقي

 

يركِّز على “ما هو ممكن”

 

لماذا يتبع اصحاب التفكير الرغبوي سياسة فكر كما افكر انا ؟

 

أصحاب التفكير الرغبوي غالبًا ما يتبعون سياسة “فكر كما أفكر أنا” أو “أرى العالم كما أتمناه، لا كما هو” بسبب مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية، منها:

 

1- الانحياز التأكيدي

 

يميلون إلى تصديق فقط ما يتوافق مع رغباتهم ويتجاهلون الأدلة المخالفة.

 

2- الخوف من مواجهة الواقع

 

عندما يواجهون حقائق صعبة، يشعرون باضطراب نفسي، فيفضلون تشويه الواقع بدلًا من تقبله.

 

3- الرغبة في التحكم والسيطرة

 

يعتقدون أن رغباتهم قادرة على تغيير الواقع ، حتى لو كان ذلك غير منطقي.

 

4 – التأثير الاجتماعي

 

إذا كان المحيطون بهم يُشجعون هذا النمط (مثل العائلة أو الأصدقاء)، يصبح التفكير الرغبوي عادة جماعية.

 

5- الهروب من المسؤولية

 

يفضلون العيش في وهم مريح بدل تحمل عبء التخطيط أو المخاطرة.

 

كيف يتعاملون مع المخالفين؟

 

رفض الآراء المخالفة

 

يعتبرونها “تشاؤمًا” أو “عدم إيمان”.

 

إسقاط الرغبات على الآخرين

 

يتوقعون من الجميع أن يدعموا رؤيتهم دون نقد.

 

العزلة الفكرية

 

يحيطون أنفسهم بمن يوافقهم فقط (صدى الرغبات).

 

الخطر الأكبر

 

يصبح هذا النمط إدمانًا نفسيًا ، حيث يجد صاحبه راحة مؤقتة في الأوهام، لكنه يفقد القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية ، مما قد يؤدي إلى:

 

خيبات ألم متكررة.

 

فشل في تحقيق الأهداف.

 

صعوبة في التعامل مع تعقيدات الحياة.

 

كيف نتجنب الوقوع فيه؟

 

موازنة الرغبات مع الواقع.

 

الاستناد إلى أدلة وبيانات.

 

الاستماع لنقد الآخرين.

 

هل الخطاب الشعبوي هو من يصيغ التفكير الرغبوبي او العكس ؟

 

ان العلاقة بين الخطاب الشعبوي والتفكير الرغبوي(أو الرغباتي) علاقة تبادلية معقدة، حيث يمكن لكل منهما أن يغذي الآخر في حلقة دائرية ويمكن توضيح تلك العلاقة من خلال التالي :

 

1- الخطاب الشعبوي يُغذي التفكير الرغبوي

 

استغلال العواطف

 

الخطاب الشعبوي يعتمد على مخاطبة المشاعر والرغبات المباشرة للجمهور (مثل الخوف من الآخر، الرغبة في التميز، أو البحث عن حلول سريعة)، بدلاً من تقديم تحليل عقلاني.

 

هذا يعزز التفكير الرغبوي الذي يفضل ما يُشبع الرغبات الفورية على الحقائق المعقدة.

 

تبسيط الواقع

 

الشعبوية تقدم تفسيرات مبسطة للمشاكل مما يلبي رغبة الجمهور في فهم سريع دون جهد معرفي عميق.

 

إضفاء الشرعية على الرغبات

 

عندما يقدم خطابٌ شعبيٌّ رغبات الجمهور (مثل الرغبة في الانتقام من يتم تصوريهم على انهم خصوم ) على أنها “إرادة الشعب”، يُحوِّل تلك الرغبات إلى مُسلَّمات سياسية.

 

2- التفكير الرغبوي يُغذي الخطاب الشعبوي

 

طلب حلول سحرية

 

عندما يسود التفكير الرغبوي في مجتمع ما (حيث يُفضِّل الناس تصديق ما يُريحهم بدلاً من ما هو صحيح)، يصبح هذا المجتمع تربة خصبة للخطاب الشعبوي الذي يعد بتحقيق المستحيل

 

رفض التعقيد

 

إذا كان الجمهور يميل إلى رفض التحليل المنطقي المعقد (مثل الاقتصاد أو السياسات الدولية)، فإنه سينجذب إلى الخطاب الشعبوي الذي يقدم إجابات سهلة.

 

الهوية فوق العقل

 

التفكير الرغبوي غالبًا ما يرتبط بالهوية الجماعية (مثل الانتماء العرقي أو الديني) مما يعمق الانقسامات.

 

3 – الحلقة المفرغة

 

كلما نجح الخطاب الشعبوي في استثارة الرغبات، زاد انتشار التفكير الرغبوي، وكلما انتشر الأخير، ازدهرت الشعبوية.

 

هذه الحلقة تُضعف المنطق والنقاش العقلاني في المجال العام.

 

ان التقاطع بين الخطاب الشعبوي والتفكير الرغبوب يجعل من الصعب تحديد “من يسبق الآخر” بشكل قطعي، لأن العلاقة جدلية.

 

لكن الخطاب الشعبوي يكتسب قوته من قدرته على تحويل الرغبات إلى سياسات، وفي المقابل يُعيد تشكيل وعي الجمهور ليكون أكثر استجابة للرغبات بدلاً من العقل .

 

صالح دفع ثمن التفكير الرغبوي

 

اعتمد صالح خلال فترة حكمه على الخطاب الشعبوي والتفكير الرغبوي وابدع في صناعة الخصوم بمثلما ابدع في ايجاد الاتباع وساعده في ذلك انه جمع بين الرغبة والقدرة وصارت الشعبوية والتفكير الرغبوي بالنسبة له اسلوبا ونهجا لادارة الدولة .

 

وبمثل ما ساعده هذا التوجه بالأمساك بخيوط اللعبة والتحكم بها والبقاء على كرسي الحكم فترة اطول دفعته رغبته في العودة الى الحكم للتحالف مع مليشيات اعتقادا منه بان خبرته وتجربته في التآمر على الحلفاء والبطش بالعداء ستمكنه من الاطاحة بمليشيات الحوثي وستحقق رغبته في العودة الى الحكم متناسيا بان الوضع الذي اعقب استيلاء مليشيات الحوثي على صنعاء مختلف تماما عن ماقبله وان موازين القوى قد تغير وان تفكيره الرغبوي يظل امنية غير قابلة للتحقيق دون ان يمتلك القدرة على تحقيق رغباته وان حليف اليوم (مليشيات الحوثي) مدفوعة بالرغبة في الثأر من خصم الامس تتحين الفرصة للانقضاض عليه وانها باتت تمتلك القوة التي كان يمتلكها عفاش لتحقيق رغباتها وكانت نهاية المحنش للحنش ودفع حياته ثمنا لنهجه واسلوبه الشعبوبي وتفكيره الرغبوي الذي ادار به البلاد .

 

ونجدها فرصة هنا لنستعرض الفرق بين الرغبة والقدرة.

 

الفرق بين الرغبة والقدرة

 

يمكن توضيح هذا الفرق بين الحالتين كما يلي :

 

الرغبة

 

هي الشعور بالحاجة أو الميل نحو شيء ما، سواء كان ماديًا أو معنويًا وهي ذاتية نفسية، تعبر عن المشاعر والاحتياجات الداخلية.

 

القدرة

 

هي الإمكانية الفعلية لتحقيق شيء ما، سواء كانت مهاراتية أو مادية أو بدنية وهي موضوعية عملية، تعتمد على الموارد والمهارات المتاحة.

الفرق الجوهري

الرغبة = الإرادة والاهتمام (ما تريده).

القدرة = الإمكانية والاستطاعة (ما تستطيع فعله).

في كثير من الأحيان، يكون النجاح مرتبطًا بوجود الرغبة + القدرة معًا.

إغلاق