كتابات

نتائج قبول كلية الطب جامعة تعز: عن الفساد أتحدث

ريبون نيوز _ كتابات

كتبه: محمد خالد

‎في كل عام يتكرر المشهد ذاته في كلية الطب بجامعة تعز: آلاف الطلاب يحلمون بمقعد في الكلية، وعدد المقاعد لا يتجاوز الستين، لكن ما يثير الريبة ليس فقط شدة المنافسة، بل الطريقة التي تُعلن بها النتائج وسرعة صدورها، والتي تثير تساؤلات مشروعة حول نزاهة العملية برمتها.

 

سرعة غير منطقية في إعلان النتائج

‎في الدول المتقدمة، حتى مع وجود أنظمة تصحيح إلكترونية ومسح آلي متطور، لا تصدر نتائج امتحانات القبول في نفس اليوم، بل قد يستغرق الأمر أيامًا أو حتى أسابيع، خاصة مع أعداد كبيرة من المتقدمين. أما في جامعة تعز، فقد جرت العادة أن يبدأ الامتحان في التاسعة صباحًا وينتهي بعد ساعتين، وفي مساء نفس اليوم تعلن النتيجة النهائية لجميع الطلاب، الذين يتجاوز عددهم الألفين، ويُختار منهم ستون فقط. هذه السرعة الخارقة تثير الشكوك حول آلية التصحيح والفرز، وتفتح الباب أمام اتهامات بأن الأسماء المقبولة معدة مسبقًا.

 

الفساد يقتل أحلام الطلاب

‎ما يحدث في كلية الطب بجامعة تعز هو قتل ممنهج لطموحات آلاف الطلاب والطالبات. حين يشعر الطالب أن النتيجة محسومة سلفًا، وأن الجهد والاجتهاد لن يغيرا من الأمر شيئًا، تنهار الثقة في المؤسسة التعليمية، ويتعمق الإحباط في نفوس الشباب. إن الفساد في إجراءات القبول لا يضر فقط بالطلاب، بل يدمر سمعة الجامعة، ويضرب أساس العدالة والمساواة في التعليم.

 

رسالة إلى الأستاذ الدكتور محمد محمد سعيد الشعيبي، رئيس جامعة تعز..

‎هل تعلم يا دكتور الشعيبي أن هذه الممارسات تقتل الأمل في نفوس جيل كامل؟ هل ترضى أن يُتهم صرحك الأكاديمي بأن القبول فيه قائم على المحسوبية والفساد؟ إن استمرار هذا الوضع دون مراجعة جذرية للآليات يضع الجامعة أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، ويجعلها شريكًا في جريمة قتل الطموح والعدالة.

المطلوب: مراجعة شاملة وشفافية حقيقية

‎نطالب بمراجعة شاملة وشفافة لآلية القبول في كلية الطب، وبإشراك جهات مستقلة في عملية التصحيح وإعلان النتائج، مع منح الوقت الكافي للتدقيق والمراجعة، كما يحدث في كل جامعات العالم المحترمة. يجب أن يكون لكل طالب حق التظلم والاطلاع على نتيجته، وأن يشعر الجميع أن الفرصة متاحة للجميع على قدم المساواة.

عن الفساد أتحدث، وعن العدالة أطالب، وعن مستقبل طلابنا أدافع.

إغلاق