كتابات
مبادئ الحزب الاشتراكي لا تتلون أو تتغير مهما تلونت الشخصيات واقتلب الزمن

ريبون نيوز _ كتابات
د.اشرف عبده راجح الأثوري
في زمن تسوده التقلبات وتُبدّل فيه المبادئ كما تُبدّل الأقنعة، يبقى الحزب الاشتراكي – بتاريخه النضالي العريق، وفكره الوطني، والتزامه الاجتماعي – صامدًا كجدار الحقيقة في وجه العاصفة. فمبادئه لم تكن يومًا أداةً للتزيين، ولا سلعةً للمقايضة، بل كانت وما زالت جوهر وجوده، وروح حركته، وبوصلة قراره.
لقد وُلد الحزب الاشتراكي من رحم الشعب، من آلام الكادحين، وتضحيات العمال، وأحلام الفلاحين، ونبض المثقفين الثائرين. تأسس على مبادئ العدل والمساواة، والحرية والكرامة، والوطنية الصادقة، والعدالة الاجتماعية التي لا تقبل المجاملة، ولا تهادن الفساد، ولا تنحني للهيمنة، ولا تسكت على الظلم مهما كانت جهة ارتكابه.
مرّت السنوات، وتقلبت الظروف، وتعاقبت الأنظمة، وتلونت الشخصيات التي تقربت من الحزب أو ادّعت تمثيله، فخان بعضها المبادئ، وانحرف البعض الآخر عن المسار، واستغل آخرون الاسم والراية لأغراض شخصية أو آنية، لكن الحزب بقي – رغم كل شيء – وفيًا لفكرته الأصل، وصامدًا في معركته الكبرى: معركة الإنسان من أجل الكرامة والعدالة.
الحزب الاشتراكي ليس مجموعة من الأفراد، ولا تجمعًا طارئًا. إنه مشروع وطني وثوري له ذاكرة نضالية متجذّرة، وضمير جمعي لا يُشترى ولا يُباع. الذين يظنون أنهم قادرون على تلويث صورته بمواقفهم المتلونة، أو تشويه مسيرته بخياناتهم، يجهلون أن الفكر الأصيل لا يُمحى بخطاب مشوّه، وأن المبادئ لا تنكسر بتصريحات خائبة أو بمواقف موسمية.
نحن اليوم نعيش مرحلة حرجة، تتكالب فيها الأزمات، وتُزيف فيها الحقائق، ويُدفع بالشعوب نحو التيه واليأس، لكننا نؤمن أن قوة الحزب الاشتراكي تكمن في ثباته، في وضوح رؤيته، وفي وفائه لدماء الشهداء الذين ضحوا لأجل حرية هذا الشعب وكرامته. إن من يتخلّى عن مبادئ الحزب الاشتراكي، أو يحاول أن يلبسها وجوهًا جديدة لتناسب مصالحه، إنما يُعري نفسه لا غير.
رسالتنا إلى كل المناضلين في الداخل والخارج، إلى الأوفياء للفكرة، إلى المؤمنين بدور الأحزاب الوطنية: لا تيأسوا من مشهد اليوم، فالمبادئ الحقة لا تموت، والتاريخ لا يُكتب بموجات الإعلام المؤقتة، بل بما يتركه الإنسان من أثر نزيه وموقف شجاع في لحظات التحوّل.
سيبقى الحزب الاشتراكي، ما بقيت هذه الأرض تنبض بالحق، حاملًا راية الكرامة والعدالة، لا يتلون بلون المصالح، ولا يتغير بتغير الوجوه، لأن المبادئ الأصيلة لا تهترئ، بل تزداد وضوحًا في زمن الزيف، وتزداد وهجًا كلما اشتدت العتمة.