كتابات

وردة الجنوب الصامدة _ نموذج نضالي يُحتذى به

ريبون نيوز _ كتابات

كتبه : سالم جعفر بن بريك

 

في زمنٍ كانت الكلمة تُكلف حياتك، خرجت من بين ركام الخوف وردة من ورد الجنوب الأصيل، امرأة كتبت اسمها في سجل النضال الجنوبي بحروف من نور. لم تكن تبحث عن الأضواء، بل كانت هي النور الذي أضاء دروب الحقيقة من خلف الأسماء المستعارة، حين كان الكل يختبئ خلف الحروف خوفاً من بطش نظام صنعاء الإجرامي.

 

كانت من أوائل من حملوا الكاميرا والقلم في وقت كانت فيه الكلمة سلاح، وكانت من أوائل مراسلي قناة “عدن لايف” منذ فتح مكتبها في بريطانيا، وواصلت النضال الإعلامي حتى تحوّلت القناة إلى بيروت، تحت اسم مستعار “أم عادل”، لتُجسّد كيف للمرأة أن تكون جداراً منيعاً وصوتاً لا يُقهر.

 

لم تكتفِ بنقل الصورة، بل نزلت إلى الشارع، وقادت المسيرات، ورفعت الهتاف، حتى عرفها الناس، لا من خلال اسمها فحسب، بل من نضالها ومواقفها وصدق انتمائها. كانت الحناجر تنادي بالحرية، وكانت هي من بين أوائل من جعلوا الصوت الجنوبي يعلو في سماء المهجر والمنفى.

 

وردة النقيب… امرأة ليست عادية، بل مدرسة نضالية علمتنا أن الحرية لا جنس لها، وأن المرأة الجنوبية كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف، تثبت كل يوم أنها الركيزة التي لا تنهار، مهما اشتدت العواصف.

 

فلنرفع لها القبعة، ونخلّد بصمتها التي دوّت كالرعد في سماء الجنوب، لأن التاريخ لا ينسى من صنعوه.

إغلاق