أخبار العالمعالمية

كلمة نائب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني للدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني واحزاب الدول العربية

كلمة الدكتور  محمد المخلافي  نائب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني للدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني واحزاب الدول العربية

اسمحوا لي بداية ان اعرب عن بالغ امتناني للرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الصيني لتنظيم هذا المؤتمر الهام الذي يعزز اواصر العلاقات بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية وهي علاقات طويلة وممتدة عبر التاريخ ولاتزال حاضرة حتى اليوم وفي مختلف المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكان لليمن نصيب وافر من هذه الصداقة والدعم اذ حظيت بدعم الصين لثورة سبتمبر ضد الكهنوت الامامي وثورة أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني وحكم السلاطين ويستمر دعم الصين التنمية في اليمن حتى يومنا هذا

وبسبب الانقلاب أوقفت مشاريع هامة للصين كانت قيد الاعداد ، ومن ذلك تطوير الموانىء اليمنية واهمها موانىء عدن ومشاريع تحلية المياه ؛ واملنا ان بزوال الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق السلام ستكون هذه المشاريع وغيرها مشمولة بأطار (مبادرة الحزام والطريق) لاسيما وان اليمن يمتلك  ساحل طويل وموانئ استراتيجية في المنطقة علاوة على جزرة العديدة والفريدة في العالم   .

ونحن في الحزب الاشتراكي اليمني تربطنا علاقات تاريخية طويلة مع الحزب الشيوعي الصيني على امتداد اكثر من نصف قرن تقريبا ومنذ الثورة  الصينية التي كانت احدى اهم  عوامل الالهام لمناضلي الحزب الاشتراكي اليمني في صياغة  العديد من الافكار والبرامج ذات الصلة بالتطور السياسي والاقتصادي التي قادها الحزب الاشتراكي منذ التاسيس في اكتوبر من العام 1978م ، وقبل ذلك قاد هذا التعاون التنظيم السياسي للجبهة القومية  والى جانبها أحزاب اليسار الأخرى .

لقد مثل قيام الحزب الاشتراكي اليمني تتويجاً لمرحلة طويلة من النضال المشترك للاحزاب اليسارية والقومية اليمنية التي انجزت الاستقلال الوطني وبناء دولة جمهورية اليمن الديمقراطية في جنوب اليمن التي قامت على اسس العدالة الاجتماعية والمساواة بين اليمنيين ومحاربة الفقر والجهل والامية ونشر التعليم وتامين خدمات الغذاء والدواء واحترام حقوق المرأة وارساء قواعد الامن والنظام ومناصرة قضايا السلام بين الشعوب  والنضال لتحقيق الوحدة اليمنية التي تحققت في العام 1990م ، وكان للصين نصيباً اوفر بدعم تلك المنجزات .
وخلال مسيرته النضالية قام الحزب الاشتراكي اليمني ومنذ العام 1987 وحتى انعقاد المجلس الوطني الحزبي الوطني في العام 2014م بمراجعات نقدية عديدة لتجربة ومسيرة الحزب على طريق الاصلاح والانفتاح والشراكة مستلهما في ذلك تجارب العديد من الشعوب وفي المقدمة منها تجربة الحزب الشيوعي الصيني الرائدة في مجال الاصلاح والانفتاح التي بدأت منذ اكثر من 30 عاما تقريبا ‘ شهدت خلالها الصين تغييرات واسعه على الصعد السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية تمحورت حول الخط الاساسي لنهج الاصلاح المتمثل في ” تحرير العقول والقوى المنتجة ” بدء بمرحلة تنشيط الاقتصاد الريفي وحل اشكالية الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ثم مرحلة الاصلاح الشامل التي بدأت مطلع التسعينات بالاكتشاف الجريء للاشتراكية الصينية وتنشيط الاقتصاد الحضري واتساع نطاق الانفتاح من خلال الصمود في وجه الفوضى السياسية والمالية والتقدم للامام في اقتصاد السوق الاشتراكية وارتفاع معدل النمو بصورة كبيرة وصولا الى رفع الراية العظيمة للاشتراكية الصينية من اجل بناء مجتمع الرفاه بشكل  شامل من خلال الحفاظ على معدل نمو اقتصادي عالي ومستقر وارتفاع معيشة الشعب الصيني والاصلاح المستمر للهياكل الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية على نطاق واسع الى جانب ايلاء المزيد من الاهتمام لقضايا الانصاف والعدالة ‘
واليوم تقف الصين كقوة اقتصادية وسياسية هائلة  في العالم وحجزت لنفسها مقعدا متقدما بين الكبار ينمو ويتطور كل يوم .
ونحن في الدول العربية نواجه العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولازالت القوى السياسية العربية تواجه صعوبات كبيرة في انتاج مشروعها الوطني في الاستقلال والانفتاح والعمل المشترك ولايزال امام احزابنا العربية الكثير لعملة على هذا الصعيد .
اننا في اليمن وفي الحزب الاشتراكي اليمني تحديداً قد استفدنا من التجربة الرائدة للصين وبدأنا الانفتاح على مختلف القوى الوطنية والقومية والعالمية منذ أواخر الثمانينات وجسد ذلك في برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في جنوب اليمن ثم جسدت فكرة الانفتاح والتغيير المتدرج والسلمي في برنامج الحزب الجديد المقر في مؤتمر الحزب الرابع 1999 والمعدل في مؤتمره الخامس عام 2050 و نتطلع الى مزيد من الشراكة والتعاون مع الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني وفي مختلف المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية ونعتقد  بأن جمهورية الصين الشعبية كانت دائما شريكا نزيها ومدافعا صلبا عن القضايا العادلة للشعوب في العالم وفي منطقتنا العربية وداعما مهما لاحزابنا السياسية خصوصا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها اليمن والمنطقة العربية بشكل عام  ، لكي يتحقق السلام المستدام والتعافي الاقتصادي وإعادة الاعمار في بلدان النزاع ، ومنها اليمن ؛ بما يؤهل عالمنا العربي لشراكة استراتيجية مع الصين والعالم المتمدن ويسهم في بناء عالم جديد مستقر وعادل وبناء مجتمع انساني حاضره ومستقبله مشترك للبشرية جمعاء وتضافر الجهود لبناء عالم افضل – عالم الرفاه والعدل ، عالم خال من الظلم والاستغلال والحروب .

اخيرا وفي هذا المؤتمر نتوجة الى الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية للعمل على دعم القضايا التالية :

– 1 دعم  نضال الشعب الفلسطيني لاقامة دولتة المستقلة والموحدة وذات السيادة الكاملة غير المنقوصة

2- اشراك العالم العربي في المشرق والمغرب في اطار مبادرة الحزام والطريق

3- العمل على انهاء الحرب في اليمن بانهاء الانقلاب واستعادة الدولة والسلطة الشرعية في كل انحاء البلاد واقامة سلام دائم ينهي الصراعات في اليمن من خلال حل كافة القضايا الاساسية وفي مقدمتها القضية الجنوبية

4- استعادة فعالية علاقة التعاون والتنسيق بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب اليمنية ولاسيما الحزب الاشتراكي اليمني الذي تربطة علاقات مميزة مع الحزب الشيوعي الصيني

 

ختاماً انقل اليكم تحيات رفاقكم في اللجنة المركزية والمكتب السياسي وتحيات الرفيق الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني وتمنياتهم لاعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح .
كما اتوجه بجزيل الشكر والتقدير للرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الصيني على كرم الضيافة وحسن الاعداد والتنظيم للمؤتمر .
اشكر حسن استماعكم والسلام عليكم ”

هانغتشو ، تشهجيانغ ، الصين – نوفمبر 2018م ”

 

إغلاق