كتابات
تعليقاتي السريعة على تصريحات السفير الأمريكي ماثيو تولر في عدن
أدلي السفير الأمريكي في مؤتمر صحفي تناول فيه عدة قضايا حول موقف بلاده من الأزمة اليمنية ومن تعنت الحوثيين وتهديدهم لدول الجوار بالأسلحة الثقيلة هذه النقاط التي أشار اليها نتفق بالمجمل معاه فيما أشار اليه
ولكن تصريحه بالقول” ان حكومة بلاده ( لا تدعم ) الجماعات التي تسعي لتقسيم اليمن لان امريكا والعالم كله يدركون ان مصلحتهم تكمن في يمن موحد أمن ومستقر ”
قبل التعليق مباشرة علي مضمون هذا التصريح نشير الي انه لم بسمي موقف حكومته ضد انفصال او فك ارتباط قد يحدث في اليمن وإنما استخدم عبارة ان بلاده لا تدعم من يسعون الي تقسيم اليمن مما يعني ان هذه العبارة لا تخص الجنوب وحده
وعدم الدعم لا يفهم بالضرورة انه ضد ما اسماه بالتقسيم ولم يدين حدوث ذلك وإنما الساعيين الي التقسيم لن يحظوا بدعم بلاده
والملاحظة الثانية إشارته ان أمريكا والعالم يدركون ان مصلحتهم تكمن في يمن موحد والسؤال هنا وماذا عن مصلحة المعنيين مباشرة وهو شعب الجنوب هل مصالح امريكا والعالم تطغي علي مصالح شعب الجنوب وربما مصلحة التقسيم قد تكون في مصلحة الشعبين !!
هنا من الواضح ان الموقف الأمريكي عبر تصريح سعادة السفير ماثيو تولر لا يدين بشكل مطلق فكرة الانفصال او فك الارتباط
لانه كرجل مثقف خريج هارفرد يعلم ان مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون الأربعة عشر المقدمة للكونجرس الامريكي في يناير ١٩١٨ اقرت حق الشعوب بتقرير المصير وهو المبدأ الذي ينص عليه ايضا ميثاق الأمم المتحدة التي لعبت الولايات المتحدة دوراً كبيراً في صياغته
وبالطبع هو يعلم ان حق الشعوب في تقرير مصيرها من القواعد الملزمة في القانون الدولي (jus-cogens )
والولايات المتحدة دعمت حق استعادة دول البلطيق الثلاث استقلالها من الاتحاد السوفيتي وذهبت ابعد من ذلك بان قالت لهم انكم لستم في حاجة الي الاعتراف بكم لاننا معترفين بكم قبل خمسون عاما قبل يتم ضمكم من قبل ستالين الي الاتحاد السوفيتي ؟؟ وماذا موقف أمريكا من الاتحاد اليوغسلافي الم تشجع مع أوروبا تفكك يوغسلافيا وانفصالها كدول مستقلة ؟ وتحديداً موقفها الشجاع آزاء كوسوفو حين قررت الانفصال من دولة صربيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بها
هل تلك المواقف ياسعادة السفير احد أوجه ازدواجية السياسة الأمريكية تحدد حسب المناطق الجغرافية ولاتخضع بالضرورة الي المبادئ والتاريخ والقانون الدولي
وأشير هنا إنني دعيت مرتين للحديث عن الحراك الجنوبي في ٢٠١١ و٢٠١٢ في واشنطن وفي أحداهما كان من بين الحضور ٣ سفراء أمريكيين سابقين في اليمن
والدكتور نبيل الخوري نائب سفير في صنعاء لم يعترض احدهم علي ورقتي بل تم نقاش موضوعي حول أسباب الحراك وحق الجنوب في استعادة دولته والوحيدة التي لم تكن موافقة علي طرحي السفيرة الجميلة والرائعة باربارا بودين ذات العلاقات الوثيقة بالمرحوم الدكتور عبد الكريم الارياني
المهم ياسعادة السفير تعلمون ان الجنوب يشرف علي باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي وهو بحكم ماضي دولته كدولة علمانية مؤهل ولديه القدرة في محاربة عناصر القاعدة وداعش الذين في الأصل تعلم من يدعمهما في اليمن
من المؤمل ان يصل الشعبين الي حل في ترتيب مستقبلها بحرية واستقلالية متأكداً حينها انكم والمجتمع الدولي ستباركون ما يتم تقريره للمستقبل.