محلية

حزبيات في بناء السلام

بقلم / مدينة عدلان

المرأة في الاحزاب السياسية ليست بمنأى عن ما يجري على الساحة الوطنية فهى جزء من النسيج الاجتماعي وهى من اكثر النساء تضررا من وضع الحرب حيث والجميع يعرف ان لا استقرار للعملية السياسية في ظل نشوب الحروب، السلام يقابله استقرار سياسي اينما وجد ،وبالتأكيد السلام يعمل على خلق بيئة مناسبة للعمل السياسي وفي ظل هذه الحرب القائمة تأثرت المرأة الحزبية تأثراً كثيرا فقد تم توقف نشاطها وضعف الاهتمام بتمكينها كون الجميع ينظر الى ان الاحزاب هي السبب الرئيسي للحرب وهذا مفهوم ربما خاطئ لان الحرب نتيجة عدم الممارسة الحقيقية للأحزاب للعمل السياسي وفق الدور المناط بها في التبادل السلمي للسلطة وتقديم مشاريع وبرامج سياسية تخدم بناء المجتمع والعيش بسلام.. ولهذا جدت المرأة الحزبية نفسها امام خيار واحد وهو الانخراط في العمل المجتمعي وسكب كل طاقاتها وامكانياتها وخبراتها في المشاركة المجتمعية وسبل بناء السلام فقد عملت في الكثير من البرامج في جانب التوعية والاغاثة وحل النزاع وقضايا المناصرة وغيرها من الاعمال المجتمعية التي المجتمع في ظل الحرب بحاجة لها مع قريناتها الاخريات المستقلات لكي تخطوا البلد خطوات نحو السلام.
ان ابعاد المرأة عن العمل السياسي في فترة الحرب ليس باختيارها او بأراداتها ولكن ظروف الحرب ارغمتها على ذلك فجميع الاحزاب تناست هذا الدور فقامت بهذا الدور المرأة الحزبية بعيدا عن خطط نشاط احزابها التي انستهم انشغالات الحرب فكثير من البرامج السياسية للأحزاب تتضمن ذلك الدور المفترض على الاحزاب ان تقوم به عوضاً عن المرأة من خلال اعضاءها… الى جانب الدور الانساني
لقد تفردت المرأة الحزبية بدور العمل على اعادة مكانتها داخل احزابها وايضا قامت الكثير من القيادات النسوية الحزبية بالعمل في احداث تغيير في مسار عمل احزابها وايضا نأت بنفسها عن المماحكات السياسية التي تضر بعملية بناء السلام وتهدد السلم المجتمعي.. نساء الاحزاب هن الوحيدات اللاتي عملن في ظروف الحرب يد واحدة بعيدا عن الخلافات السياسية وفضلن مصلحة الوطن على مصالح احزابهن.. ومن الخطأ الان ان تقصى المرأة الحزبية وان تهمش من عمل الكثير من المنظمات الدولية وايضا من الاعتراف بها شريك في عملية بناء السلام.. بل هي محور اساسي اذا تم العمل عليه سيكون عامل مؤثر ايجابي واساسي في بناء العملية السلمية في اليمن كون قرار وقف الحرب وبناء المجتمع وعودة العملية السياسية هو قرار سياسي لهذا فالمرأة الحزبية تستطيع من خلال تواجدها داخل الهيئات الحزبية او اماكن صنع القرار ان تشكل عامل ضغط على قرار احزابها والعودة الى طاولة الحوار والخروج بحل ينهي الصراع الحالي، الى جانب اعطاءها المزيد من الثقة في العمل المشترك في مجالات المسار الثالث لما يعزز الثقة بين النساء الحزبيات والمجتمع وعدم تفرد حزب عن طريق العمل تحت غطاء مؤسسات وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني لتنفيذ اجندتها السياسية. فالشراكة بين نساء الاحزاب في قضايا المسار الثالث وايضا في المسار الثاني والاول هي الحل والوصول نحو شراكة حقيقية لكي تلعب الاحزاب دور في بناء المجتمع واعادة بناء ما خلفته الحرب وعودة العملية السياسية

 

إغلاق