عناوين الصحف

صحف عربية: رسائل سياسية في عملية تحرير طرابلس

تتابع القوى الدولية عن كثب تفاصيل العملية العسكرية الليبية التي يقوم بها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر لاستعادة طرابس العاصمة، وسط توقعات بحسم هذه المعركة خلال الساعات المقبلة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تأتي هذه الخطوة من الجيش الليبي بتنسيق من القوى الدولية والإقليمية الداعمة للمشير حفتر، وسط جهود دبلوماسية تتم للعودة إلى مائدة المفاوضات السياسية، بينما اعتبرت آراء أخرى أن عملية حفتر تمثل هزيمة لتنظيم الإخوان الإرهابي.

السيطرة على طرابلس

البداية مع تصريحات رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني، الذي قال لصحيفة الوسط الليبية إن “هدف القوات المسلحة الليبية من السيطرة على طرابلس هو فرض هيبة الدولة وضبط وحفظ الأمن”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الليبية تريد الحفاظ على مقدرات الدولة الليبية وحماية مواطنيها ومؤسساتها، ومحاربة الإرهاب والتطرف.
وطالب كافة المواطنيين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات وعدم الخروج من منازلهم حفاظاً على حياتهم، كما دعا الموظفين بالوزارات والمؤسسات والهيئات والمصالح العامة إلى ضرورة المحافظة على كافة الممتلكات الخاصة بالجهات العامة من مقار ومستندات.
وأوضح الثني أن الحكومة المؤقتة هي حكومة لكل الليبيين دون استثناء، مناشداً الجميع بالتعاون مع القوات المسلحة الليبية في تأمين المستندات والمقار وتسيير الأعمال اليومية اللازمة للمواطنين، وعلى الجهات التي تتطلب طبيعة عملها البقاء طيلة اليوم والساعة، ضرورة الالتحاق بأعمالها وتنفيذ خطة الطوارئ الخاصة بأمن العاصمة وتسيير خدماتها بما يكفل عدم انقطاع الخدمات على المواطنين.

تسوية سياسية

ومن جهته، قال الكاتب الصحافي محمد أبو الفضل في مقال له بصحيفة العرب إن “دخول قوات حفتر إلى طرابلس من الضروري أن يكون في شكل استدعاء وليس اقتحاماً”، موضحاً أن هذا يعتمد على التفاهم مع العناصر المتحكمة في مفاتيح العاصمة، لأن التركيبة الاجتماعية في ليبيا لها خصوصية يجب احترامها.
وأضاف أنه “في الوقت الذي كانت الأنظار في الداخل والخارج تترقب ما سيسفر عنه المؤتمر الوطني الجامع في منتصف أبريل(نيسان) الجاري بليبيا، فاجأ قائد الجيش الوطني خليفة حفتر الجميع بتحرك قواته نحو الغرب، وإطلاق عملية عسكرية هدفها المعلن تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة”.

ونبه الكاتب إلى تزامن هذا التحرك أيضاً مع زيارة يجريها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى ليبيا، مشيراً إلى أن التحرك العسكري الجديد لحفتر يحمل رسائل سياسية قوية إلى المجتمع الدولي الذي يترقب المؤتمر الجامع حيث يستبق نتائجه برفضه تقويض نفوذه في حال انحازت البعثة الأممية المشرفة عليه تحت قيادة غسان سلامة إلى طرف على حساب آخر، أو أن يكون المؤتمر مقدمة لتوسيع دور التيار الإسلامي.
وبالاضافة إلى أهمية هذا التحرك أمنياً حيث أراد حفتر الاستفادة من نجاحه العسكري في معركة الجيش لليبي ضد الإرهاب لوضع حد لانتشار التنظيمات المسلحة في العاصمة الليبية، من المتوقع أن تكون عملية طرابلس مدخلاً لتسوية سياسية وأمنية حقيقية للأزمة الليبية.

عملية تكتيكية

وبدورها، أشارت صحيفة إنديبندنت عربية إلى دقة هذه العملية العسكرية التي تتم الآن وسط ترقب واشتباكات متقطعة في محيط العاصمة طرابلس خلال الساعات الماضية، ونبهت إلى أنه خلال الساعات الماضية، شهدت عواصم أوروبية ودولية بالإضافة إلى عواصم عربية، تحركات واتصالات دبلوماسيَّة، للبحث عن إنهاء سريع للتطوّر العسكري المفاجئ.
ورجح مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى في حديث للصحيفة، انتهاء التصعيد من قبل قوات المشير حفتر، وعدم مواصلة السعي لدخول العاصمة، مع زيادة القلق الدولي والغضب من الخطوة.
ومن ناحية أخرى ووفق مراقبين، تمثل التطورات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية، التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، كما أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع التحضير لعقد مؤتمر وطني هذا الشهر للاتفاق على خريطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين الآتين من منطقة الصحراء على أمل الوصول إلى أوروبا.

عملية حفتر

وأشار مقال للدكتور محمد مبارك، في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، إلى بدء قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر عملية لتحرير طرابلس الليبية من سطوة الميليشيات المتطرفة التي سيطرت على المدينة نتيجة سقوط النظام الليبي ومقتل معمر القذافي على يد المجموعات الإخوانية المسلحة الممولة من النظام القطري.
وقال “بمجرد الإعلان عن تلك العملية التي من المتوقع أن تضع حداً كبيراً للمجموعات الإرهابية في ليبيا وتنهي سنوات من سيطرة المتطرفين عليها، توالت ردود الأفعال بشكل صاخب، وكشفت عن المصالح المستترة في ليبيا والعناصر المتربحة أو المتضررة في هذا الشأن”.

وأضاف “اللافت في الأمر كله، هو خروج قيادات تنظيم الإخوان الإرهابية الكبرى تصرخ على وسائل التواصل الاجتماعي وتصب لعناتها ودعواتها الفارغة على الجيش الليبي وقياداته، وتدعو بالنصر لمن أسمتهم (شباب ليبيا)، والمقصود بذلك طبعاً هم عناصر الجماعات الإرهابية التي اجتاحت ليبيا وقسمتها وحولتها إلى مرتعٍ لكل من يحمل السلاح ضد الدولة”.
وأوضح في ختام مقاله أن “عملية حفتر تعد غاية في الأهمية، لأنها باختصار شديد تهيئ لليبيا وشعبها الأرض والمقومات اللازمة للعودة إلى دولة قادرة على الاستمرار وبعيدة عن سيطرة الإرهاب، ولديها القدرة على إطلاق عمليات الإعمار والتنمية والعودة بشكل قوي كدولة عربية فاعلة، لا كما يريدها الإخوان دولة فاشلة وموطئ قدم لإرهاب دول الجوار”.

 تحديث نت
إغلاق