أخبار العالم

من هو أشرف غني الرئيس الفار الذي تحول إلى رمز لانهيار الدولة في أفغانستان؟

ريبون / وكالات

تحول الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال سنوات إلى رمز لانهيار الدولة في بلاده رغم تلقيه المساعدات الدولية. وعرف عنه أنه شخصية انعزالية وتنتابه نوبات غضب متكررة وأنه شخصية مكروهة شعبيا حيث أنه متغطرس مع مواطنيه. ورغم أنه سعى إلى إعادة بناء أفغانستان المنهكة من الحروب بالإصلاح ومكافحة الفساد، إلا أنه كرس في النهاية فشله في إدارة زمام السلطة، إثر هربه الأحد تاركا شعبه رهينة لحكم حركة طالبان المتطرفة بعد عقدين من طردها من كابول.

قبل أن يتولى أشرف غني زمام السلطة في أفغانستان وهو الذي غادر البلاد الأحد بعد وصول طالبان إلى مشارف كابول، كان أكاديميا وخبيرا اقتصاديا سعى إلى المساهمة في إعادة بناء بلاده، لكنه أصبح خلال سنوات رمزا لانهيار الدولة على الرغم من المساعدات الدولية.

وكان نائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله الذي يرأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، أعلن في مقطع مصور نشره عبر فيس بوك، أن “الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد” بعدما أصبحت حركة طالبان على وشك الاستيلاء على السلطة.

مشواره العلمي والمهني

وتم انتخاب غني رئيسا لأفغانستان في 2014 بعد حملة تعهد فيها إصلاح الأوضاع في البلاد ووضع حد للفساد الذي ينخرها، لكنه في نهاية المطاف لم ينفذ أيا من هذين التعهدين واضطر للتخلي عن السلطة بعدما حاصرت طالبان كابول.

ونشأ غني البالغ 72 عاما في أفغانستان وغادرها في 1977 إلى الولايات المتحدة، حيث درس الأنتروبولوجيا والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك. كما عمل في مجال التدريس في عدة جامعات أمريكية خلال حقبة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.

كما اشتغل في البنك الدولي منذ 1991، وعاد إلى كابول حيث عمل مستشارا خاصا للأمم المتحدة بعيد إطاحة طالبان من الحكم في 2001.

وفي المرحلة التالية، لعب دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة الانتقالية وأصبح وزير مالية نافذا في ظل رئاسة حميد كرزاي من 2002 حتى 2004، كما شن حملة ضارية على الفساد.

وعرف غني بحيويته ومواظبته على العمل. فقد طرح عملة جديدة، ووضع نظام ضرائب، وشجع المغتربين الأفغان الأثرياء على العودة إلى وطنهم، كما تقرب من المانحين في مرحلة ما بعد إطاحة نظام طالبان، لكنه لاحقا بات يوصف بأنه غير مرن ومزاجي.

شخصية انعزالية مكروهة

وشدد الكاتب الباكستاني أحمد راشد الذي تربطه معرفة بغني منذ نحو 30 عاما، على أن الأخير “لم يسمح لأحد بالتقرب منه”، واعتبر أن نوبات غضبه المتكررة وغطرسته تجاه مواطنيه الأفغان “جعلت منه شخصية مكروهة”.

وفي انتخابات الرئاسة 2009، لم يحقق غني نتائج جيدة وحل رابعا بنيله أقل من 3 بالمئة من الأصوات. كما أثار في انتخابات 2014 صدمة العديد من الأفغان باختياره الجنرال عبد الرشيد دوستم للترشح لمنصب نائب الرئيس، حيث إن زعيم الحرب الأوزبكي متهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.

وحقق غني في الجولة الأولى من الانتخابات نتائج أفضل مما توقعه مراقبون كثر، حيث حصل على 31,6 بالمئة من الأصوات مقابل 45 بالمئة لخصمه عبد الله عبد الله. ليفوز في الجولة الثانية بنسبة 55 بالمئة متقدما على عبد الله، رغم شبهات التزوير التي شابت عملية الاقتراع.

علاقته بواشنطن

وعقب الانتخابات، شكل “حكومة وحدة وطنية” برئاسة عبد الله في أعقاب وساطة أمريكية لتقاسم السلطة مع الأخير. وأشرف قبل خوضه السباق الرئاسي على نقل المسؤوليات العسكرية من حلف شمال الأطلسي إلى القوات الأفغانية.

وشهدت علاقاته بواشنطن التي كانت تبدو جيدة، نكسة بعدما جرى تهميشه في المفاوضات التي أجرتها الولايات المتحدة مع طالبان في الدوحة. واستبعدته واشنطن من المحادثات بعدما رفضت الحركة مشاركته. وأجبر لاحقا على إطلاق سراح خمسة آلاف من عناصرها في إطار مفاوضات سلام لم تثمر.

وباستثناء وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان في يونيو/حزيران 2018، رفضت طالبان كل مبادرات السلام التي أطلقها غني، وقد وصفته بأنه “دمية” بيد واشنطن. في المقابل، توعد غني بمحاربة المتمردين “لأجيال” إذا ما أخفقت المفاوضات.

زواجه وعلاجه من السرطان

وغني متزوج من رولا التي تعرف إليها خلال دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، ولديهما ولدان، وقد شفي مؤخرا من سرطان في المعدة.

وكان قد صرح قبل انتخابه رئيسا “لا أعتزم أن أعيش حياة انعزال”، إلا أنه في نهاية المطاف فعل العكس، حيث أصبح منعزلا أكثر فأكثر في قصره مانحا ثقته لقلة قليلة من مساعديه.

فرانس24/ أ ف ب

إغلاق