كتابات

حضرموت .. وحلبة الملاكمة

ريبون / كتابات

كتب/ أكرم باشكيل

لا أدري كيف أستوعب أن يقام مهرجان (عالمي للملاكمة) في بلد يعيش في أدنى مستويات التردي للخدمات ناهيك عن الموت الذي يحصد أهله ليل نهار في مشهد تراجيدي يومي لم ولن يرق جفن لأحد وكأن الأمر أصبع من المسلمات ناهيك عن حالة الاختطاف العمد وفي وضح النهار دون ردع الخاطف فضلا عن متابعة إطلاق المخطوف .

حين يتحدث المسؤول الحضرمي في محفل كهذا  عن الحضارمة والسلم والسلام يأتي الحديث هنا بلاشك أو مواربة محمل بنكهة الذل والمهانة فيما تعيش حضرموت في أسوأ حالاتها على مر تاريخها وهو مدعاة للإشارة لمثل هؤلاء بالضلوع في مأساتها مهما حاولوا وتدثروا بأغطية  الولاء والمحبة والإخلاص لها إذ لامعنى لذلك بالمطلق طالما إن الصمت يلازم عملهم دون فعل يذكر للثأر لكرامة حضرموت وشرفها فضلا عن خيراتها التي تنهب وجه النهار بوقاحة تامة .

حضرموت اليوم تنتظر أفعال لاأقوال من قياداتها المحلية والمجتمعية وفي مقدمتهم مؤتمر حضرموت الجامع والمجلس الانتقالي بالمحافظة اللذان لايعفيان من ممارسة دورهم الفعال في حماية حضرموت وشعبها من كل مايحصل من تدهور في حياة الناس العامة بشكل منظومة متكاملة ولايعفى أحد منهم من ذلك فالحالة العفاشية بكل فسادها لاتزال متسيدة المشهد والكبار في مراثون حلبة الملاكمة يتصارعون تحت شعار (حماري يسبق جمارك) ويقدمون ولاء الطاعة للاحتلال اليمني تحت يافطة( الشرعية) التي فقدت شرعيتها ولاتقوى إلا على اذلالنا نحن( البقرة الحلوب) على مدار حكمهم

ولايعتقد أحد من هؤلاء أنه سيكسب البطولة على نظيره (الأخ /الخصم) إلا بمقدار ما يسلخ من جلده وطنيته وانتماؤه لبلده وسوف يأكل كما أكل الثور الأبيض ولن تجديه هذه الهالة الآعلامية التي صنعته زعيما من ورق .

بقي على هذه القوى الحضرمية الوطنية المخلصة لوطنها والرافعة شعار السيادة والاستقلال ان تتحرك جماهيريا ولن تخذلها وتبدأ بممارسة قبضتها الحديدية على الأرض وتكنس كل قمامة النظام العفاشي وزبانيته وتطهير المؤسسات منهم وإعادة رسم لوحة التغيير الايجابي التي طالما حلم بها المواطن لنقدم نموذج عملي وملموس نفتخر به نحن وحضرموت وتكون بمثابة الضربة القاضية لهم في حلبتنا لا في حلبة ملاكمتهم( البهلوانية) الفارغة من اي محتوى وطني حقيقي بل هي مشاريع فيد على طريقتهم الفاشلة .

إغلاق