أخبار العالم

السودان: مقتل خمسة متظاهرين عشية استئناف المفاوضات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري

ريبون / وكالات

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية الاثنين خبر مقتل خمسة متظاهرين بينهم أربعة طلاب بالرصاص الحي في مدينة الأبيض الواقعة وسط السودان، إضافة إلى إصابة ثمانية آخرين بجروح بالغة. وذلك عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاج لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.

عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج بهدف تشكيل حكومة مشتركة بينهما في السودان، قتل الاثنين خمسة متظاهرين بينهم أربعة طلاب بالرصاص في مدينة الأُبيض في وسط السودان وأصيب ثمانية آخرون بجروح.

ووقع قادة الجيش وحركة الاحتجاج صباح 17 تموز/يوليو بالأحرف الأولى “إعلانا سياسيا” لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.

لكن قبل انطلاق المفاوضات، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المقربة لحركة الاحتجاج مقتل خمسة متظاهرين في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط البلاد.

وقالت اللجنة في بيان “ارتقى قبل قليل خمسة شهداء إثر إصابتهم إصابات مباشرة برصاص قناصة بمدينة الأبيض بعد خروجهم في موكب الثانويات السلمي”، مشيرة إلى إصابة ثمانية آخرين بإصابات في الوجه والبطن والصدر.

بدوره، أكد تجمع المهنيين السودانيين الذي أطلق الاحتجاجات في بيان على صفحته على فيس بوك حدوث “إطلاق الذخيرة الحية على موكب طالبات وطلاب المدارس”.

ودعا “جميع الكوادر الطبية بمدينة الأبيض بالتوجه إلى قسم الطوارئ بمستشفى الأبيض التعليمي والمستشفيات الأخرى التي تستقبل حالات المصابين وذلك لسد النقص في الكوادر الطبية”.

ولم تذكر اللجنة سبب خروج المظاهرة لكن الأُبيض لم تشهد مظاهرات كبيرة ضد الرئيس السابق عمر البشير خلال حركة الاحتجاجات التي انطلقت في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وتشهد العاصمة الخرطوم مظاهرات منذ إعلان نتائج لجنة التحقيق في فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في 3 يونيو/حزيران، والذي أشار لتورط قوات أمنية من بينها قوات الدعم السريع في العملية الدامية، بدون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.

وفرق مسلحون في ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في 3 حزيران/يونيو ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 127 شخصا قتلوا في الثالث من حزيران/يونيو خلال هذه العملية الدامية.

لكن محققين سودانيين من النيابة العامة والمجلس العسكري الحاكم أعلنوا السبت مقتل 87 شخصا بين يومي 3 و10 حزيران/يونيو بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام يوم فضه.

الشارع السوداني يرفض نتائج التحقيق في عملية فض الاعتصام

وأعلنت لجنة التحقيق أن عناصر من قوات الأمن بينهم جنرال في قوات الدعم السريع شاركوا في العملية الدامية لفض الاعتصام، بدون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.

وأعلن رئيس فريق التحقيق فتح الرحمن سعيد أن التحقيقات أظهرت أن ثمانية ضباط تورطوا في الحملة الأمنية الدامية، ويواجهون اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

لكن قادة الاحتجاجات شككوا في نتائج التحقيق، وجددوا مطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لا تضم ممثلين للأجهزة الأمنية.

ويصر المحتجون على رفض نتائج التحقيق “بالكامل”.

وقال تجمع المهنيين في بيان السبت إن “اللجنة كُوِّنت بتكليف من المجلس العسكري، وهذا يطعن في نزاهتها مبتدأ لأن المجلس العسكري نفسه متهم في هذه القضية وهو خصم فيها ولا يمكن أن يكون الخصم هو الحكم”.

وخرجت تظاهرات السبت والأحد في الخرطوم في هذا السياق.

وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع الأحد لتفريق عشرات المتظاهرين المطالبين بإجراء تحقيق مستقل في عملية الفض في حي بوري في شرق العاصمة.

وأكد المجلس العسكري مرارا على أنه لم يأمر بفض الاعتصام.

والثلاثاء، تستأنف المفاوضات بين الطرفين لتمهيد الطريق لإدارة انتقالية للبلاد المضطربة منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الاول/ديسمبر الفائت.

وقال القيادي في حركة الاحتجاج بابكر فيصل الاحد إن مباحثات الثلاثاء ستتناول “الحصانة المطلقة” التي يطالب بها جنرالات الجيش و”صلاحيات مجلس السيادة” المشترك و”مظاهر الانتشار العسكري” في مختلف مدن البلاد.

ويتألف مجلس السيادة المشترك من 11 عضوا، 6 مدنيين بينهم 5 من قوى الحرية والتغيير و5 عسكريين. وينص الاتفاق الجديد على أن يترأس العسكريون أولا الهيئة الانتقالية لـ21 شهرا، على أن تنتقل الرئاسة الى المدنيين لـ18 شهرا.

فرانس24/ أ ف ب

إغلاق