أخبار العالم
سعد الحريري رجل الأعمال ووريث تيار سياسي بارز في لبنان
ريبون / وكالات
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي قدّم الثلاثاء استقالته من منصبه تحت ضغط الشارع، رجل أعمال دفعه اغتيال والده الملياردير رفيق الحريري في العام 2005 إلى دخول معترك السياسة.
وأمضى سعد الحريري البالغ 49 عاما جزءا كبيرا من حياته خارج لبنان، بخاصة في السعودية حيث جمع والده، مؤسس تيار المستقبل السياسي، ثروة طائلة.
ودخل معترك السياسة بعدما طالبته عائلته بإكمال المسيرة السياسية لوالده الذي اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005 في تفجير أغرق لبنان في أزمة كبرى.
وقاد الحريري فريق “قوى 14 آذار” المعادي لسوريا إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف الكبير معه بعد اغتيال والده في تفجير مروع في وسط بيروت، والضغط الشعبي الذي تلاه وساهم في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد نحو ثلاثين سنة من تواجده فيه.
وانخرط الحريري في الحياة السياسية محاولا التعايش مع حزب الله والحد من نفوذ الحزب الشيعي ونفوذ حليفته إيران في لبنان.
واتهم سعد الحريري النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال والده، لكنه اضطر بعد تسلمه رئاسة الحكومة في 2009 وتحت وطأة الضغوط السياسية الى القيام بزيارات عدة الى دمشق، وصولا الى اعلانه في آب/اغسطس 2011 ان اتهامه لسوريا كان “سياسيا”.
والحكومة المستقيلة هي ثالث حكومة شكّلها الحريري الابن.
وهو ترأس بين 2009 و2011 حكومة وحدة وطنية ضمت معظم الأطراف اللبنانيين، أسقطها حزب الله وحلفاؤه وبينهم الرئيس الحالي ميشال عون بسحب وزرائهم منها. وجاء ذلك بعد أزمة سياسية طويلة على خلفية رفض حزب الله للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري. وقد وجهت المحكمة اتهاما الى عناصر من الحزب اللبناني في القضية.
في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تولى رئاسة الحكومة اللبنانية للمرة الثانية، بناء على تسوية كانت جاءت بميشال عون، أحد ابرز حلفاء حزب الله، رئيساً للجمهورية في تشرين الأول/اكتوبر 2016 بعد عامين ونصف من الفراغ الرئاسي.
في الانتخابات الأخيرة تراجع حجم كتلته النيابة بنحو الثلث في نتيجة أعادها البعض الى تدني شعبيته بسبب التسويات والتنازلات السياسية التي قام بها.
لم تفرز الانتخابات الأخيرة له ولحلفائه غالبية واضحة على عكس ما كان الأمر عليه في برلماني 2005 و2009. بينما كرست هذه الانتخابات نفوذ حزب الله وقوته.
واعتبارا من 17 تشرين الأول/أكتوبر شهد لبنان حراكا شعبيا غير مسبوق لم ينجح في تهدئته بواسطة ورقة إصلاحية لإخراج البلاد من الركود الاقتصادي.
– بداياته –
ولد سعد الحريري في 18 نيسان/ابريل 1970، ويحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة جورج تاون في واشنطن، وهو بالإضافة إلى الجنسية اللبنانية يحمل الجنسية السعودية.
وهو متزوج من لارا بشير العظم التي تنتمي الى عائلة سورية عريقة شاركت في السلطة في سوريا خلال الخمسينات. أولاده حسام الذي يتابع تحصيله الجامعي في بريطانيا، وعبد العزيز ولولوة.
ويروي مقربون منه انه يهوى الطبخ، ويطبخ احياناً لاصدقائه. كما يهوى القيام بتمارين رياضية منتظمة.
انتقده معارضوه كثيراً لعدم قدرته على التعبير بشكل جيد باللغة العربية، لكنه على مر الوقت اكتسب ثقة متزايدة.
ويرأس الحريري شركة البناء “سعودي أوجيه” المثقلة بالديون والتي قامت بصرف موظفيها ال56 ألفا او توقفت عن دفع رواتبهم بعد انخفاض سعر برميل النفط وتراجع مشاريع الإعمار الضخمة في المملكة.
وفي أيلول/سبتمبر أعلن الحريري تعليق العمل في تلفزيون المستقبل بعد أكثر من ربع قرن على إطلاق عائلته للقناة.
وبحسب فوربز فإن ثروته تقدّر بـ1,5 مليار دولار.
– صدمة –
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أعلن الحريري استقالته من رئاسة الحكومة من السعودية، قائلا إنه يريد إحداث “صدمة” تفتح الأعين على دور حزب الله السلبي وانعكاساته على لبنان بسبب تدخله في النزاعات الاقليمية بدعم من ايران.
لكن الصدمة كانت للبنانيين الذين لم يفهموا استقالة لم يمهد لها شيء. واعتبر خصومه قرار استقالته “سعوديا”، وقام الحكم ممثلا برئيس الجمهورية بحملة دبلوماسية متهما الرياض بابقاء الحريري لديها “رهينة”.
وزاد في الارباك أن الحريري أمضى سنوات طويلة من حياته في السعودية الى حين بدء مسيرته السياسية. وكانت الرياض باستمرار مساندة له في كل خياراته السياسية.
وفي الماضي، قال مقربون منه مرارا لوكالة فرانس برس ان عائلته بقيت في السعودية بعد خوضه معترك السياسة في لبنان “لاسباب امنية”.
وغادر الحريري الرياض بعد أكثر من أسبوعين عائدا الى لبنان وعن استقالته بعد تدخل من فرنسا.