أخبار العالم

إسقاط الولاية في السعودية.. قريبًا؟

ريبون / إرم نيوز

حرصت كثير من السعوديات المطالبات بإسقاط الولاية المفروضة على النساء في المملكة، على إظهار فرحهن بأنباء جديدة عن بدء الرياض خطوة جدية نحو تعديل قوانين الولاية، فيما يبدو أنه احتفال مبكر بخطوة ثمة إجماع بين السعوديين على قرب تحققها.

وقاد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال السنوات الثلاث الماضية، تحولات جذرية في بلاده أبرزها تمكين المرأة، دون أن تصل القرارات التي صدرت لصالح النساء خلال الفترة الماضية إلى قوانين الولاية لحد الآن.

لكن صحيفة ”عكاظ“ المحلية ذات التوجه الداعم لخطوات الانفتاح، لمحت يوم أمس الثلاثاء، إلى أن أشهر مطالب السعوديات في السنوات الماضية، بات قريبًا من التحقق، عندما قالت إنه ”تم تشكيل لجنة حكومية لدراسة إضافة حكم لنظام المرافعات الشرعية.. يقضي بانتهاء الولاية على القاصر سنًا ببلوغه سن الثامنة عشرة“.

ورغم أن الصحيفة لم توضح بشكل دقيق إن كان المقصود من التعديل الذي ستعمل عليه اللجنة الجديدة هو إسقاط الولاية المفروضة على النساء، إلى أن المطالبين بإسقاط الولاية اعتبروا تلك الأنباء بشائر لوعود الأمير محمد بن سلمان بمزيد من قرارات تمكين المرأة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال ولي العهد السعودي لوكالة ”بلومبيرغ“ الإخبارية، إن بلاده تجري مراجعات لقوانين تتعلق بالحياة الاجتماعية في المملكة، وبينها الوصاية على المرأة، لمعرفة ما يرتبط منها بالشريعة الإسلامية بالفعل وما ليس له صلة بها، وستعلن عن مزيد من الإصلاحات الاجتماعية.

وأسهمت وعود الأمير الشاب وتحقق الكثير منها بالفعل، في ترقب السعوديات للتغييرات القادمة، لتتراجع مطالب إسقاط الولاية عن النساء بشكل لافت في الفترة الماضية بانتظار صدور قرار إسقاطها، بعد أن كانت بجانب السماح للنساء بقيادة السيارات أشهر مطالب السعوديات طوال السنوات الماضية.

وسمحت السعودية منذ العام الماضي لنسائها بالقيادة أخيرًا بعد عقود من الحظر الذي تفردت به المملكة على المستوى العالمي.

وقالت المحامية السعودية البارزة، سعاد الشمري، في تعليق على أنباء قرب إسقاط الولاية ”للمرة المليون أقول لكن ستسقط وتفرحن، وكما خونوكن وجرموكن وفسقوكن على كل حق، وأسقطوه وأقصوه، ولكن في #قيادة_المرأة_للسيارة أكبر مثال قريب وقبلها عمل و#تمكين_المرأة .. سنتذكر هذه الأيام، عجلة الزمان لن تعود للوراء هذه سَنَن الكون، المجد #رؤية_2030“.

ولإسقاط الولاية معارضون يقولون إنها تستند لنصوص من الشريعة الإسلامية، وأن نزعها عن الرجل يخالف تلك النصوص، لكن المملكة تخلت عن كثير من تفسيرات الشريعة الإسلامية التي صدرت في العقود الأربعة الماضية التي توصف بعصر ”الصحوة“.

وقالت الباحثة الاجتماعية السعودية، أماني العجلان، لمحطة ”بي بي سي“ البريطانية، إن المطلعين على مشروع ”رؤية السعودية 2030 “ يعلمون أن تمكين المرأة سيحصل قريبًا، وأن قرار السماح للنساء بالسفر سيصدر.

وتفرض القوانين المحلية في السعودية، على النساء الولاية التي تعني حصول المرأة على موافقة ولي الأمر، وهو الأب أو الزوج أو الأخ وحتى الابن في بعض الحالات، كي يُسمح لها باستخراج جواز سفر أو السفر خارج البلاد أو الإقامة بشكل مستقل.

وقالت الناشطة السعودية غادة العيدي في تعليق على ما يثار حول قرب إسقاط الولاية ”رغم أني أفضل كلمة (إلغاء الولاية) بدلا من إسقاط، لكن القادم يبشّر بالخير، وبيطلعون المعارضين قبل، وفجأة بيتحولون لداعمين ويتصدرون المشهد، زي ما شفنا بموضوع قيادة المرأة للسيارة..“.

ولإسقاط الولاية مناصرون كثر من الرجال، وقد شاركوا في حملات كثيرة تساند نساء المملكة في مطلبهن الشهير الذي يقول المؤيدون له إنهم يقرون بأن الولاية تختص بقضية زواج المرأة فقط، لكن تطبيقها وفق القانون يشمل كثيرًا من جوانب حياة المرأة من دون وجود مستند شرعي لذلك، فيما يتمسك معارضون للحملة بإسقاط الولاية بشكلها الحالي وبنودها الواسعة التي تتجاوز الزواج إلى العمل والسفر.

وقال الفنان التشكيلي السعودي، مشاري الغامدي، في تعليقه على بشائر إسقاط الولاية على حد وصف بعض المطالبات به: ”القرار ما يزعل إلا اللي متسلط وكابت عياله، أما اللي معتبر عياله بعد الـ ١٨ بشر مستقلين ومربيهم على الاعتماد على أنفسهم، ما تفرق معه سقطت ولا ما سقطت، هي ما بتسقط إلا على رأس كل ظالم“.

ويذكر الحديث عن قرب إسقاط الولاية، بالترقب الذي سبق صدور قرار السماح للنساء بقيادة السيارات، عندما أمر العاهل السعودي الملك سلمان بتعديل قوانين المرور بحيث يتم منح السعوديات رخص قيادة، لتبدأ النساء بعد ذلك بغزو شوارع البلاد بسياراتهن دون أي عوائق تذكر.

إغلاق