محلية
كاميرت يستأنف نشاطة في اليـمن في محاولة أممية أخيرة لإنقاذ اتفاق السويد
ويبدو أن المحاولة الجديدة للجنرال الهولندي كاميرت ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة أمام مليشيا الحوثي، التي أبدت تعنتا كبيرًا أمام تحقيق أي اختراق نحو السلام الشامل، وذلك برفض تطبيق أي من بنود اتفاق ستوكهولم.
وأكمل الاتفاق الذي جاء تتويجا لمشاورات السويد في ديسمبر الماضي 40 يوما من عمره، لكنه لم يحقق أي نتائج جوهرية سواء على صعيد تثبيت وقف إطلاق النار، أو الانسحاب من الموانئ الثلاثة، أو فتح الممرات الإنسانية أمام قوافل الإغاثة.
ووفقا لتقارير حكومية، فقد ارتكبت مليشيا الحوثي، أكثر من 745 خرقا لهدنة الحديدة منذ دخولها حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل 51 مدنيا وإصابة 370 آخرين.
تحذيرات الخارجية اليمنية
وكما الحال مع كل الاتفاقات والعهود، لم يكتف الحوثيون بضرب اتفاق السويد عرض الحائط؛ بل استمروا في قصف مواقع المقاومة المشتركة؛ حيث واصلت المليشيا استهداف المنشآت الاقتصادية الكبرى، والتي كان آخرها مطاحن البحر الأحمر، والتي تضم مخزونًا غذائيًا استراتيجيًا لملايين المتضررين من الحرب.
وأخرج استهداف المطاحن الخارجية اليمنية عن صمتها، وفي بيان شديد اللهجة اعتبرت أن “التمادي الحوثي أمر لا ينبغي تجاهله من المجتمع الدولي، خصوصًا أن الشرعية وافقت أكثر من مرة عبر فريقها الميداني على فتح الطريق إلى المطاحن، وأكدت في أكثر من رسالة على خلو الطريق من جانبها من أي ألغام أو معوقات خارجية”.
وحذرت الخارجية اليمنية من أن اتفاق ستوكهولم “مهدد بالانهيار”، مؤكدة أن أسلوب ضبط النفس “لن يستمر إلى ما لا نهاية إذا لم تتوقف المليشيا الحوثية عن إرسال مزيد من التعزيزات والتحشيد في محافظة الحديدة وبناء التحصينات والاستمرار في خرق وقف إطلاق النار والاستفزازات اليومية من استهداف للمدنيين واستمرار الاعتقالات وشن الهجمات العسكرية على بعض مواقع قوات الشرعية”.
ولم تكتف الخارجية اليمنية بذلك؛ بل أكدت أن “تراخي المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم والأسلوب الناعم في التعامل مع الحوثيين، بات يشجع المليشيات على ارتكاب مزيد من الخروقات والتعنت في تنفيذ الاتفاق وتفخيخ الوضع لينفجر مستقبلاً، ويسيء إلى صورة الأمم المتحدة ودورها في اليمن”.
مرحلة جديدة للجنة المراقبة
وما بين هذا وذاك، استهل رئيس لجنة المراقبة مشواره الجديد بزيارة إلى العاصمة عدن؛ حيث التقى الوفد الحكومي في لجنة الانتشار، قبل أن ينتقل إلى صنعاء من أجل لقاء وفد الحوثيين، والتوجه إلى محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وأمضى الجنرال الهولندي 3 أيام في العاصمة السعودية الرياض التقى خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولين في التحالف العربي، ولا يُعرف ما إذا كان المسؤول الأممي “كاميرت” يحمل حلولا جديدة لزحزحة التعنت الحوثي أمام تنفيذ الاتفاق أم لا.
وقالت مصادر لـ”العين الإخبارية” إن المرحلة الجديدة لعمل البعثة الأممية ستكون مختلفة عن الأسابيع الماضية، خصوصا مع قرب التحاق 75 مراقبا دوليا جديدا بالحديدة بناء على تصويت مجلس الأمن الدولي.
وأكدت المصادر أن المجتمع الدولي وجه رسالة إنذار لمليشيا الحوثي بإعلانها كطرف معرقل لاتفاق ستوكهولم في حال لم يتم التعاون مع الجنرال الهولندي، الذي من المرجح أن يتم تعيينه أيضا رئيسا للبعثة الأممية بكامل قوامها الجديدة وأمينا عاما مساعدا للأمم المتحدة لشؤون اليمن، وخصوصا في حال حقق اختراق جوهري في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وتعيش مليشيا الحوثي في مأزق حقيقي بخصوص الاتفاق، حيث ترى أن موافقتها على خطة الانسحاب من ميناء الحديدة اعتراف صريح بـ”المسرحية الهزلية” التي نفذتها الأسبوعين الماضيين عندما قامت بسحب عناصرها وإحلال قوات موالية لها بدلا عنهم في الميناء.
المصدر: صحيفة 4مايو