أخبار العالم

أفغانستان: دوي انفجارين خلال حفلي تنصيب كل من غني وخصمه عبدالله كرئيسين للبلاد

ريبون / وكالات

وسط الأزمة السياسية التي تعصف بأفغانستان مع إعلان كل من أشرف غني وخصمه اللدود عبد الله عبد الله نفسه رئيسا للبلاد، دوى انفجاران في العاصمة كابول الإثنين خلال إقامة حفلي التنصيب ما أدى إلى إثارة الرعب في نفوس الحاضرين وقيام البعض منهم بالفرار.

دوى صوت انفجارين في العاصمة أفغانية كابول بالقرب من القصر الرئاسي حيث يقام حفلان متزامنان نصب خلالهما كل من أشرف غني وخصمه الأبرز عبد الله عبدالله نفسه رئيسا للبلاد وسط حضور مئات المشاركين، ما دفع عددا منهم للفرار.

وكان غني الذي ارتدى الزي الأفغاني التقليدي وعمامة بيضاء اللون قد وصل إلى القصر الرئاسي ليؤدي اليمين محاطا بأنصاره إلى جانب شخصيات سياسية بارزة ودبلوماسيين وكبار المسؤولين الأجانب بمن فيهم المبعوث الأمريكي للبلاد زلماي خليل زاد.

وقبل دقائق وفي جزء آخر من مجمّع القصر الرئاسي الواسع، نصّب عبدالله الذي حضر ببزة رسمية نفسه رئيسا متعهّدا “بحماية الاستقلال والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي” في أفغانستان.

وأصر أشرف غني على عدم مغادرة المنصة مع قرع أجراس الإنذار وقال لمن لزموا مكانهم إنه “لا يرتدي سترة واقية من الرصاص، بل قميصا فقط. وأضاف: “سأبقى ولو كان علي التضحية بنفسي”. وبحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، فإن العديد ممن فروا عادوا إلى مقاعدهم بعد رفض غني مغادرة المنصة حيث كان يلقي خطابا وسط تصفيق حار.

ويأتي هذا الصراع على السلطة بين الرئيس أشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية السابق عبدالله عبدالله ليعزز المخاوف حيال الديمقراطية الهشة في أفغانستان في وقت تستعد الولايات المتحدة للانسحاب من البلاد عقب اتفاق أبرمته الشهر الماضي مع طالبان التي تبدو في وضع قوي وصفوفها موحّدة.

وجرت انتخابات في سبتمبر/أيلول لكن لم يتم الإعلان عن فوز غني بولاية ثانية إلا الشهر الماضي بعدما تأجّل إعلان النتيجة مرارا وسط اتهامات بتزوير الانتخابات. وأثار الإعلان ردا غاضبا من عبدالله الذي تعهّد بتشكيل حكومته الموازية.

وبدأ صبر المجتمع الدولي والشعب الأفغاني على حد سواء ينفذ جرّاء الصراع على السلطة بين السياسيين، بينما حذّرت واشنطن في وقت سابق من أن هذه السجالات تشكّل تهديدا للاتفاق بشأن سحب القوات الأمريكية، والذي ينص على وجوب عقد طالبان محادثات مع كابول.

ومن شأن الانقسامات التي تزداد حدّتها بين السياسيين الأفغان أن تقوّي شوكة الحركة المتشددة في المفاوضات المنصوص عليها.

صراع على السلطة

وأثار الخلاف بين غني وخصمه قلق العديد من الأفغان بشأن مستقبل بلدهم. ولم يظهر الأفغان حماسة لأي من عبدالله أو غني أو العملية الانتخابية برمّتها. وتجاهل كثيرون منهم التصويت في انتخابات العام الماضي الباهتة التي لم يطرح المرشحون خلالها الكثير من الأفكار أو المشاريع السياسية.

وتعاني البلاد من ارتفاع معدّل البطالة إذ يواجه خريجو الجامعات على غرار جاويد صعوبات كبيرة في الحصول على وظائف بينما تواصل العنف باستثناء فترة الهدنة الجزئية التي استمرت لأسبوع وسبقت الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة.

وفي هجوم كان الأكثر دموية في أفغانستان منذ أسابيع، قتل مسلّحون من تنظيم “الدولة الإسلامية” 32 شخصا وجرحوا العشرات خلال تجمّع سياسي في كابول الجمعة.

أما طالبان التي اعتبرت العملية الانتخابية “زائفة ومدارة من الخارج” فقد كثفت هجماتها ضد القوات الأفغانية والمدنيين.

وأشار المتحدّث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الأنباء الفرنسية إلى إن تنظيم حفلي تنصيب رئاسي متوازيين يعكس أن “لا شيء أهم بالنسبة للعبيد من مصالحهم الخاصة”.

تشديد أمني

وجرى الحفلان في ظل إجراءات أمنية مشددة إذ تم إغلاق شوارع وأقيمت عدة نقاط تفتيش في كابول قبل ساعات على تنصيب غني وخصمه.

ويرجّح خبراء بأن يؤثر النزاع الداخلي على الحكومة التي تواجه ضغوطا في الوقت الحالي بعدما استُثنيت من مفاوضات الدوحة التي تم خلالها التوصل إلى الاتفاق بين واشنطن وطالبان.

وينصّ الاتفاق الذي تم توقيعه في قطر على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا مقابل تقديم طالبان التزامات أمنية عدّة والتعهّد بعقد محادثات مع كابول.

وأفاد المحلل السياسي عطا نوري أن السجال “سيؤثّر بشدّة على موقف الحكومة في المحادثات الأفغانية الداخلية المقبلة”.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الوحدة هي الطريقة الوحيدة (للمضي قدما) إذا كانوا يرغبون بالفوز على طاولة المفاوضات”.

فرانس24/أ ف ب

إغلاق