نظمت «جنوبيات من أجل السلام» صباح أمس الأربعاء، فعالية التتويج من أجل مشاركة فاعلة للمرأة في صنع الأمن والسلام، تعزيزاً للقرار الأممي رقم 1325، في قاعة المستثمر؛ بمبنى المحافظة في مديرية المعلا.
وقال محافظ عدن، أحمد سالم ربيّع، في كلمته التي ألقاها: «نتغنى جميعاً بمقولة (المرأة نصف المجتمع) والنصف الجميل والنص الآخر، ولكن في وقت التطبيق والعمل لم نمنحها نسبة 30 %».
وأضاف «بالفعل المرأة نصف المجتمع، وهذا أمر لا غبار عليه، ولكننا بحاجة إلى تغيير الأفكار، وأتوقع في فترة من الفترات أن يكون نصف مدراء محافظة عدن من النساء، وحتى إن لم يتم تطبيق هذا التوقع؛ يجب أن يكون لديكم هذا التصور والنموذج».
وتابع: «عدن دائماً الرائدة والسباقة من ناحية الفكر والنظام والنظافة والعلم، وللأسف بعض من هذه المجالات أصبح ضعيفاً مؤخراً، لكن على الأقل إذا لم نكن 100 %، فإننا أفضل من غيرنا».
مساواة اجتماعية حقيقية
واستطرد رُبيّع «اليوم (أمس) ومن هذا المكان وبصفتي محافظ عدن، أعلن للجميع بأنني لست راعياً وإنما شريك مع جنوبيات من أجل السلام، ونيابة عن وكلاء المحافظة أعتبر نفسي عضواً من أعضاء هذه المجموعة، التي سنقوم بدعم قضية مساواة اجتماعية حقيقية ليس في محافظة عدن وحسب، بل سفراء في المحافظات الأخرى لهذه القضية».
وأشار ربيّع إلى أن «جنوبيات من أجل السلام، حقيقة الاسم مفزع وسياسي، ولكن السلام هو هدفنا جميعاً، نتمنى أن يبسط السلام أجنحته على جميع محافظات اليمن، ولكن لابد أن تكون هناك نواة حقيقية لفرض هذه السياسة، كما أن جنوبيات من أجل السلام اعتقد بأن تكونوا قد رجحتوا ما هي المواد الصالحة للبناء عليها في المستقبل للتوسع وتنفيذها، ونحن على صفحة واحدة معكم، ونعمل معكم في هذا المجال».
هدف ورسالة واحدة
من جانبها، ألقت رئيسة مجموعة «جنوبيات من أجل السلام» رضية شمشير، كلمة قالت فيها: «فعالية اليوم (الأمس) تؤكد أن لعدن دوراً ريادياً في القضايا الوطنية، راجين أن يكون عام 2019م عام أمن واستقرار وسلام».
وأضافت «لقد تأسست هذه المجموعة من المحافظات الجنوبية (عدن، لحج، أبين، شبوة، حضرموت والمهرة)، بدعم ورعاية من المعهد الأوروبي للسلام، حيث شكلت مذكرة التفاهم الصادرة عن المجموعة في أبريل 2017م خارطة طريق؛ لأهمية دور المرأة في تحقيق الأمن والسلام، من أجل دولة مدنيّة لديها مؤسسات فاعلة تحترم حقوق الإنسان؛ وفقاً للمواثيق والعهود الدولية».
وتابعت «لقد خلعت هذه المجموعة رداء الحزبية والانتماء السياسي، وامتثلت لهدف وصوت واحد ورسالة واحدة، وهي تحقيق الأمن والسلام والمشاركة الفاعلة للمرأة في بناء السلام والتنمية المستدامة».
وأردفت «إننا كمجموعة متجانسة حملت رسالة السلام بناءً واستناداً إلى قرار 1325، الصادر عن مجلس الأمن الدولي في جلسته رقم 4213 المنعقد في 31 أكتوبر 2000م، والذي يحدث الأعضاء على ضمان زيادة تمثيل المرأة على جميع مستويات صنع القرار في المؤسسات والآليات الوطنية والإقليمية والدولية، وذلك لمنع الصراعات وإدارتها وحلها، ومن هنا فإننا لم نقف مكتوفات الأيدي بانتظار أن تكون مشاركات في إحلال الاستقرار والأمن والسلام في اليمن جنوباً وشمالاً».
واستطردت شمشير «قمنا بتوجيه رسالة إلى المبعوث الأممي لدى اليمن، السيد مارتن جريفيثس، بمطالبته بأهمية مشاركة المرأة في مفاوضات السلام، وفي جميع آليات تنفيذ اتفاق السلام، وبشكل متكافئ مع الرجل، كما توجهنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد انطونيو جوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة، برسالة مضمونها إشراك النساء في كل ما يتعلق بمصير السلام ومستقبله».
فقدان الهوية
وقالت: «عانت عدن في كل المنعطفات والمراحل السياسية المختلفة العديد من الإجراءات والتحديات، ولكنها لا تزال تسمو فوق الجروح والآلآم، ونقف اليوم في مشهد جديد على الرغم من الانتصارات التي تحققت فإننا نجد أنه قد تغيرت ملامح عدن، ومعها فقدت عدن كمحافظة مدنيتها وهويتها ونسيجها الاجتماعي، نتيجة لانتشار ظواهر ومظاهر لا تمت لعدن بصلة، وذلك يتطلب من الجميع، وخاصة منظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة السعي الجاد لاستعادة عدن وجهها المشرق ومدنيتها وهويتها والتعايش السلمي وسلامها الأهلي والمجتمعي».
وأضافت «لقد حان الوقت لتوجيه الدعوة لكل الجهات النسائية في عدن أن تعلن شراكتها مع المجموعة لدعم ومناصرة القرار 1325، والسعي للعمل من أجل إحلال السلام، لأن العمل الأحادي الجانب لا تؤتى ثماره الإيجابية، ونشكر محافظ عدن الذي ساعدنا في توصيل رسالتنا لكم».
لا تنمية سلام
بدورها، قالت عضوة في مجموعة «جنوبيات من أجل السلام» إحسان عبيد سعد: «يجمعنا اليوم (أمس) اللقاء التتويجي في فعالية مجموعة جنوبيات من أجل السلام، ومن خلال هذا اللقاء تم عرض العديد من القضايا ذات العلاقة لقضايا السلام، وتم التعبير على الدعوة العامة من قبل جنوبيات من أجل السلام؛ لفتح المجال للمشاركة والعمل التشاركي مع كل منظمات المجتمع المدني من أجل السلام ولا شيء غير السلام، كون أنه لا وجود للتنمية والحياة والاستقرار دون السلام».
وتخلل الفعالية عرض فيلمين توضيحيين عن السلام، وأهمية المرأة في المجتمع.
وسلمت مجموعة «جنوبيات من أجل السلام»، خلال الفعالية، درع شكر وتقدير لمحافظ عدن أحمد سالم ربيّع.
المصدر: صحيفة الأيام
