أخبار العالم

الولايات المتحدة: نشر 500 عنصر من الحرس الوطني بعد مواجهات إثر مقتل أمريكي أفريقي على يد الشرطة

ريبون / وكالات

قال بيان عسكري إن 500 عنصر من الحرس الوطني الأمريكي قد تم نشرهم في مدينة مينيابوليس بعد ليلة من المواجهات شهدتها المدينة عقب وفاة جورج فلويد، الأمريكي الأفريقي الذي لقي حتفه على يد عناصر من الشرطة. وفي رد فعل على مقتل فلويد قال الرئيس السابق باراك أوباما إن هذه الحادثة يجب ألا تعتبر “أمرا عاديا” في الولايات المتحدة.

اعتبر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الجمعة أن وفاة جورج فلويد، الرجل الأمريكي الأفريقي الذي قضى نحبه خلال توقيفه في مينيابوليس، يجب ألا تعتبر “أمرا عاديا” في الولايات المتحدة. ونشر 500 عنصر من الحرس الوطني الأمريكي في المدينة بعد ليلة من المواجهات والاضطرابات.

وكتب أوباما في بيان “يجب ألا يعتبر هذا ’أمرا عاديا‘ في أمريكا 2020، ولا يمكن أن يكون ’عاديا‘”.

وأضاف الرئيس السابق الذي كان أول رئيس أسود للولايات المتحدة “إذا أردنا أن يكبر أولادنا في بلد يكون على مستوى أعظم قيمه، بإمكاننا ويجب علينا القيام بما هو أفضل”.

وأثار مقتل جورج فلويد الاثنين مظاهرات عبر الولايات المتحدة تخللتها أعمال شغب في مينيابوليس بولاية مينيسوتا.

ونشر أوباما بيانه على تويتر، موضحا أنه بحث مع أصدقاء له في الأيام الماضية الفيديو التي أظهرت آخر لحظات فلويد البالغ من العمر 46 عاما وهو “يلفظ أنفساه ووجهه أرضا على الأسفلت تحت ركبة شرطي”.

وعلق على فيديو لفتى عمره 12 عاما يدعى كيدرون براينت يؤدي أغنية لفلويد يقول فيها “كل ما أريده هو أن أعيش”، لقيت انتشارا واسعا في الولايات المتحدة وأرسلها له أحد أصدقائه ليعبر له عن “إحباطه”.

وقال أوباما “صديقي وكيندرون يأتيان ربما من أوساط مختلفة، لكنهما يتشاطران اليأس نفسه. أنا أيضا أشاطر هذا الشعور مع ملايين آخرين”.

وتابع “من الطبيعي أن نتمنى أن تعود الحياة ’إلى طبيعتها فحسب‘ في حين أن الوباء والأزمة الاقتصادية يقلبان كل شيء من حولنا رأسا على عقب. لكن علينا أن نتذكر أنه بالنسبة لملايين الأمريكيين، أمر ’عادي‘ بشكل مأساوي وأليم إلى حد يدفع إلى الجنون أن يعاملوا معاملة مختلفة على أساس العرق، سواء في تعاطيهم مع نظام الرعاية الصحية أو مع النظام القضائي، أو أثناء ممارسة رياضة الهرولة في الشارع، أو مجرد مراقبة الطيور في منتزه”.

وأشار أوباما بذلك إلى عدة قضايا حصلت مؤخرا وأججت الجدل حول المعاملة العنيفة والظالمة التي يتعرض لها السود في الولايات المتحدة.

تدخل الحرس الوطني

وأفاد بيان عسكري أن عناصر الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا “سيقدّمون دعما للسلطات المدنية خلال الفترة التي يُطلب منهم ذلك فيها لضمان سلامة الأرواح والممتلكات”.

ووقّع حاكم الولاية تيم والز أمرا تنفيذيا بعد ظهر الخميس يسمح بتدخل الحرس الوطني.

وتابع البيان أن العناصر شاركوا ليلا في مهام عدة مع الدفاع المدني ضد “الاضطرابات المدنية”. واستمروا في الوصول إلى المدينة حتى الصباح الباكر، ليصل عددهم إلى 500.

كما تم نشر مئتي شرطي تابعين للولاية وحوامات.

وتوفي الاثنين جورج فلويد، وهو رجل أسود البشرة يبلغ 46 عاما، بينما كانت الشرطة تحاول توقيفه، وقد استخدمت العنف وعاملته بخشونة، وفق ما يظهر فيديو للحادثة انتشر على نطاق واسع.

وتمّ فصل الشرطيين الأربعة المشاركين في عملية التوقيف، وفتحت السلطات المحلية والفيدرالية تحقيقا. لكن لم توجه حتى الآن أي تهم، ما يفاقم غضب وإحباط المحتجين.

واحتج متظاهرون على عنف الشرطة لليلة الثالثة على التوالي.

وأحرق متظاهرون مركزا للشرطة في مينيابوليس. وساعد آلاف المتظاهرين في إضرام الحريق في الأحياء الشمالية للمدينة، بعدما اقتحم بعضهم الحواجز التي نصبت لحماية المبنى وحطموا زجاج نوافذ المبنى.

وقالت قوات الأمن إن رجال الشرطة كانوا قد أخلوا المكان، “من أجل سلامة طاقمنا”.

وكانت معظم المظاهرات سلمية في البداية. وأقامت قوات الشرطة سلاسل لاحتواء الحشود. لكن جرت صدامات وعمليات نهب لحوالي ثلاثين محلا تجاريا وأضرمت حرائق، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أمام المركز الذي كان يعمل فيه العناصر المتهمون بالتسبب بموت الرجل الأسود.

وبدأت المظاهرات قبيل مساء الخميس بعدد كبير من المحتجين الذين وضعوا أقنعة واقية من فيروس كورونا، بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات أيضا.

وقال مدير شرطة المدينة تود أكستيل “نعرف أن هناك غضبا كبيرا ونعرف أن هناك جروحا كثيرة، لكن لا يمكننا السماح للبعض باستخدام ذلك فرصة لارتكاب جنح”.

“سلسلة من جرائم القتل”

وتوفي جورج فلويد الأفريقي الأمريكي البالغ من العمر 46 عاما بعيد توقيفه على أيدي الشرطة للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة عشرين دولارا. وخلال توقيفه ثبته شرطي على الأرض واضعا ركبته على رقبته لدقائق. وقد سمع صوته على تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول “لم أعد قادرا على التنفس”.

وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه عن استيائه عندما شاهد الفيديو، ووصف الحادثة بأنها “دنيئة ومفجعة”، على حد قول الناطقة باسمه كايلي ماكيناني.

وصرحت الناطقة أن الرئيس “أجرى اتصالا هاتفيا على الفور” للتأكد من أن تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يتقدم بسرعة”، مشددة على أن ترامب “يريد تحقيق العدالة”.

لكن ترامب نشر تغريدة الليلة الماضية على موقع “تويتر” تعليقا على الاضطرابات في مينيابوليس قال فيها “تكلمت لتو مع الحاكم تيم والز وقلت له إن الجيش سيكون إلى جانبه. عند أي مشكلة، عندما تبدأ عمليات السطو، يبدأ إطلاق النار. شكرا!”.

فعمد موقع “تويتر” إلى وضع إشارة “تمجيد للعنف” على التغريدة، معتبرا أنه “يمكن تأويل هذه الرسالة بأنها تحريض لقوات الأمن على استعمال أسلحتها”.

وطالب فيلونيز فلويد، شقيق المتوفي، في تعليق مع شبكة “سي إن إن” بإنزال عقوبة الإعدام في المسؤولين عن موت شقيقه.

وأضاف “ضاق ذرعي برؤية الرجال السود يموتون”. وتابع “أريد أن يكون المتظاهرون سلميين، لكنني لا أستطيع إجبارهم على ذلك، إنه أمر شاق”.

كذلك ربطت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بين سلسلة من الحوادث أبرزت مشاعر عنصرية في الولايات المتحدة.

وعبرت ميشال باشليه في بيان عن أسفها “لهذا الحادث الأخير في سلسلة طويلة من جرائم القتل لأفارقة أمريكيين عزل ارتكبها رجال الشرطة الأمريكيون”. وأكدت أن “على السلطات الأمريكية اتخاذ إجراءات جدية لوضع حد لجرائم القتل هذه والتأكد من تحقيق العدالة عند حدوثها”.

وتذكّر هذه القضية بموت إيريك غارنر، الرجل الأسود الذي توفي اختناقا خلال توقيفه في نيويورك في 2014 على أيدي شرطيين بيض. وكان قال هو أيضا حينذاك “لم أعد قادرا على التنفس”، وهي جملة أصبحت شعارا تردده حركة “حياة السود تهم”.

وشهدت ولاية مينيسوتا أيضا موت سائق سيارة أسود فيلاندو كاستيلي خلال عملية تدقيق عادية في الهويات أمام صديقته وابنته.

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليل الخميس الجمعة على تويتر “التعامل العنصري والفاشي الذي أدى إلى موت جورج فلويد”.

“ينقصنا الأمل”

ودعا القس جيسي جاكسون الذي وصل إلى مينيابوليس، إلى مواصلة التظاهرات. وأدان عملية “قتل في وضح النهار”، مطالبا بتحقيق العدالة. وقال أمام مصلين في كنيسة معمدانية “قلنا للحاكم إنه يجب تسمية القتل قتلا”.

وقال قائد شرطة مينيابوليس ميداريا أروندوندو الخميس “ينقصنا الأمل” في المدينة، معترفا بأن فرقه ساهمت في ذلك.

وأكد احترام حقوق السكان في التظاهر والتعبير عن الألم، وقال إنه “لن يسمح بأي عمل إجرامي” يمكنه أن يزيد من صدمة السكان.

وقتل رجل الأربعاء في مينيابوليس بعدما أصابته رصاصة بالقرب من تظاهرات وتم توقيف مشتبه به.

في لوس أنجلس، أغلق المتظاهرون لفترة قصيرة طريقا سريعا وحطموا زجاج نوافذ آليتين للشرطة.

فرانس24/ أ ف ب

 

إغلاق