محلية
هل تُسقط القبضة القبلية سيادة الإخوان في مأرب ؟
تعيش محافظة مأرب على صفيح ساخن من المواجهات ، وقد شهدت في الأيام الماضية حالة من اختلال التوازن في العملية الأمنية، ودخلت مأرب خط المواجهات والاقتتال وعدم الاستقرار في الفترة الماضية بعد أن شهدت الأحد الماضي مواجهات ساخنة وشديدة وسط المحافظة.
ولوحظ في الآونة الأخيرة ، وخاصة بعد توقيع اتفاق ستوكهولم في السويد في الشهر الماضي ، أن بوصلة المعارك تتجه صوب محافظة مأرب بعد أن كانت من أفضل المحافظات التي تتميز بطول فترة الحرب، وإلى حد كبير، بالأمن والاستقرار وتطبيع الحياة المعيشية والاقتصادية للمواطن فيها, إضافة إلى تنشيط وتحريك عجلة التنمية ودوران الإعمار في المحافظة.
اختلف المشهد تماما في الآونة الأخيرة والأيام الماضية ، وأصبحت محافظة مأرب على صفيح ساخن ودخلت خط المواجهات والاقتتال وأصبحت على إيقاع وأوتار المدفع والبندقية.
تعيش مأرب اليوم مواجهات وصفيحا ساخنا من اختلال وفقدان الاستقرار.
سيطرة الإخوان وقبضة القبلية
عُرفت محافظة مأرب بأنها منبع ومهد ومركز الإخوان المسلمين, حيث يسيطر حزب التجمع اليمني للإصلاح على مفاصل ومنافذ الحكومة في مأرب ، وجعل الإخوان أو ما يسمى بحزب الإصلاح اليمني مأرب مركز قواه ونفوذه ، وجعل منها دولة بحد ذاتها تدين للإخوان المسلمين, وعمل على إحكام السيطرة عليها ومد نفوذه في مفاصل المرافق الحكومية والسيطرة على الجيش والأمن وكانت بمثابة دولة داخل دولة.
وعمل على تنظيم نفسه وجعل من مأرب هي مصدر الضغط وورقة رابحة من ناحية الشرعية والتحالف العربي.
لكن في الفترة الأخيرة والأيام الماضية تغير المشهد تمامًا وأصبحت القبيلة في محافظة مأرب تُقلق تواجد وسيادة وموطئ الإخوان.
حيث وللمرة الثانية يدخل الأمن والجيش الذي يسيطر عليه الإخوان في معارك طاحنة وشرسة وشديدة مع القبائل في محافظة مأرب.
فبعد مواجهات قبائل مراد وعبيدة وهي أحد أكبر وأهم قبائل محافظة مأرب يدخل الأمن والجيش الذي يسيطر عليه الإخوان في المحافظة تحت غطاء الحكومة الشرعية في مواجهات طاحنة وشرسة مع قبائل الأشراف ، فقد دارت اشتباكات بين قبائل الأشراف والأمن على خلفية مقتل فتاة وأبوها من قبيلة الأشراف حسب المصادر الأولية.
وامتدت تلك الاشتباكات من مفرق مأرب وحتى مأرب القديمة وإلى النقطة التي بجوار كبري حاجبه ومحطة شقمان ودخول قبائل في الخط مساندة مع الأشراف من قبائل محافظة مأرب ، كل ذلك يدل على أن هناك نية وتوجه نحو محاولة إسقاط ومركز ونفوذ الإخوان وهي محافظة مأرب وإسقاطها في أيادي القبضة (القبيلة).
فهل بمقدور قبائل مأرب إسقاط الإخوان وتحويل مأرب من السيطرة والهيمنة الإخوانية إلى القبضة القبلية
من يشعل فتيل الحرب بمأرب؟
قد تكون الأحداث مرتبطة ببعضها البعض وتكون كل الحلقات متصلة بالأخرى ابتداء من سقوط صرواح أكبر وأهم مديريات محافظة مأرب على أيادي الحوثيين بعد كسر هدنة التهدئة وكسر اتفاقية مفاوضات العاصمة السويدية ستوكهولم ، والمتتبع للأحداث سيجد أن هناك علاقة وثيقة بين كل المتغيرات والمعطيات والأحداث ، ابتداء من سقوط صرواح وانتهاء بمعارك القبائل في مأرب.
وذلك يدل على أن هناك أطراف أشعلت لهيب وفتيل الاقتتال في مأرب تزامنا مع سقوط صرواح وفتح ثغرات وأبواب في سبيل الوصول إلى إسقاط المحافظة بشكل تام وكامل.
وعليه فإن أقرب الاحتمالات إلى ذلك وأقربه إلى الصواب غايات ورغبات وأهداف وأبعاد واستراتيجيات عملت عليها أطراف وقد يكون ذلك الطرف هو “الحوثي” الذي قد يكون المستفيد الأول والأخير من ذلك.
مأرب.. خطر قادم نحو شبوة
قد يكون هناك خطر يتقدم رويداً وبخطى ومنظومة مدروسة نحو محافظة شبوة وقد ينبعث ويلوح ملامحه ومعالمه من محافظة مأرب.
فقد يكون ذلك الخطر الذي لا ينتبه له الكثيرون ويعيشون عنه في غفلة ، قد حان الانتباه والاستيقاظ له والإعداد والترتيب والتهيئة قبل وصوله وكبحه ولن يكون ذلك إلا بخطوات وخطى حثيثة ومدروسة ودقيقة ومنظمة لا تقبل الأخطاء فيها.
يقترب الخطر من حقول وآبار النفط في محافظة شبوة وقدت كون آبار وحقول النفط هي الهدف المرسوم والمراد الوصول والإعداد إلى الظفر به.
فهل يدرك الجميع ما يدور وما يحاك ويعي القوم أن هناك خطر يلوح ملامحه ومعالمه في الأفق قادم وينبعث من محافظة مأرب؟!.
صمت التحالف
في ظل ما يحدث في محافظة مأرب من موجة صقيع وصفيح ساخن تعيشه مأرب هذه الأيام إلا أن هناك صمت مريب من قبل التحالف العربي لا يعرف ما أسبابه وإلى ماذا يهدف وإلى أين سوف ينتهي؟!.
هل لصمت التحالف العربي في مأرب علاقة في تفاهمات واتفاقيات ستوكهولم؟!
هل هناك ضغط ولعبة يتم ممارستها على التحالف العربي دوليا وإقليمياً ؟
المصدر: شبكة النخبة الاخبارية