تقارير وتحقيقات

صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الغارات الجوية على الإرهابيين باليمن في 2018

ذكرت صحيفة “ذي إيبوك تايمز” الأمريكية أن الجيش الأمريكي شن 36 غارة جوية لدحر الإرهاب في اليمن خلال عام 2018. ونقلت الصحيفة عن القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” قولها إن الغارات استهدفت بشكل خاص تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين في اليمن، موضحةً أن الغارات استهدفت مناطق في خمس محافظات هي: أبين، والبيضاء، وحضرموت، وشبوة، وذمار. وأشارت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه “المشهد العربي” – إلى أن الغارات نفذها الجيش الأمريكي في الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين، بدون تنفيذ أية غارات في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الماضي. وأوضحت الصحيفة أنه في يناير 2018 شنت القيادة المركزية الأمريكية 10 غارات جوية استهدفت تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، وفي فبراير شنت القيادة 6 غارات جوية، و7 غارات في مارس، و4 غارات فقط في أبريل من العام الماضي. كما شنت القيادة المركزية الأمريكية غارتين جويتين في كل من أشهر مايو ويونيو ويوليو وسبتمبر، بالإضافة إلى غارة جوية واحدة فقط في أغسطس، وجميعها استهدفت تنظيم القاعدة، بحسب الصحيفة. وسلّطت الصحيفة الضوء على جهود الولايات المتحدة في مجابهة تنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب ما يقرب من ألفي جندي أمريكي من سوريا، وعلى الرغم من هذا القرار، أكد ترامب التزامه بهزيمة تنظيم “داعش” هناك. واعتبرت الصحيفة أن تغريدات الرئيس الأمريكي عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغرة “تويتر” التي قال فيها إن “القوات (الأمريكية) ما زالت تغادر سوريا بوتيرة مناسبة” بمثابة أبلغ رد على التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن أهدافه في سوريا قد تغيرت بموجب قرار سحب القوات. وقال ترامب مؤخراً في تغريدة حول سحب القوات من سوريا: “ليس هناك أي اختلاف عن تصريحاتي الأساسية، سنغادر بوتيرة مناسبة وبشكل حذر، لكن سنواصل في الوقت ذاته محاربة داعش، وسنقوم بكل ما هو لازم”. ولفتت “ذي إيبوك تايمز” إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن يوم 4 يناير شن 469 ضربة جوية في سوريا و9 هجمات في العراق في الفترة من 16 إلى 29 ديسمبر الماضي. وألمحت الصحيفة إلى إعلان الرئيس الأمريكي مقتل جمال البدوي – وهو أحد مسلحي تنظيم “القاعدة” وأحد منفذي التفجير الذي استهدف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” في عام 2000 – في قصف جوي أمريكي على اليمن. وكتب ترامب، عبر حسابه على موقع “تويتر”: “جيشنا العظيم نفذ قصاص العدالة لأرواح أبطالنا، الذين فقدناهم والذين أُصيبوا في الهجوم الجبان.. لقد قتلنا قائد ذلك الهجوم جمال البدوي..عملنا ضد تنظيم القاعدة سيستمر”. يُذكر أنه في الثاني عشر من أكتوبر عام 2000، انطلق زورق مطاطي محمل بالمتفجرات من ساحل مدينة عدن بسرعة هائلة ليصطدم بالمدمرة الأمريكية “يو إس إس كول”، مما تسبب في انفجار قوي كان كافياً لإحداث فتحة قُطرها نحو 60 قدمًا في المدمرة وقتل 17 بحاراً. وبينما اُعتبر الهجوم أحد أعنف الاعتداءات على المصالح الأمريكية، وضعت واشنطن هدفاً ثابتاً في تعقب المدبر الأول للهجوم جمال البدوي. وبعد 18 عاماً، تمكّن الجيش الأمريكي من تنفيذ ضربة في محافظة مأرب قُتل فيها البدوي أحد مدبري الهجوم على المدمرة، الذي ساهم بهذه العملية الإرهابية في تضخيم صورة ذراع تنظيم “القاعدة” في اليمن. وكان البدوي – الذي وُلد عام 1960 في مديرية مكيراس بمحافظة مأرب – على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” لأهم المطلوبين الإرهابيين، وهو أحد أبرز قادة تنظيم “القاعدة” الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وعلى مدى عقدين ماضيين، كان البدوي أحد أبرز الإرهابيين المثيرين للجدل داخل اليمن، حيث استطاع الفرار من سجن المخابرات لثلاث مرات متتالية، كانت الأولى في عدن والأخريان في العاصمة صنعاء. وبعد محاكمته ضمن خلية إرهابية تتكون من 9 أشخاص بمحافظة عدن جنوبي اليمن، تمكّن البدوي من الفرار من سجن المنصورة في أبريل 2003، في عملية غامضة تمكّن خلالها من حفر حفرة في دورة مياه السجن والفرار عبرها إلى خارجه. وفي عام 2006، تمكّن البدوي من الفرار من السجن مع مجموعة من المتورطين في أحداث أمنية في اليمن. وكان القضاء الأمريكي قد وجّه في عام 2003 للبدوي 50 تُهمة تتعلّق بالإرهاب، وذلك لدوره في الاعتداء على “يو إس إس كول” في أكتوبر 2000، ومحاولته شن هجوم على سفينة حربيّة أمريكيّة أخرى في يناير من العام ذاته. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر مسؤولة في الإدارة الأمريكية أن جمال البدوي قُتِل إثر ضربة جوية في مأرب شمال شرقي صنعاء.

المصدر: المشهد العربي
إغلاق