كتابات

١٩٩٤/٧/٧م كان يوما اسودا فى تاريخ الجنوب

ريبون / كتابات

بقلم اللواء صالح احمد السيد البكرى

وكيل اول م/ لحج

مثل  يوم ٧/٧ من العام ١٩٩٤ م ، تاريخا مشؤوما ، حين استباحت قوات نظام الجمهورية العربية اليمنية  العاصمة عدن وبقية اراضى (ج ي د ش) واحلوا دماء أبنائها وممتلكاتهم عبر الفتاوى المشهورة التى اصدرها علماء الشمال التي احلوا من خلالها دماء ابناء الجنوب وممتلكاتهم العامة والخاصة واعتبروها غنيمة حرب و( فيد) لهم ، لم يستثنوا شيئا ولم يسلم منهم الشجر والحجر والحيوان والبشر حتى البحر ومتنفساته لم يسلم من سطوهم ، تلك التى كانت سمة عدن وبصمتها المعروفة .

ادخلوا الخوف والهلع فى نفوس الصغير قبل الكبير والمسن والطفل وصادروا كل الممتلكات والمؤسسات العامة والخاصة حكومية او مدنية ولم تسلم منهم حتى المتاحف والآثار بقصد طمس هوية الجنوب والحاقه قسريا بهوية بديلة نشازا ،،

سرح جيش الجنوب وطرد ابنائه سواء عسكريين او امنيين او مدنيين من الوظائف العامة فقد تم اقصائهم من الوظائف ليصبح الجميع جيشا عاطلا قابعا فى البيوت .

لهذا فاننا نوجه كلمتنا للاجيال الشابة من ابنائنا بالجنوب وخاصة مواليد هذه الوحدة العقيمة والمشؤومة ان هذا اليوم ( ٧/٧) قد ذهب الى غير رجعة واصبح ورقة تذروها الرياح فى دفتر النسيان ، وهى ذكرى أليمة تتبقى منها الموعظة والعبرة فقط التى يجب أن يتمسك منبها جيلنا الشاب بان لا يعطى ثقته فيهم وان ارادة شعبنا يجب ان تكون يقظة وحذرة وان تكون بالمرصاد ولأية محاولة التفاف على المكاسب التي حققها ابناؤنا فى دفاعهم المستميت عن تراب الجنوب وعزة مواطنيه .

لم يكتف نظام ج ع ي باحتلال عدن فى العام ١٩٩٤ م بل عاود الكرة فى العام ٢٠١٥ م حين تحالفت نفس القوى السابقة مع مليشيات ايران ،لكن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس حين دافع شبابه عن ارضه وقضيته واجترحوا المعجزات التى توجت بالنصر المؤزر ، فقد اختلفت الظروف وتباينت المعطيات ، فالجنوب المنهك بجيشه الخارج عن الجاهزية القتالية وبسلاحه والنوعى الذى اعطى لما تسمى باللجان الوحدوية فى ١٩٩٤ م ، غير جنوب اليوم بجاهزية جيشه الكبيرة وعزيمة شبابه الابية واستعدادهم القتالى الكبيرةفى الدفاع عن الارض والعرض كان حريا بهم ان يستحقوا النصر المبين وهو ما نالوه  واستحقوه ، فقد دحروا الغزاة ولقنوهم درسا لن ينسى بل غنموا العتاد العسكري الكبيرةالذى تركته تلك الجحافل فى هروبهم المخزى وفى كل المواجهات التى خاضوها ازاء بطولات ابناء الجنوب وجيشهم الذى اذاقهم ذل الهزيمة ومرارة الانسحاب .

اننى اوجه مناشدتى وحديثى اليوم لأبناء شعبنا الجنوبي العظيم واقول : ان فك الارتباط اصبح امرا ضرورياً ولا فكاك منه ، بل تصحيحا  لكل الأخطاء الغبية التى ادخلتنا فى نفق وحدة غير مدروسة دون ضوابط او ضمانات ضاع فيها الوطن ونهبت مقدراته  وهى قسمة ضيزى حين تكون معايير تلك الوحدة تقاس بمعيار السكان والديمقراطية !! اية معايير ندخلنا والنسبة ١:١٠ وايه ديمقراطية تلك التى لن تعطيك حقك ولو جلست فى الوحدة عمرا وعمر !! ناهيك عن التباين الواضح فى الرؤى والنهج والموروث الثقافي والاخلاقى للشعبين ؛ اذ لا يلتقى نظام كهنوتى قبلى عسكرى فى الشمال مع نظام مدنى يحتكم للنظام والقانون وتسوده العدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الثروة فى الجنوب !!!! ومع ذلك قبلنا  بهذه الوحدة كأمر واقع رغم معارضة البعض الشديدة ، ولكن سبق السيف العذل !!

لهذا نقول ان فك الارتباط وعودة الجنوب ودولته  لاهله اصبح امرا واجبا مقدسا ترخص امامه كل التضحيات من اجل الحفاظ على مستقبل الأجيال وصون مواردومكتسبات الجنوب والدفاع عنها ، وان هذه الوحدة المعمدة بدمائنا قد ذهبت برحلها ام قشعم ودبل ذهبت إلى غير رجعة .

نحن اليوم وفى ٧/٧ /٢٠٢٠ م وبعد هذا السيل المتدفق من الشهداء نرى أن مطلب استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة والقرار هو مطلب لا حياد عنه وان ابناء الجنوب لن يرتضوا بغير الاستقلال والناجز بديلا .

اللواء صالح احمد حسين السيد البكرى

وكيل اول محافظة لحج

إغلاق