محلية
نازحو مأرب من مكابدة الحر والعطش إلى مخاطر السيول والفيضانات
ريبون/ متابعات
من دون مقدّمات ولا فاصل زمني ينتقل النازحون في محافظة مأرب الواقعة شرقي العاصمة اليمنية صنعاء من معاناة الحر الشديد للصيف الذي كابدوا خلاله العطش بسبب النقص الفادح في المياه، إلى مواجهة مخاطر الفيضانات والسيول الناجمة عن التقلبات المفاجئة للطقس على أرواحهم وممتلكاتهم البسيطة التي يعجزون عن تعويضها في حال فقدانها.
وأعلنت الحكومة اليمنية الجمعة تضرر نحو ثمانية آلاف مسكن خاص بالنازحين جراء الأمطار والرياح التي ضربت المحافظة مؤخرا. وجاء ذلك في تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة لرئاسة الوزراء.
وقال التقرير إنّ “الأمطار والرياح الموسمية التي ضربت محافظة مأرب منذ الثاني والعشرين من يوليو الماضي وحتى الثامن عشر من أغسطس الجاري أدت إلى تضرر 7853 مسكنا للنازحين، منها 210 مساكن تضررت كليا، فيما البقية تضررت جزئيا”.
وطالبت الوحدة “كل المنظمات الدولية والمحلية العاملة بمحافظة مأرب بضرورة تقديم معونات عاجلة للمتضررين جراء الأمطار”. كما دعت المنظمات الإغاثية إلى “وضع معالجات ووسائل لتخفيف أضرار الرياح والأمطار على مخيمات النازحين وفقا للمعايير الدولية”.
ديفيد غريسلي: الكوارث الطبيعية تعمق الأزمة الإنسانية في اليمن
وتعد مأرب أكبر موطن للنازحين في اليمن حيث تُؤوي أكثر من مليوني نازح وفق تقارير حكومية سابقة. لكن كثيرين من هؤلاء وجدوا أنفسهم بسبب الحرب الدائرة في المحافظة بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الحكومية مهدّدين بالتشرد من جديد. ففي يونيو الماضي ومع احتدام المعارك في مأرب أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من اثنين وعشرين ألف يمني نزحوا خلال حوالي خمسة أشهر نتيجة أعمال العنف الدائرة بالمحافظة.
وقالت الأمم المتحدة الخميس إن أزمة النزوح في اليمن تعد رابع أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم في ظل وجود أكثر من 4 ملایین شخص نزحوا داخليا.
وجاء ذلك في بيان لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني حيث أشار إلى أن التعرض للأخطار الطبيعية والسيول والجفاف في اليمن أدى إلى تدمير المساكن والبنية التحتية وتقييد الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية وتدمير سبل العيش وتسهيل انتشار الأمراض وارتفاع الوفيات.
وذكر المسؤول الأممي أنه في عام 2020 تأثرت 13 محافظة على الأقل بالأحوال الجوية السيئة مما أضر بأكثر من 62.500 أسرة بينما تضررت بالفعل الآلاف من الأسر الأخرى في عام 2021.
وأكد وجود 5 ملايين شخص في اليمن على شفا المجاعة ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة وأكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد هذا العام بينما أصبح وضع الأمن الغذائي مهددا بشكل أكبر بسبب الجفاف المتكرر وتغير المناخ.
ولفت إلى أنه تم الاعتراف بأن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنساننية في العالم على مدار نصف سنوات العقد الماضي. وعلى مدى ست سنوات متتالية من الحرب والانهيار الاقتصادي وتزايد مخاطر الصحة العامة أصبح أكثر من عشرين مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية هذا العام بما في ذلك 12.1 مليون شخص في أشدّ الحاجة إلى ذلك.
وأشار غريسلي إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2021 تسعى للحصول على تمويل بحجم 3.85 مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح والحماية لـ16.2 مليون شخص من ذوي الاحتياج ولم تتلق سوى أقل من 50 في المئة من التمويل المطلوب.
ومنذ بداية فبراير الماضي كثف المتمرّدون الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز واحتوائها على محطة غازية كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
وبينما تتعثّر محاولات إيجاد حل سياسي للصراع اليمني وتغيم آفاق المَخرج السلمي من الحرب، تداهم اليمن كوارث بعضها مألوف مثل الجفاف والفيضانات والجراد، والبعض الآخر مستجدّ مثل وباء كورونا، وهي كوارث تضاعف من خطورتها قلّةُ الوسائل والإمكانات المادية وتهالك البنى التحتية للبلد الذي أصبح يعتمد إلى حدّ كبير على المساعدات الخارجية لتوفير ضرورات العيش لسكانه من غذاء ودواء وغيرهما.