أخبار العالم

إرجاء محاكمة 24 متهما بقتل سائحتين إسكندنافيتين في جبال الأطلس بالمغرب

أرجأ القضاء المغربي الخميس محاكمة 24 شخصا يواجهون اتهامات بقتل سائحتين إسكندنافيتين وقطع رأسيهما في ديسمبر/كانون الأول 2018 في جبال الأطلس خلال تمضيتهما عطلة عيد الميلاد، وذلك بعد دقائق من بداية الجلسة. وأثارت عملية القتل صدمة في المغرب والنرويج والدانمارك، ويواجه مرتكبوها عدة تهم من بينها “تشكيل عصابة إرهابية” وهو ما قد يعرضهم نظريا إلى عقوبة الإعدام التي جمدها المغرب منذ 1993.

أرجأت محكمة مغربية الخميس لأسبوعين محاكمة أكثر من عشرين مشتبها به يواجهون اتهامات بالتورط في ذبح سائحتين اسكندينافيتين، بعد دقائق من بدئها.

وتعرضت لويزا فستيراغر يسبرسن الطالبة الدانماركية البالغة من العمر 24 عاما وصديقتها النرويجية مارن أولاند، 28 عاما، للذبح وقطع الرأس ليل 16 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول في نقطة معزولة في الأطلس الكبير حيث كانتا تخيمان. وكانت الشابتان يسبرسن وأولاند مولعتين بالطبيعة وتشاركتا شقة وكانتا تدرسان في جامعة بو في النروج لتصبحا مرشدتين سياحيتين. وسافرتا معا إلى المغرب في عطلة عيد الميلاد. لكنهما تعرضتا للاعتداء في جبل توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا، على بعد 80 كلم من مدينة مراكش التي تعد وجهة سياحية بارزة.

وأثارت عملية القتل صدمة في المغرب فيما يتوقع أن تصدر بحق المشتبه بهم الثلاثة الرئيسيين، الذين يعتقد أنهم سبق أن بايعوا تنظيم “الدولة الإسلامية”، عقوبة الإعدام لاتهامهم بالتورط مباشرة فيها.

ومثل 24 متهما أمام محكمة جنائية في سلا قرب الرباط حيث يواجهون اتهامات تشمل الترويج للإرهاب وتشكيل خلية إرهابية والقتل العمد.

وتم تأجيل الجلسة الافتتاحية فورا إلى 16 مايو/أيار بعدما طلب محامو الدفاع مزيدا من الوقت للنظر في القضية. وبين المتهمين الذين تجري محاكمتهم إسباني سويسري اعتنق الإسلام ومتهم بتعليم المشتبه بهم الرئيسيين كيفية إجراء اتصالات مشفرة وإطلاق النار.

“أعداء الله”

وبعد العثور على الجثتين، تعاملت السلطات المغربية بحذر مع القضية مشيرة في البداية إلى “جريمة جنائية” وجروح في عنقي الضحيتين. لكن كل ذلك تغير حين انتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، صوره أحد القتلة على ما يبدو بهاتف جوال، يظهر نحر إحدى الضحيتين. وانتشرت صور القتل على الإنترنت، وقررت الشرطة الدانماركية ملاحقة 14 شخصا للاشتباه بقيامهم ببث الفيديو على مواقع التواصل.

وأشار شخص في الفيديو إلى أن الضحيتين “أعداء الله” مشيرا إلى أن الجريمة هي ثأر “للأخوة” في سوريا. وأظهر مقطع فيديو آخر نشر بعد الجريمة مبايعة المتهمين بالقتل لزعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي.

وقال المحققون إن الخلية التي نفذت العملية استلهمتها من إيديولوجيا تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنها لم تتواصل مع الجماعة المتطرفة في مناطق النزاعات، بحسب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق خيام. وبحسب المحققين، فإن “خليتهم الإرهابية” التي تستلهم إيديولوجية تنظيم “الدولة الإسلامية”، لم تكن على “تواصل” مع قادة لعمليات التنظيم في سوريا والعراق. كما أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يعلن مسؤوليته عن الجريمة.

ويشتبه بأن عبد الصمد الجود، وهو بائع متجول يبلغ من العمر 25 عاما ويعد “أمير” الجماعة، زعيم الخلية المسؤولة عن الاعتداء. واعتقلت الشرطة المغربية سريعا المشتبه به الأول في إحدى ضواحي مراكش، قبل أن توقف ثلاثة آخرين بعد أيام خلال محاولتهم مغادرة المدينة في حافلة.

وتتراوح أعمار المشتبه بهم بين 25 و33 عاما ويقيمون جميعا في مراكش، جميعهم كانوا يعيشون في أحياء محرومة حيث يعانون من الضيق الاجتماعي. وقد وصفهم المحققون بأنهم يتحدرون من أوساط فقيرة ومستواهم التعليمي “متدن جدا” وكانوا “يعتاشون من أعمال بسيطة” واعتنقوا مؤخرا الفكر السلفي، بحسب أصدقائهم وجيرانهم وبعض أقاربهم.

وقال محامي عائلة إحدى الضحيتين إنه سيطالب بحكم الإعدام. لكن المغرب علق عمليا تنفيذ حكم الإعدام منذ العام 1993.وأطلقت على الإنترنت عرائض تطالب بحكم الإعدام على قاتلي الشابتين الإسكندنافيتين. وفي أبريل/نيسان، حكم القضاء المغربي على مواطن سويسري ثان أوقف بعد جريمة القتل المزدوجة وتمت محاكمته بشكل منفصل، بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بـ”تأليف عصابة لارتكاب أعمال إرهابية”.

 

فرانس24/ أ ف ب

إغلاق