كتابات
عدن ام المكلا !!
ريبون نيوز _ كتابات
كتب / عزيزة سالم
الاربعاء 16 نوفمبر 2022
الدولة عبارة عن تنظيم سياسي يتمثل في شعب يعيش على اقليم جغرافي معين تحكمه سلطة سياسية, الهدف منها اقامة النظام والمحافظة على الأمن بتطبيق القانون وفرض سيادتها على نطاق اقليمها وحتى تقوم بذلك الدور يجب أن تتخذ لها عاصمة تشكل المركز الأساسي للدولة وتكون مقراً للحكومة و تضم جميع مؤسسات الدولة من وزارات و مجالس نيابية و رئاسية و سفارات دولية, و هذا ما يجعل عاصمة الدولة المكان الأهم داخل كل دولة فالعاصمة هي رمز الدولة .
لذلك يجب مراعاة عدة عوامل لإختيار العاصمة أهمها الموقع المتوسط ونعني بذلك توفير الحماية للعاصمة فالموقع المتوسط هام جداً لأن العاصمة تعد قلب الدولة النابض وبسقوطها تسقط الدولة, كما أن موقعها المتوسط يخفف العناء على المواطنين في الوصول اليها من جميع انحاء الدولة لإنجاز امورهم الإدارية . اضف لذلك أهمية المدينة تاريخياً و تطورها تجارياً و اقتصادياً مع توفر الوسائل الأكثر تطوراً من حيث وسائل النقل اضافة الى أهمية الكثافة السكانية.
و إذا نظرنا الى واقعنا و نحن نسعى لإستعادة دولة الجنوب نجد انفسنا امام خيارين عدن ام المكلا !
نرى أن علينا اعادة النظر في اختيار العاصمة الادارية لدولتنا المستقبلية وبالمقارنة بين مدينة عدن ومدينة المكلا أرى ان الكفة ترجح لصالح المكلا كعاصمة ادارية ومركزية لتوفر الموقع المناسب فهي بعيدة عن الحدود البرية مما يعطيها عمقاً جغرافياً اما الشريط الساحلي فيسهل حمايته بتوفر أسطول بحري. وموقعها الساحلي يجعل منها مدينة تجارية وسياسية في آن واحد.
والعكس تماماً مع مدينة عدن حيث موقعها محفوف بالمخاطر لقربها من حدود العدو, عدة ساعات فقط ويدخلها العدو وقد تكرر هذا السيناريو عدة مرات على مدى التاريخ, كذلك من جهة باب المندب و ماله من اهمية وخطورة ذات الوقت.
موقع عدن يجعلها مدينة تجارية حرة بالدرجة الاولى لكنها بالتأكيد ليس الموقع المناسب لعاصمة ادارية او مركزية فهي لا تملك عمقاً جغرافياً يؤمن لها الحماية و الدفاع.
و اذا كانت حضرموت هي روح الجنوب فالمكلا قلبه النابض, لذلك نقترح على الجهات العليا النظر في رؤية مستقبلية و تبني فكرة تغيير العاصمة من عدن إلى المكلا والبدء في تحصين هذه المدينة دفاعياً بدءاً بتطهير المنطقة الاولى وتأهيل هذه المدينة وبنيتها التحتية و توفير كافة الخدمات والموارد اللازمة لتحمل مهام العاصمة الادارية لإدارة دولة الجنوب القادم.
وقد قيل في الشريعة العواصم قواصم ونحن نستعير العبارة سياسياً ونقول العواصم قواصم فحرياً بنا اختيار عاصمتنا بفكرٍ و روية.