محلية

الحزب الاشتراكي اليمني ينعي القيادي المناضل احمد علي السلامي

ريبون / الاشتراكي نت

نعى الحزب الاشتراكي اليمني رحيل القيادي المناضل احمد علي السلامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني الذي وافاه الاجل صباح اليوم الثلاثاء بعد عمر حافل بالكفاح والعطاء الوطني

وقال بيان صادر عن اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وأمانتها العامة ومكتبها السياسي: لم يكن الفقيد أحمد علي السلامي مناضلا عاديا وإنما كان حركيا لا يقر له قرار. ومثلما كان يتابع ويقود تفاصيل النضال اليومي كان أبا حنونا لأبناء الفقراء في مدارس النجمة الحمراء والبدو الرحل يرعاهم ويشجعهم ويحثهم على متابعة الدراسة الجامعية داخل البلاد وخارجها.

وتطرق البيان الى العديد من المحطات النضالية للفقيد التي آمن بها وناضل في سبيلها طوال حياته الحافلة بالعطاء والنضال.

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.

صدق الله العظيم.

تنعي اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وأمانتها العامة ومكتبها السياسي إلى أعضاء الحزب الاشتراكي وكوادره وأنصاره وجماهيره وإلى الشعب اليمني كافة داخل البلاد وخارجها رحيل القائد الاشتراكي وأحد مؤسسي الحزب والشخصية الوطنية المعروفة أحمد علي السلامي الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من يومنا هذا الثلاثاء الموافق 9 يونيو 2020 عن ستة وسبعين عاما قضاها في العمل الوطني المتواصل منذ التحاقه بالدفعة الأولى لكلية الشرطة عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ليتخرج منها ضابطا شرطيا إلى جانب كوكبة زاهرة من رفاقه وزملائه من أمثال جار الله عمر وعبد الله العلفي ومحمد عبد السلام منصور وعبد السلام الدميني وعلي العولقي وحمود زيد عيسى وعلي مقبل غثيم وآخرون.

ولد المناضل أحمد علي السلامي في النصف الأول من أربعينيات القرن الماضي في منطقة العرش التابعة لمديرية رداع محافظة البيضاء. ومثل كثيرين من أبناء تلك المنطقة التحق السلامي طفلاً بوالده المهاجر في السودان الشقيق ليتمكن من الالتحاق بمدارسه والحصول على تعليم حديث. وفي السودان ترعرع وشبَّ وتشكل وعيه القومي العروبي، وهناك رأى لأول مرة الزبيري والنعمان وهما يطوفان بالجالية اليمنية لجمع التبرعات لصالح حركة الأحرار ضد الإمامة والكهنوت وأحس بالمكانة العالية التي يتمتع بها هذان الرمزان بين أبناء الجالية.

وعندما اندلعت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كان الفقيد أحمد علي السلامي قد تخرج من المدرسة الثانوية في الخرطوم ليغادرها إلى صنعاء. وعندما لم يحالفه الحظ في الالتحاق بالكلية الحربية التحق بكلية الشرطة. وفي هذه الكلية التحق بحركة القوميين العرب، ومن هذه الكلية بدأ نشاطه الحزبي والسياسي وتمكن من استقطاب العشرات من زملائه إلى صفوف حركة القوميين العرب. وبعد تخرجه من كلية الشرطة عين مديرا لأمن لواء البيضاء في وقت كانت حدود هذا اللواء مع لودر ومكيراس منطقة مواجهات بين الثورة المضادة المدعومة من الاستعمار والسلاطين وبين ثوار الجبهة القومية. وفي البيضاء استطاع الفقيد مع رفيقه محمد عبد السلام منصور الذي كان حينها قائدا للوحدات المركزية هناك أن ينسقا جهودهما مع ثوار الجبهة القومية وأن يوقعا ضربات موجعة بالثورة المضادة المدعومة سلاطينيا واستعماريا ضد ثورة سبتمبر، وسوف تكشف مذكرات الفقيد عند نشرها الكثير عن تفاصيل تلك المرحلة.

وفي أحداث أغسطس 1968 تعرض الفقيد-شأنه شأن آلاف الضباط-لملاحقات القوى التي انقلبت على جيش سبتمبر وألقي القبض عليه في منطقة مناخة وهو في طريقه إلى الحديدة للالتحاق برفاق له هناك. ومن مناخة أخذ مباشرة إلى سجن القلعة ليمكث فيها نحو ثلاث سنوات تفاصيلها واردة في مذكراته.

وبعد سجن القلعة ذهب الفقيد يلملم شتات رفاقه الضباط ومعهم أسس منظمة المقاومين الثوريين وظل يقود نشاطها إلى أن اندمجت مع بقية فصائل اليسار في إطار الحزب الاشتراكي اليمني وانتخب هو عضوا في المكتب السياسي للحزب.

لم يكن الفقيد أحمد علي السلامي مناضلا عاديا وإنما كان حركيا لا يقر له قرار. ومثلما كان يتابع ويقود تفاصيل النضال اليومي كان أبا حنونا لأبناء الفقراء في مدارس النجمة الحمراء والبدو الرحل يرعاهم ويشجعهم ويحثهم على متابعة الدراسة الجامعية داخل البلاد وخارجها.

والفقيد السلامي واحد من أعضاء المكتب السياسي الذين نجوا من الموت في أحداث يناير 1986 وفي حضنه قضى علي عنتر وصعدت روح صالح مصلح إلى السماء. وبعد تلك الأحداث لعب مع رفاقه دورا كبيرا في الحفاظ على تماسك الحزب حتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990.

وفي انتخابات أبريل 1993 وصل السلامي إلى البرلمان منتخبا عن دائرته، كما عين وزيرا للكهرباء في حكومة الائتلاف الثلاثي قبيل حرب 1994. وبعد تلك الحرب ظل الفقيد ضمن القيادة العليا للحزب الاشتراكي اليمني إلى اليوم ورحل عن دنيانا وهو عضو في مجلس الشورى منذ أن تأسس كمجلس استشاري عند إعلان الوحدة في 22 مايو 1990.

رحم الله الفقيد أحمد علي السلامي والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.

صنعاء 9 يونيو 2020

إغلاق