كتابات
دمعات حزن في رحيل الفقيد فرج بازومح
ريبون / كتابات
كتب / فضل سعيد شايف
يغادرنا الرفاق واحداً تلو الاخر تاركين وسط قلوبنا حسرات وآلام وانات وفراغات الوجود بل واحزان اثقلت كواهلنا وازدادت برحيل رفيق من العيار الثقيل تميزاً و حزبياً اصيلاً ومرجعاً اساسيا من مراجع العملية التنظيمية في محافظة حضرموت وحزبنا بشكل عام وأحد عناوين ورموز النضال الوطني وهامةً نفتخر بدورها الرائع الممتلئ حيوية ونشاط ، انه الفرج المعروف بدماثة اخلاقه المتقد نشاطاً وحيوية ، رحل عنا جسداً وترك في قلوبنا جرحاً غائراً ومواجع لا حصر لها، في وقت تنبعث فيه الروح الشبابية والنسوية الحزبية لحزبنا، في هذه المحافظة البطلة ،التي عودتنا برمزيتها الوطنية والنضالية الزارعة فينا الامل المتعمق بجذور التاريخ الحالم بغدٍ جميل، نجدها اليوم في حلة زاهية وبهية ازدانت واضاء بريقها من خلال استعادة اشيد لدوره وللقطاع النسوي مكانته والتي كان للفرج دوره وإسهاماته الى جانب رفاق دربه الطويل في المنظمة وقيادتها وصولاً الى ما تم الوصول اليه من نجاحات مختلفة ومتعددة الجوانب.
لقد غادرنا الفرج هذا الرجل الذي لم اعد اتذكر اول واخر لقاء جمعنا، ولكن ظل تواصلنا يأخذ ديمومته في كل رسالة صباحية تجمعنا مع نُسيمات كل صباح اما اتلقاها منه او ابادر بأرسالها اليه عبر السوشيال ميديا، مطمئنةً لكل منا عن الاخر والتي نستمد منها كل يوم روحانية وعبق المشاعر ودفئ الرفاقية التي تملكت الاحاسيس وكينونة الوجود تجاه بعضنا ،هذه الصباحيات او المسائيات احياناً ذات الطابع الممتلئ بصفاء ونقاء الرفاقية التي اخذت طريقها اليّ ومن خلالها أقرأ اصالة الطباع ومعدن الرجل في بلد تعصف به مشاريع الردة عن القيم والاخلاق التي عرفناها لدى الكثيرون لأسباب عدة تأتي الحرب في مقدمتها التي لا نرى فيها ولا في استمراريتها بارقة امل في بناء وطن معافى وسليم، انها الحرب يا رفيقي التي لا ترى الا تجارها .
رفيقي فرج بازومح لقد غادرتنا في السنوات العجاف التي اخذت منك وكل الطيبون في هذا الوطن الجريح الكثير دون ان تجد ما يكفي لمواجه غلاء الاسعار وحرمان التطبيب وضياع التعليم بين اضرابات المطالبة بالحقوق وانانية البعض في فرض قانونية التجهيل واستغلال الحرب بوابة للتجارة بالأرواح وضياع جماليات الوطن وقيم اُناسه التي كنت قد اسقيتها عرقاً ومعاناةً واملاً وحباً طوال حياتك النضالية.
كم كنت محباً للوجود والحياة الامنة والمستقرة للجميع لم تكن انانياً حينما فضلت رفاقك ورفيقاتك وبذلت كل عصارة جهدك من اجلهم ومديتهم بخبراتك الغنية ومنحتهم الحب وروح الولاء لحزبك ووطنك.
لا يا رفيقي لم تغادرنا وانت من تركت ابتساماتك وجهدك في نفوس وارواح الشباب التي كنت قد وضعت بذراتها نراها اليوم قد اينعت ثمراً وعطاءً واصبحت تعطي دورها في إطار تركيبة منظمة حضرموت الكفاحية التي وهبتها حياتك وجُل عمرك دون ان تنظر الى متطلبات الحياة الشخصية بقدر ما تود ان ترى قلوب ذلك الجيل الذي منحته ثقتك وتجربتك وزرعت دواخله الحياة بكل مقوماتها وتركتها وديعة لنراك من خلالها في العليا محلقاً.. لقد صدقت وصدق حدسك واثمرت اُمنياتك، ها هم من امسكت بأيديهم ذات يوم يلجون ذلك الباب الذي اوصيتهم بدخوله بكل اقتدار وها هم واثقي العهد والخُطى قد مُنحوا ثقة رفاقهم ورفيقاتهم في تقديم انفسهم / انفسهن بكل مسؤولية مشرّفه ووصلوا باقتدار حاملي مشعل التواصل وتوارث الاجيال الذي وضعته في ايديهم حينما اسندت لهم مهمة المستقبل رغم صعوبتها وبالذات في هذا الزمن.. ها هم جميعاً نراهم يرسمون اللوحات البديعة على شوارع مدينتك التي فضلتها واحببتها واعطيتها كل ما تملكه من حب الى درجة الثمالة وملأتها غراماً وطرباً وهم يسترخصون حياتهم من اجل اهلهم وناسهم فيها مواجهون كورونا دون ترددٍ او خوف وهاهم في مهرجان البلدة ينقذون حياة صغارها وكبارها من فيضان البحر وامواجه المتلاطمة وها هن رفيقات دربك خرجن حاملات ذلك الهدف الذي نصبتموه امام اعينكم وهن يحتفلن بالذكرى الثالثة والاربعون لقيام الحزب واعياد الثورة والاستقلال
كم كنت اتمنى ان تكون معنا لترى ببصيرتك وبصرك الثاقب هذه الفعالية التي طمأنتنا من ان العهد هو العهد والقسم هو القسم الذي عاهدوك عليه وعلى الطريق سائرون…. رحمك الله واسكنك فسيح جناته وتعازينا لكل اولادك واهلك وذويك ومنظمتك النضالية وانا لله وانا اليه راجعون.