كتابات

قصر دار ناصر بمدينة الشحر محافظة حضرموت

ريبون / كتابات

كتب / إبراهيم بن عتيق

قصر دار ناصر هو أحد القصور الاثرية بمدينة الشحر التاريخية بمحافظة حضرموت بناه الأمير ناصر بن ناجي بن بريك عام 1768م  في عهد الامارة البريكية التي حكمت الشحر طيلة الفترة من عام 1751م وحتى عام 1866م.

استمر هذا القصر مقرا للدولة حتى بعد زوال الامارة البريكية على يد جيش الدولة الكثيرية، وبعد هزيمة الكثيريين على يد  الدولة القعيطية الناشئة حينذاك ، وبعد ازاحة آل كثير من الشحر عام 1871م أصبحت هذه المدينة عاصمة للسلطنة القعيطية حتى مطلع الثلاثينات من القرن العشرين عندما انتقلت العاصمة إلى المكلا، العاصمة الحالية لحضرموت.

وخلال الفترة الممتدة من عام 1871 وحتى عام 1967م (عام سقوط السلطنة القعيطية) وكذلك الفترة اللاحقة بعد قيام جمهورية اليمن الجنوبية (الديموقراطية) الشعبية إلى مطلع الثمانينات من القرن العشرين، كان هذا القصر داراً  للحكومة يضم مختلف الإدارات والمحاكم والدواوين الدولة .

تم في عهد الدولة  القعيطية بناء طابق إضافي جديد لهذا القصر، إضافة إلى الصالات والغرف الجديدة التي بنيت على الطراز المعماري الهندي . كانت تلك الغرف العلوية تعرف بالبناقل، ومن بينها اثنتان شهيرتان، كانت الأولى مقراً لمجلس السلطان والأخرى مقراً للمستشار البريطاني المقيم في الشحر إبان الاحتلال البريطاني  لجنوب اليمن في ذلك الزمان .

وللأسف معظم معالم وتاريخ هذه القصر قد اندثرت ولم يبق منها سوى القليل المهمل الذي أبقاه الزمان شاهداً على جهل الخلف بمآثر السلف.

وفي عام 2017م أصدر المحافظ السابق اللواء/ أحمد سعيد بن بريك توجيهات بأعادة ترميم القصر { دار ناصر }والحفاظ على ما تبقى منه في مرحلته الأولى والتي تهدف بالأساس للحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه بداخل القصر وإزالة المخاطر والجدران والاسقف المتهالكة ، وأيضاً القيام بتدعيم وتقوية جدران القصر الأساسية من الأسفل وذلك للصمود وقتاً أطول . بعد أن كان تصريف المياه منعدم بشكل نهائي بسبب الإهمال الذي مر به طيلت ثلاثة عقود من الزمن الأمر الذي عمل على إلحاق أضرار وتصدعات كبيرة في الجدران الأساسية والأسقف والسطوح . هدا ما تم التركيز عليه بشكل مباشر خلال عملية الترميم في مرحلته الأولى .

وها نحن ننتظر التوجيهات من السلطات الحالية بأستكمال المرحلة الثانية ، حتي يعود القصر كما كان شامخاً عزيزاً . وهو لطالما استضاف أمراء الزمن القديم ومجالس حكمهم ومؤتمراتهم ومؤامراتهم لأهمية موقع مدينة الشحر التاريخية التي أحتلته بين موانئ جنوب الجزيرة العربية على بحر العرب. فقد كانت سوق حضرموت وميناءها الرئيس، تأتيها قوافل الجمال من أعماق الوديان ورمضاء الصحارى في داخل حضرموت وأطرافها، وعلى شاطئها ترسو عشرات السفن الشراعية تنقل منها وإليها عبر البحار تجارة بحرية رائجة ساعدها في تسييرها الرياح الموسمية التي ما برحت تدعى في كتب الجغرافيا إلى يومنا هذا بالرياح التجارية.

إغلاق