متابعات

“أطباء بلا حدود” تُعرب عن قلقها من ارتفاع أعداد مرضى الحصبة في اليمن

ريبون نيوز _ متابعات

19 أغسطس 202

 

أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها من ارتفاع أعداد المصابين بالحصبة الذين دخلوا المستشفيات التي تدعمها في اليمن.

 

وقالت المنظمة في بيان، اليوم الجمعة “على مدى السنوات الثلاث الماضية، ارتفع عدد الأطفال المصابين بالحصبة والذين أُدخلوا إلى المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود في اليمن بشكل كبير. ففي النصف الأول من عام 2023 فقط، شهدت فرقنا ارتفاعًا في عدد مرضى الحصبة بلغ ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2022 بأكمله، إذ تم استقبال وعلاج 4.000 مصاب بالحصبة في مختلف أنحاء البلاد”.

 

وأشارت المنظمة إلى انه ” في عام 2022، قرعنا ناقوس الخطر بشأن ارتفاع أعداد سوء التغذية بين الأطفال في اليمن – وهي حالة إذا ما وُجدت فإنها تفاقم أعراض الأمراض الأخرى، بما فيها الحصبة، وتزيد من مضاعفاتها. فسوء التغذية يسبب ضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين لم يتلقوا اللقاحات، أكثر عرضة للإصابة بالحصبة وتأثيرها الفتاك”.

من جانبه قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، إسحاق ألكالدي “في عام 2020، شهدنا انخفاض عدد مرضى الحصبة في عياداتنا من 731 في عام 2019 إلى 77 فقط. قد نعزو ذلك إلى حملة التطعيم الضخمة التي نفذت في عام 2019”.

وأضاف في تصريحه، “ومع ذلك، فإن محدودية أنشطة التطعيم في السنوات التالية، إلى جانب التحديات في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، من المحتمل أن تكون السبب في هذه الزيادة، ففي عام 2021، ارتفع هذا الرقم إلى 762 مريضًا بالحصبة. لكن الارتفاع الهائل التي شهدناه هذا العام لا يمكن تجاهله، فقد تضاعف عدد الحالات ثلاث مرات تقريبًا، ليصل إلى حوالي 4.000 حالة، ما زاد من الضغط على المرافق الطبية، التي تعاني أساسًا من العبء الزائد”.

 

وتابع ألكالدي، “هذه ليست مجرد أرقام نتحدث عنها. إنها حياة أطفال”.

 

وذكر المسؤول في المنظمة ” لسوء الحظ، لا يعدّ هذا الارتفاع الهائل في عدد حالات الحصبة مشكلة معزولة أو مرتبطة بمنطقة معينة. فقد شهدت فرقنا الطبية على ارتفاع أعداد مرضى الحصبة والأثر المدمر للمرض في محافظات عمران وصعدة وحجة وإب والحديدة وتعز ومأرب وشبوة”.

 

 

 

والحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان. ويؤثر في الغالب على الأطفال دون سن الخامسة وهو خطير بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة. وعلى الرغم من أنه مرض يحتمل أن يكون مميتًا، إلا الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات.

 

 

 

فالمصاعب الاقتصادية التي فاقمتها سنوات من النزاع العنيف، تجعل من الصعب للغاية على الناس في المناطق النائية دفع ثمن الوقود أو المواصلات لنقل أطفالهم إلى المستشفى عند الحاجة. ومما يزيد الأمر سوءًا عدم وجود حملات تطعيم، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامّة التي تعمل بفعالية وميسورة التكلفة، مما يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم

 

ونتيجة لذلك، غالبًا ما يصل المرضى إلى المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود وهم يعانون من مضاعفات، بما في ذلك الحصبة في مرحلة متقدمة، والتي كان من الممكن تجنبها من خلال الرعاية الوقائية مثل التطعيم أو بالوصول إلى الرعاية الطبية في الوقت المناسب.

 

 

 

وارجعت المنظمة السبب في ارتفاع حالات الحصبة إلى الفجوات الرئيسية في التطعيم الدوري ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية التي تلعب دورًا رئيسيًا في الارتفاع الكبير في عدد المرضى المصابين بالحصبة الذين تستقبلهم في عياداتها.

 

 

 

وقالت ” أطباء بلا حدود” إن هذا يتطلب إلى معالجة هذه الأزمة الصحية الخطيرة استجابة شاملة ومنسقة، ولحماية الأطفال اليمنيين من خطر الحصبة، مشددة على ضرورة تعزيز التدابير الوقائية والمشاركة المجتمعية بالتوازي مع علاج المرضى.

 

 

 

وأكد على أهمية ضمان توفر اللقاحات في المرافق الصحية، وزيادة إمكانية وصول المرضى إلى مرافق الرعاية الصحية العامة وتمكينها، وتحسين مسارات الإحالة وتقوية الوعي الصحي المجتمعي.

إغلاق