كتابات

الإعفاء الجمركي المكذوب وطريق العبر

ماجد العودي

قررت أن أسافر نهائياً من المملكة العربية السعودية، فتواصل معي أحد الاخوة المغتربين لكي أخرج له سيارته باسمي طمعاً بالتخفيظ الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية الذي يشمل أصحاب الخروج النهائي أو بالأصح “الإعفاء الجمركي المكذوب”.

 

سافرت ووصلت إلى منفذ الوديعة، وخلصت الإجراءات في الجانب السعودي بتكلفة 200 ريال سعودي، فقط تذهب للمعقب أو المكتب الذي يعبئ لك البيانات ويعطيك الملف،

تصل إلى الجانب اليمني عينك ما تشوف إلا النور !

يستقبلك عشرة إلى خمسة عشر سمساراً، يحرص كل واحد منهم أنه يستلم ملفك ويخلص معاملتك عند الجزارين المتمترسين هناك، ويستلم الملف أحدهم، وأول إجراء دخل سيارتك الحوش، وروح شوف لك فندق وارتاح، لأن الدوام خلص..

ترجع له الصباح تبدأ المشاهد المرعبة، ويقول لك: روح ادفع رسوم الجمارك.

 

تروح للمدير.. سيادة المدير هناك إعفاء من قبل رئيس الجمهورية.. يرد عليك: روح للرئيس، ما فيش حاجة اسمها إعفاء.

 

تضطر تدفع ستمائة ألف ريال، وكمان ألف ريال إضافي، ويهيئ لك أن كل شيء خلاص انتهى.. لا يا ابني هذه البداية ولابد تدفع:

5000 حق الحوش

2000 حق العامل الذي ماسك بوابة الحوش

25000 حق السمسار الذي بيخلص لك المعاملة

المدير اختفى ما فيش ختم لازم تستنى.

 

بعد حوالى ست ساعات تظن أن كل شيء خلاص جاهز، تروح مخرج سيارتك يقل لك: لا باقي 5000 حق بوابة الخروج.

 

طبعاً كل السندات التي تأخذها منهم يتم استرجاعها بطريقة أو بأخرى.

 

المهم تخرج خسران أضعاف الرسوم المقررة رشاوى لهذا وذاك.. وحين تصل إلى طريق العبر تنصدم حين تجد الطريق كلها حفر تحصد أرواح المسافرين.. وهنا نتساءل: أين تذهب كل هذه الأموال؟

ماذا لو تم صرف العشر منها لإصلاح الطريق؟

 

السؤال يجب أن تجيب عليه حكومة الفنادق المخزية.

إغلاق