متابعات

اليوم الرابع من “طوفان الأقصى”.. خسائر إسرائيل المتزايدة تدفعها للانتقام وسخط شعبي على حكومة ” نتنياهو

ريبون نيوز_ متابعات. الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 تدخل عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يومها الرابع، وسط تزايد أعداد القتلى والجرحى والأسرى من جيش الاحتلال، الذي ما يزال يعيش حالة من الصدمة والارتباك جراء العملية، كما يقول الإعلام الإسرائيلي. مساء الإثنين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أعداد القتلى الإسرائيليين في العملية، ارتفع إلى أكثر من 900 قتيل، في حين بلغت الإصابات 2600 جريح، علاوة على أعداد كبيرة من الأسرى لم يعرف عددهم بعد، وما تزال الأعداد في تزايد، خصوصا مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين عناصر المقاومة الفلسطينية، وقوات الاحتلال في عدد من مستوطنات ما بات يعرف بغلاف غزة. رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف في خطاب وجهه للإسرائيليين، مساء الإثنين، أن أعداد من مسلحي المقاومة الفلسطينية لا يزالون داخل المستوطنات التي تسللوا إليها، وقال ما تزال أمامنا “أيام قاسية”. وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عدد الرهائن الإسرائيليين العسكريين والمدنيين كبير، وإن الوضع يتطلب “رداً غير مسبوق”، لافتا إلى أن “بعض عناصر حركة حماس لا يزالون قادرين على التسلل إلى إسرائيل”. كما تسببت عملية “طوفان الأقصى”، بخسائر كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث هبط الشيكل الإسرائيلي إلى أدنى مستوىً منذ 8 أعوام تقريباً مقابل الدولار، فيما أنهت بورصة “تل أبيب” تداولات اليوم الثاني للعملية، بخسائر قياسية، حيث هبطت بما يصل إلى 7%، وهي أكبر خسارة لها منذ أكثر من 3 سنوات. وذكرت وكالة “رويترز”، أنّ الشيكل انخفض في أحدث التعاملات الآسيوية أكثر من 3% مقابل الدولار إلى 3.9581. وقال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش أنّه من المتوقع أن يكون للحرب “آثار مدمّرة” على الاقتصاد الإسرائيلي. بدوره هاجم الإعلام الإسرائيلي حكومة نتنياهو، وجيش الاحتلال، وقال موقع “والاه” الإسرائيلي أنّ حركة حماس خدّرت “إسرائيل” وخدعتها، على مدى عامٍ وهي تحضّر من أجل العملية، مطالبا الشاباك و”الجيش” الإسرائيلي، بتقديم الأجوبة بشأن “متى بدأ تحضير عملية الخداع هذه”. صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قالت إن قيادة جيش الاحتلال ما زالت في حالة صدمة من الأحداث التي بدأت السبت الماضي “ويبدو أنها تواجه صعوبة في التعافي”، لافتة أن هذه الصدمة تلقي بضلالها على الأداء العسكري في المعركة الدائرة حاليا مع المقاومة الفلسطينية. وقالت صحيفة في تقرير نشرته، الإثنين، إن “الفشل الاستخباري الخطير، وعجز الجيش، هما محور تلك الصدمة”، مشيرة إلى أنه “من الواضح في جميع أنحاء المنطقة المحيطة بغزة… يتصرف الجيش بارتباك وفوضى”. وأضافت الصحيفة “إلى جانب الفشل الاستخباري الخطير… فإن عجز الجيش الإسرائيلي على الأرض واضح أيضاً، حيث يواجه صعوبة في التعافي من صدمة بداية الهجوم، وحتى في الجوانب اللوجستية، فإن الجيش لا يزال في وضع حرج… يتصرف بطريقة مرتبكة ومتلعثمة، وفوضوية”. وكتب الكاتب الإسرائيلي، شلومي الدار في مقاله بصحيفة “هآرتس” تحت عنوان: “حماس تمسك إسرائيل من نقطة ضعفها”، قال في أن “هجوم حماس المفاجئ تم التخطيط له جيدا خلال أشهر، إذا لم يكن خلال سنين، حماس أصبحت منظمة لها جيش يتكون من آلاف الجنود المدربين المملوئين بالدافعية، لديهم انضباط حديدي والاستعداد للموت “من أجل غزة”، ملمحا إلى أهمية تمكن حماس من أسر العديد من الجنود والضباط الإسرائيليين، لأن هذا بالنسبة لهم هو “سلاح يوم الدين الذي سيدافع عن غزة، عندما تهدد إسرائيل باحتلال القطاع”. ولفت إلى أن “قادة حماس؛ إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد ضيف وغيرهم، ليسوا من الأشخاص المنمقين الذين ينشغلون بـ”تك توك”، وبالتصريحات المليئة بجنون العظمة أو بالرحلات عديمة المسؤولية في أرجاء العالم على حساب المواطنين الخاضعين لحكمهم”، بالإشارة إلى حكومة نتنياهو. ورأى الكاتب أن “الأسرى الإسرائيليين الأسرى، هم بوليصة التأمين لحماس، وفي حال تجرأت إسرائيل على البدء في عملية عسكرية واسعة، سيردون بالصور وأفلام الفيديو، مشكوك فيه أن يستوعب الجمهور في إسرائيل هذا”، منوها إلى أنه لا فائدة الآن من تصفية قادة حماس، طالما “تقوم حماس باحتجاز الكثير من الإسرائيليين، وعليه لا يوجد أمام إسرائيل أي خيار، سوى الفهم بأنها لم تعد القوة الأكبر في المعادلة”. وأكد أن “حماس لن تُهزم ولن يتم إسقاطها، لا في الغد ولا في الأشهر القريبة القادمة، هي التي ستملي المعركة والمفاوضات أيضا، هي ستدير نتنياهو و”الكابينت” وحكومة اليمين المطلقة، التي أوهمتنا بأنه توجد لديها حلول سحرية بالقوة للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين”. الكاتب أرئيل كهانا قال في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”: “بعد 50 سنة بالضبط من حرب 1973، وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى تحت هجوم مفاجئ؛ نتائجه مخيفة، ولا حاجة لأن يكون المرء خبيرا كي يفهم أن هناك عمى استخباراتيا إسرائيليا، وأن الجيش الإسرائيلي أمسك به من هو غير مستعد بشكل مناسب”. وأوضح كهانا: “تنتظر إسرائيل وبلا شك مزيدا من الأيام القاسية والمشاهد الفظيعة، علينا أن نعض الشفتين ونتغلب على الصدمة وعلى الألم ونصل إلى النصر”. أما الخبير العسكري عاموس هرئيل قال في مقال له في “هآرتس”، بعنوان “حماس خططت للهجوم منذ أشهر وحققت نجاحا كاملا”، أن “هجوم حماس فاجأ تماما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وقضى تماما على نظرية الدفاع العملية على حدود القطاع، في جانبنا يوجد عدد كبير من القتلى والمصابين وأسرى لنا في غزة”. وأشار إلى “عملية التمويه” التي نفذتها المقاومة بالصواريخ للتغطية على الاقتحام البري لمستوطنات الغلاف، مؤكدا أن “حماس حققت نجاحا كاملا، والمفهوم الإسرائيلي في غزة انهار؛ في السياسات ونشر القوات وحتى في الاستعداد للمفاجأة”. وأضاف الخبير العسكري الإسرائيلي: “حماس استعدت لهذه المعركة، وفي إسرائيل واصلوا التخبط طوال الوقت؛ هل نزيد عدد العمال من غزة المسموح لهم بالعمل عندنا”، وقال إن “النتيجة كارثية، هذا فشل ذريع، تشارك فيه كل القيادات السياسية والأمنية، والأيام القادمة ستكون صعبة على إسرائيل”. ولفت إلى أن “حماس استخلصت الدروس من حرب 2014، واستعدت وفقا لذلك لهذه المعركة، وتمكنت من مهاجمتنا وحصار المستوطنات، والكثير من المسلحين ما زالوا يتحصنون في البيوت، للأسف الشديد، هذه الخطة تناسب تماما ما تدربت عليه حماس طوال سنين بدون إنذار مسبق ومن خلال استعداد دفاعي ضعيف لقد اخترقت الأسوار، والعوائق فوق الأرض وتحتها لم تساعد، ببساطة تم تجاوزها”.

إغلاق