عناوين الصحف
إنذار دولي أخير للحوثيين: وقف الهجمات في البحر الأحمر أو تحمّل العواقب
ريبون نيوز _ صحيفة العرب اللندنية
6 يناير 2024
أنهى الائتلاف المشكّل بقيادة الولايات المتحدة لحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر حالة التردّد في مواجهة الهجمات التي تشنّها جماعة الحوثي الموالية لإيران على السفن التجارية، ووجّه إنذارا، قد يكون الأخير للجماعة قبل استخدام القوّة ضدّها.
وحذّرت إثنتا عشرة دولة من دول الائتلاف، الأربعاء، الحوثيين من تحمّل العواقب ما لم يوقفوا فورا هجماتهم التي تتسبب بإرباك حركة التجارة العالمية في الممر البحري الاستراتيجي.
وعلى الطرف المقابل رفضت جماعة الحوثي الإنذار الدولي، الأمر الذي يضع المنطقة على أعتاب تصعيد جديد.
ونقلت وكالة الأنباء “سبأ” التابعة للحوثيين عن ضيف الله الشامي الناطق باسم حكومة الجماعة قوله “ندين بيان تحالف الـ12 دولة بزعامة أمريكا بشأن استمرار دعم اليمن المساند والمناصر للشعب الفلسطيني في منع مرور السفن الإسرائيلية عبر البحرين الأحمر والعربي”.
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تحت يافطة دعم قطاع غزة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال ائتلاف الدول في بيان نشره البيت الأبيض إنّ “على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة”.
وأضاف “لتكن رسالتنا الآن واضحة: ندعو إلى وقف هذه الهجمات غير القانونية فورا والإفراج عن السفن وطواقمها المحتجزة بشكل غير قانوني”.
والدولة العربية الوحيدة الموقعة على البيان هي البحرين التي تشهد توترا في علاقاتها مع إيران التي تدعم الحوثيين. والدول الأخرى الموقعة هي أستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وبريطانيا والدنمارك وهولندا.
ووصف مسؤول كبير في إدارة بايدن، الرسالة بأنها “واضحة جدا”، دون أن يحدّد العواقب المحتملة. وقال المسؤول للصحافيين “لا أتوقع تحذيرا آخر. أعتقد أن هذا البيان يتحدث عن نفسه”.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تشاور مع فريقه للأمن القومي بشأن الخيارات التي يمكن اتخاذها لردع الحوثيين.
وأعاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نشر بيان الدول الـ 12 على منصة إكس الأربعاء، قائلا “يجب على الحوثيين وقف هجماتهم القاتلة والمزعزعة للاستقرار على السفن في البحر الأحمر. وأضاف “المملكة المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة”.
وكانت بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة أصدرت تحذيرا منفصلا منذ يومين مؤكدة استعدادها لاتخاذ إجراءات مباشرة ضد الحوثيين.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور إلى المنطقة، وأعلنت تشكيل تحالف يضمّ عشرين بلدا لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر.
كما أرسلت بريطانيا المدمرة إتش إم إس دايموند لتعزيز قوة الحماية البحرية البريطانية الموجودة في المنطقة.
وفي أحدث هجماتهم على السفن، أعلن الحوثيون الأربعاء استهداف سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن الفرنسية العملاقة “سي أم آ سي جي أم”. لكن الجيش الأمريكي أكد أن الصاروخين اللذين أطلقهما الحوثيون سقطا في المياه.
وعلى خطّ مواز، أعلنت الشركة الفرنسية أنها ستزيد رسومها بمقدار الضعف اعتبارا من منتصف يناير الجاري لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أن 18 شركة شحن تغيّر مسار سفنها حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، الذي يمرّ عبره 15% من التجارة الدولية وفق الأمم المتحدة.
وقال رئيس المنظمة أرسينيو دومينغيز إن هذا “يمثل عشرة أيام إضافية إلى الرحلات وتأثيرا سلبيا على التجارة وعلى زيادة كلفة الشحن”.
وأعلنت شركة الشحن الدنماركية ميرسك، يوم الثلاثاء أن أسطولها لن يستأنف العبور في مضيق باب المندب حتى إشعار آخر. وبحسب الشركة، أُصيبت سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو بصاروخ الأحد، ثم تعرضت لهجوم من أربعة زوارق تابعة للحوثيين الذين أعلنوا بدورهم مقتل أو فقدان عشرة من عناصرهم جراء قصف أميركي استهدف زوارقهم، فيما قال الجيش الأمريكي إنه أغرق ثلاثة زوارق حوثية وقتل طواقمها.
وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة خالد الخياري عن قلقه بشأن التجارة العالمية وكذلك خطر جرّ اليمن إلى نزاع إقليمي.
وخلال الأسبوع الجاري تعرض المحور الذي ينتمي إليه الحوثيون تحت مسمى “محور المقاومة” بقيادة إيران إلى عدّة ضربات موجعة، حيث قُتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في قصف إسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله اللبناني أحد أبرز مكونات المحور المذكور.
وفي إيران قتل خمسة وتسعون شخصا في تفجيرين استهدفا حشودا كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني القائد السابق للحرس الثوري الإيراني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي. وقبل نحو أسبوع قتل القيادي في الحرس رضي موسوي بضربة جوية في سوريا.
وقال المسؤول في إدارة بايدن إن الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون بسرعة تعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت “تأتي بشكل واضح جدا من إيران”.
في بادئ الأمر، كانت إدارة بايدن حذرة في ردّها على الحوثيين، إذ إنها تسعى للحفاظ على تهدئة هشّة في اليمن.
واندلع النزاع في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية في 2014. وسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة في أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.
ويكرّر الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل بصورة مطبقة وتشن عليه حملة قصف متواصلة وعمليات برية منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر الماضي.