متابعات
اليمن.. تعثر التئام جولة مفاوضات بشأن الأسرى
ريبون نيوز _ صحيفة القدس العربي
6 يناير 2024
تعثر التئام جولة تاسعة من مفاوضات ملف الأسرى في اليمن، والتي كان من المتوقع انعقادها في عمّان هذا الأسبوع، في الوقت الذي ما زال الغموض سيد الموقف بشأن موعد توقيع الأطراف اليمنية على اتفاق يفضي للسلام، الذي كان المزمع توقيعه مستهل العام في مدينة مكة المكرمة السعودية.
وتبادلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة “أنصار الله” (الحوثيون) الاتهامات بشأن استئناف جولات مفاوضات الأسرى التي كان يتوقع أن تنعقد جولة منها في سويسرا خلال نوفمبر/ تشرين الثاني لكنها تعثرت؛ وتعثرت لاحقًا جولة كان من المتوقع التئامها مؤخرًا في عمّان.
وأرجع وكيل وزارة حقوق الإنسان، المتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض بشأن الأسرى، ماجد فضائل، تأجيل الجولة التي كان من المتوقع انعقادها في عمّان إلى ما أسماه “تعنت الحوثيين”.
وقال في تدوينة على منصة إكس: “تم تأجيل انعقاد جولة مفاوضات الأسرى والمختطفين بالأردن إلى أجل غير مسمى بعد تعنت الحوثي، وعرقلتهم لهذا الاجتماع، الذي كان مقررًا هذا الأسبوع، بعد أن أعاقت انعقاد الجولة المقررة في نوفمبر الماضي بسويسرا”.
واعتبر فضائل ذلك استمرارًا للممارسات التي ترتكبها الميليشيات (الحوثيون) بحق الشعب اليمني واستغلالهم الملفات الإنسانية سياسيًا واعلاميًا بعيدًا عن أي التزام أو مسؤولية أخلاقية حتى اتجاه أسراهم.
إلى ذلك، أوضح رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى في تدوينة على منصة إكس: “ليس لدينا مانع من حضور أي جولة مفاوضات على ملف الأسرى إذا حصلنا على ضمانات من الأمم المتحدة بتنفيذ الاتفاقيات السابقة التي تمت برعايتها”.
واستطرد: “أما مراكمة الاتفاقيات دون تنفيذ، كما هو حاصل من جانب المرتزقة (الحكومة) فهذا إنما يعقد الملف ويزيد من معاناة الأسرى من الجانبين”.
وعُقدت في العاصمة الأردنية عمّان الجولة الثامنة من مفاوضات الأسرى في يونيو/ حزيران الماضي، برعاية المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبعد بضعة أيام من المداولات انتهت المفاوضات إلى طريق مسدود.
وكان من المتوقع أن تناقش تلك الجولة ما تم الخلاف حوله، وأعاق استكمال تنفيذ تبادل زيارات السجون بين الطرفين وفق ما تم الاتفاق عليه في الجولة السابعة التي عُقدت في بيرن السويسرية خلال مارس/ آذار، ومن ضمنها الكشف عن مصير محمد قحطان المعتقل السياسي لدى الحوثيين منذ ثماني سنوات، وإمكانات استكمال تنفيذ صفقة جديدة لتبادل الأسرى بواقع 1400 أسير مناصفة، وفق ما تم الإعلان عنه.
واتفق الطرفان خلال مفاوضات مارس/ آذار في بيرن على عقد جولة جديدة في منتصف مايو/ أيار عقب تبادل زيارات لسجون صنعاء ومأرب لتفقد الأسرى والمحتجزين، وهو الأمر الذي تعثر، لأسباب تبادل الطرفان الاتهامات بشأنها، ليتم بناء عليه تحديد موعد آخر لتبادل الزيارات، لكنه تعثر، وبناء عليه تعثر عقد جولة ثامنة من المفاوضات حتى التأمت في يونيو دون الخروج بنتائج.
وكان الجانب الحكومي أعلن عن موعد لعقد جولة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلا أنها تعثرت وتم تحديد موعد لها هذا الأسبوع إلا أنها تعثرت أيضًا.
ووفق مصدر يمني مطلع، فإن جميع أشكال المفاوضات بين الطرفين مرتبطة بما سيتحقق على صعيد توقيع اتفاق السلام ضمن خارطة الطريق التي أسفرت عنها الوساطة العُمانية والسعودية.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص، هانس غروندبرغ، في 23 ديسمبر/ كانون الأول عن توصل الأطراف اليمنية إلى توافق على مجموعة من التدابير.
وكان يتوقع أن يستهل يناير/ كانون الثاني بحفل توقيع طرفي الصراع في اليمن على اتفاق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة ضمن خارطة طريق السلام التي يفترض أن يتم التوقيع أيضًا، بينما يأتي توقيع اتفاق التدابير الإنسانية والاقتصادية لاحقًا باعتبارها تمثل المرحلة الأولى من الخارطة؛ الا أنه لم يصدر أي توضيح من أي طرف بشأن معوقات المضي قدمًا بشأن توقيع الاتفاق باستثناء ما صدر الأربعاء عن قيادي حوثي مقرب من قيادة الجماعة.
وأوضح القيادي الحوثي، على ناصر قرشة، في تدوينة على منصة إكس، أن الجماعة جاهزة للتوقيع على الاتفاق اليوم قبل الغد، موضحًا أن التأخير على التوقيع من الجانب السعودي.
ويقول مصدر يمني مطلع لـ “القدس العربي” إن الحوثيين يريدون قبل توقيع اتفاق مع الحكومة توقيع اتفاق مع الرياض، وهو الاتفاق الذي خلصت إليه مشاوراتهم سواء التي تمت في الخلفية في مسقط أو التي تمت بشكل رسمي في أبريل/ نيسان بصنعاء أو في سبتمبر/ أيلول في الرياض.
وأوضح “أن الحوثيين لم يتخلوا عن مطلبهم القديم الجديد المتمثل في ضرورة توقيع اتفاق مع الرياض باعتبارها طرفًا في الصراع وليس وسيطًا”.
وما زال الغموض يلف مصير مسودة خارطة الطريق للسلام التي تسلمها المبعوث الأممي من وزير الدفاع السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني، واستكمل المبعوث استيفاء ملاحظات وموافقات طرفي الصراع عليها، وأعلن في ديسمبر توصل الأطراف إلى توافق على مجموعة من التدابير.
وحسب مصادر مطلعة فإن ما تشتمل عليه المرحلتان الثانية والثالثة والمتعلقة بالتسوية وشكل الدولة يمثل معوقًا كبيرًا يصعب توافق الأطراف عليه في ظل ما يظهره الخطاب الإعلامي للطرفين من تمترس حول مواقف متصلبة توحي أنه من الصعب التوافق وتقديم أي تنازلات، بما يمكن معه أن يتجاوز اليمن مأزقه، بينما يبدي البعض تفاؤلًا إزاء ذلك باعتبار أن المشاورات في مسقط وصنعاء والرياض قد استوعبت جميع نقاط الخلاف، ووضعت آليات لتنفيذ ذلك في مراحل لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها.