محلية
القوات الجنوبية تحقق انتصارات حاسمة بحدود الضـالع.. وصارت رقما يصعب تجاوزه
تمكنت المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني، اليوم الخميس، من استعادة مواقع جديدة في جبهة قعطبة بمحافظة الضالع، بعد معارك عنيفة مع المليشيات الانقلابية.
وأكدت مصادر ميدانية، إن معارك ضارية تخوضها المقاومة الجنوبية ضد المليشيات الانقلابية في جبهة حجر غرب قعطبة، جرى خلالها استعادة مواقع جديدة أبرزها التبة السوداء بالعبارى.
وصرحت مصادر من قوات المقاومة والحزام الامني صباح اليوم الخميس عن مقتل عدد من العناصر الحوثية وأسر قياديين ميدانيين، في معارك شرسة شهدتها محافظتي الضالع والحديدة.
-قناص بزي نسائي
وأفادت مصادر من المقاومة الجنوبية ان قوات المقاومة تمكنت مساء اليوم الخميس من القبض على أحد قناصي المليشيات الحوثية في مدينة قعطبة كان متخفيا بعد تطهير المدينة، وحاول التسلل والهرب متنكراً بزي نسائي.
وقالت المصادر : إن المقاومة ألقت القبض على قناص حوثي متنكراً بزي نسائي وكان يحاول الخروج من قعطبة بعد أن بقي محاصراً في إحدى البنايات ونفد عليه التموين “.
ولجأ القناص إلى الحيلة الدارجة لديهم وهي التنكر بزي نسائي للهرب والإفلات، لكنه كُشف ووقع بيد رجال المقاومة.
وذكرت مصادر عسكرية أن مدفعية المقاومة دكت أوكار وتجمعات حوثية في مناطق عدة غرب مديرية قعطبة شمالي الضالع.
وأسفر القصف المكثف على تحركات المليشيا عن مقتل وجرح عدد من عناصر الحوثي وتدمير دورية قتالية.
ونجحت قوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني والصاعقة من أسر ثلاثة قيادين حوثيين مسؤولي تحشيد وإمداد بالجبهات بينهم قائد كبير في قوات الحوثي.. وهما : عبدالواحد عبده حسن عبدالله الراعي، شيخ قبائل بيت آل الراعي، وهو قائد كتيبة في مليشيات ، وأبومحمد المطهر، وأبوعلي شرف الدين”.
كما اسفرت معارك شمال وغرب قعطبة مساء امس اسر أكثر من 120 حوثيا وقتل العشرات من عناصر المليشيات في تطهير وتأمين مدينة قعطبة وأطرافها ومحيطها .
في السياق ذاته شنت مقاتلات التحالف عدة غارات جوية واستهدفت تعزيزات حوثية قادمة من محافظة إب في منطقة الفاخر، كما شن الطيران غارات أخرى على تجمعات المليشيات في منطقة المشاريح في حجر، وسط تحليق مستمر فوق سماء الضالع.
وقُتل وجُرح عدد من مسلحي الحوثي مساء أمس الأربعاء في انفجار عبوة ناسفة كانوا يقومون بزرعها في طرف جبل وينان.
وفي تداعيات المعارك خلال الساعات الماضية بقعطبة وسلسلة الهزائم التي تلقتها مليشيات الحوثي ، دبت خلافات بينية داخل صفوف مليشيا الحوثي اليوم وتطورت الى اشتباكات بالسلاح حيث اسفرت عن مقتل وأصابة عدد من الحوثيين شمال الضالع.
وأكدت مصادر ميدانية اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين عناصر مليشيا الحوثي المتمركزة في التباب المحاذية لمنظقة معزوب عامر شمال قعطبة.. مشيرة الى أن الاشتباكات خلفت عدداً من القتلى والجرحى.
ورجحت المصادر أن الاشتباكات على خلفية رفض عدد من الأفراد تنفيذ الأوامر في التقدم والمواجهة مع قوات المقاومة الجنوبية في الوقت الذي سقط عدد منهم قتلى في نفس المكان بسبب محاولة تقدمهم.. ووسعت قوات المقاومة الجنوبية تقدمها شمال وغرب مدينة قعطبة وتقدمت صوب مدينة الفاخر.
وأكد اللواء هادي العولقي قائد محور الضالع في تصريحات صحفية أن الساعات القادمة ستكون حاسمة ومؤلمة، وستجعل مليشيات الحوثي الانقلابية الإرهابية تندم على قرارها الطائش في فتح جبهة الضالع.
وأضاف العولقي، إن مسرح العمليات العسكرية سيتغير، وإن هناك عنصراً جديداً سيدخل ساحة المعركة وهو عنصر المفاجأة.
وأفادت مصادر ميدانية اليوم الخميس إن المقاومة الجنوبية استهدفت سيارة (نوع حبة – طربال) تابعة للحوثيين، في عمق معزوب عامر باتجاه حمر، وتم إحراقها من قبل أفراد اللواء الأول صاعقة.
وقال مصدر ميداني : ” إن قوات الصاعقة والمقاومة الجنوبية المتقدمة تمكنت من السيطرة على محطة الغاز والتبة السوداء في منطقة معزوب عامر شمال غرب قعطبة وسط تهاوي دفاعات المليشيات الحوثية.
-محللين سياسيين
وفي تقيم وقراءة المراقبون والمحللون السياسيون لمعارك الضالع، اكد د. عيدروس نصر النقيب ان المواجهات التي تشهدها محافظة الضالع منذ أسابيع، تختلف عن تلك التي تجري بين القوات الانقلابية وبين قوات الشرعية في مناطق مختلفة في بعض مناطق صعدة وحجة والحديدة والبيضاء وتعز والتي يسود فيها الهدوء والتعايش بين الطرفين أكثر مما تشهده من لحظات المواجهة.
وأشار النقيب الى ان الحرب على الضالع هي الحرب الوحيدة الحقيقية والجادة التي تتم بلا مساحيق ديكورية ولا لوازم تمثيلية بعد أن استنفد المتنازعون كل ما يحتاجونه من لوازم وحاجيات الاستقطاب الكاذب.
وأوضح ” جاء حديث وزير الدفاع المقدشي ليكشف تلك الحالة العدائية المزمنة تجاه الجنوب والجنوبيين عندما قالها بصريح العبارة إن القوات التي لا تنطوي تحت الشرعية ستعتبر معادية حتى لو كانت تحارب الانقلابيين، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي لاعتبارها قوة معادية (أي محاربتها للانقلابيين)، لان الكل يعلم ان حكومة سيادته تجري حوارات مفتوحة مع الانقلابيين الحوثيين وقريبا سيغدو الحوثيون أصدقاء وشركاء (وإخوان كما قال وزير خارجية الشرعية) ويبقى العدو الحقيقي للطرفين هو الجنوب والجنوبيون.
واكد الكاتب والقيادي الجنوبي د. عيدروس النقيب ان الحرب على الضالع التي يشنها الانقلابيون الحوثيون وأنصارهم، وتساهم فيها ألوية وفيالق الشرعية بالسكوت والتفرج، وربما بالدعم من الباطن، لا تستهدف فقط الضالع كمحافظة أو مديريات، بل تستهدف رمزية هذه المنطقة بمواقف أبنائها البطولية في مواجهة العدوان منذ بداياته، وتسجيل أنصع صفحات المقاومة للعتاة والغزاة والمعتدين القدماء والجدد، وهي في الأول والأخير حرب على الجنوب كل الجنوب من باب المندب وكمران وحنيش وزقر حتى صرفيت ونشطون وسقطرى.
وفي تعليقة على استهداف مدافع الحوثي منازل السكان شمال الضالع قال المحلل السياسي الأوروبي المهتم بالشان اليمني ديفد ديسوز : لماذا لا تلقى جرائم الحوثي التي يتم ارتكابها كل يوم الاهتمام الإعلامي.
وأضاف قبل يومين حدثت جريمة مشابهة بالضالع مليشيا #الحوثي تبيد أسرة كاملة بقصف صاروخي ولم ينجوا أحد منهم.. أما ضحايا الألغام فحدث ولاحرج كل يوم نسمع عن مقتل مدنيين بلغم ارضي “.
بدورة الناشط والمحلل السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور دعا الجنوبيين الى الحفاظ على نجاحاتهم والانتصارات الجنوبية .
وقال د. لقور : حافظوا على انتصار الضالع وعضوا عليه بالنواجذ فان النصر في الضالع سيفرض واقعا جديدا لن يكون أقل من إحكام الأمور على كل الجنوب و الخلاص من الشرعية.
وأضاف ” لقد تحالف ضد القوات الجنوبية في الضالع المتردية و النطيحة أيتام عفاش و دواعش الإخوان مع الحوثة و سيكون النصر عليهم مفتاح دولة الجنوب “.
وفي سياق الوضع الإنساني لسكان مناطق الحرب بالضالع اكد عبدالسلام الخُريبي مندوب إحدى المنظمات الإغاثية بالضالع إنّ عدد النازحين من شمال الضالع زاد إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 2500 أسرة في المعارك الدائرة في مدينة قعطبة وما حولها.
وأضاف ” نتوقع زيادة هذه الأرقام خلال الأيام القادمة نتيجة للمعارك الضارية في هذه المدن والبلدات القريبة من قعطبة خاصة في ظل أرتفاع وتيرة المعارك ومخاوف من وقوع كارثة إنسانية، حيثُ أجبر اشتداد القتال في مدينة قعطبة والحشاء وبلدات حَجْر في الشريط الحدودي إلى تصاعد موجة النزوح إلى بلدات مجاورة وآمنة في مناطق الضالع أو البحث عن مناطق آمنة داخل عاصمة المحافظة “.
وأكّد أنّ الكثير من النازحين لا يزالون عالقين داخل منازلهم في مناطق المعارك، وبعضهم الآخر يرفضون المغادرة خشية تعرض ممتلكاتهم للنهب من قبل مليشيات الحوثي.
وقال : إنّ هذه العائلات التي فرت من المعارك الدائرة هناك بحاجة ماسّة إلى المواد الغذائية وتوفير المساكن والفرش والبطانيات “.
وطالب الخُريبي المنظمات الأممية الإقليميّة والدولية بسرعة التدخل العاجل في إنقاذ الآلاف من سكان هذه المناطق التي تشهد حصاراً خانقًا بسبب سير المعارك وضراوتها.
صحيفة 4مايو الالكترونية