قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك: «إن نتائج انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، كانت إيجابية، وأوصل الجنوبيون عبرها رسالة للعالم، بأنهم متحدون، وأنهم لن يقبلوا بوجود أي قوات دخيلة وغير جنوبية على أرضهم إطلاقا».
وأكد بن بريك في حوار أجراه معه موقع «منصة عين العرب» في حضرموت أن المجلس الانتقالي همه الوحيد عودة الجنوب، وقال: «إنه إذا عاد الجنوب سيبقى المجلس الانتقالي ذكرى وحينها ستنتقل كل قياداته للعمل المؤسسي والعمل الحكومي، الذي يفتح فيه المجال لكل الناس، ولن يستأثر المجلس بالمناصب ولن تكون لديهم خصوصيات».
وفيما يلي نص الحوار:
ما هي انطباعاتك حول انعقاد «الدورة الثانية» في المكلا؟
– انطباعنا طبعاً في هذه الزيارة، انطباع إيجابي، وشعرنا جميعاً بأن الجنوب مهما كبرت مساحته واتسعت رقعته، فهو بلد واحد، هذا الشعور في داخل كل جنوبي، ولكن عندما تراه في الواقع متحقق تزداد فرحاً وسروراً، ففرحة أبناء حضرموت بقدوم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بالقيادة الجنوبية التي وضع الجنوبيون ثقتهم بها كانت فرحة غير عادية، لاحظنا في غيل باوزير، ولاحظنا في بداية الوصول من الريان إلى مقر الإقامة، هنا في المكلا فكانت مشاعر جياشة والعاطفة كبيرة، بل وجدنا البعض تترغرغ الدموع في عينيه، ففي الحقيقة كانت مشاعر جميلة جداً جداً، والحمد لله، تكللت الزيارة بافتتاح الدورة الثانية للجمعية الوطنية، وكل ذلك بجهود أبناء الجنوب ونسأل الله أن يقر أعين الجميع بعودة الجنوب.
ما هو تقييمك للحدث؟
– نتائج الحدث إيجابية، الجنوبيون اليوم يعطون رسالة للعالم أجمع، يعطون رسالة أن الشعب الجنوبي متحد، وهو اليوم يعقد دورته الثانية في العاصمة الثانية للجنوب، بل نستطيع أن نقول: العاصمة الموازية، وليست الثانية للجنوب، العاصمة التجارية والاقتصادية المكلا، الانطباع بالرسالة العظمى التي توجهت وبإمكانكم تتابعون وأنتم أهل إعلام، تتابعون ردود الأفعال الدولية والإقليمية، تحققت الرسالة، والحمد لله، ووصلت.
ماذا يقول الشيخ هاني بن بريك لأبناء الجنوب؟
– طبعاً أنا، هذه محافظتي فـ«هاني» وإن كان من مواليد عدن، لكن هو من أبناء هذه المحافظة، الكلام عن أهل حضرموت وشهادتي لأهل حضرموت كأني أمدح نفسي، طبعاً اليوم رأيتم الفرقة التي جاءتنا من الوادي وفي المستقبل القريب إن شاء الله تنعقد الجلسة، ولعلها تكون في سيئون، بإذن الله، وهذه آمال كل الجنوبيين، أن تنعقد جلسات الجمعية الوطنية أو اجتماعات هيئات رئاسة المجلس في كل محافظات الجنوب، وقد نرى المجلس يعقدها في المهرة، وسقطرى، فمحل ما نزلنا فنحن في أرضنا، ولا أحد يستطيع أن يمنعنا منها، ولا يستطيع أحد أن يقول: للجنوبي لا تأتي للجهة الفلانية هذا ليس لأحد في العالم أبداً، فنحن في أرضنا، وعلى أرضنا ملوك، وعلى أرضنا سادة، وقادة، فكل الجنوبيين بكل شبر في أرض الجنوب، فهو في أرضه وفي داره.
ما هي مهام المجلس الانتقالي في الفترة المقبلة؟
– نحن تكلمنا مراراً وتكراراً أن المجلس الانتقالي من اسمه انتقالي، هو يقود مرحلة انتقالية، يعد البلاد للعودة إلى الدولة وإلى الاستقلال، اليوم نحن نبني ونؤهل، ونجهز كوادر الجنوب لاستلام الدولة. من الواضح ومن تحركات الانتقالي وبرنامج الانتقالي أنه يقود مرحلة انتقالية هذا باختصار شديد.
ما هي أجمل اللحظات التي علقت بذهنك أثناء تواجدك في حضرموت وخلال الفعاليات التي حضرتها؟
– في الحقيقة صعب؛ لأنه منذ وطئت أقدامنا، وصولاً إلى لحظتي هذه، وأنا بأسعد اللحظات، وأنتم معي أشعر بأسعد اللحظات، لكن ربما كانت زيارتنا إلى الغيل، كان لها تميّز، خصوصاً بوصول الأطفال إلى المنصة وتقليد سيدي الرئيس بالورد وبكل أعضاء هيئة الرئاسة، كنا نرى أن أمانة مستقبل هؤلاء على عواتقنا وعلى كواهلنا، فدخلتنا عواطف عجيبة، أن تحتضن طفلاً أنت ترسم له المستقبل وأنت تخطط له المستقبل، وأنت من جيل ضاع مستقبل أكثر شبابه، فاحتضاني لهؤلاء الأطفال، وبسمتهم وهم يرفعون علم الجنوب فكأنما يقولون لنا: هذه أمانة لا تضيعوها.
ما هي الرسالة التي توجهها من المجلس الانتقالي سواءً كان للأشخاص الذين يستهدفون قتل الأبرياء، ورسالتك للحكومة، ورسالتك للمجتمع الدولي في هذا الحدث خصوصاً؟
– نحن بالنسبة لوجود القوات غير الجنوبية على الوادي، رسالتنا لهم واضحة، لن يقبل الجنوبيون بوجود أي قوات دخيلة على أرضهم إطلاقاً، أما بالنسبة لاستهداف كوادرنا الجنوبية ونُخَبنا في الوادي، فنحن قطعنا العزم أن «هذه الفئة الضالة التي نعرف من يجندها ومن يحصدها ومن يمولها، بيننا وبينهم أمران، سلاح، وفكر، فمن يريد الحوار بالفكر نحن جاهزون ومن أراد أن يوجه سلاحه تجاهنا ويستهدف كوادرنا نحن جاهزون، فالحرب مع هذه الفئة الضالة أمدها طويل، حتى بعد عودة الجنوب سيبقون في الجنوب، وخلايا نائمة فنحن جاهزون لهم ومستعدون، فالشباب الجنوبي على قدر كبير من الوعي، الشباب الجنوبي يعرف أن هؤلاء اختطفوا الدين كذباً وزوراً باسم الدين، فمستوى الوعي عند شبابنا المقاتل وجنودنا هم يجاهدونهم ويعتقدون أن قتال هذه الفئة الضالة، جهاد متحتم وواجب لحفظ الدين والوطن لحفظ المصالح والضرورات الكلية لحياة الإنسان.
ما هو مستقبل المجلس الانتقالي؟
– المجلس الانتقالي كل شأنه عودة الجنوب، إذا عاد الجنوب سيبقى المجلس الانتقالي ذكرى، إذا عاد الجنوب ستنتقل كل قيادات الانتقالي للعمل المؤسسي، للعمل الحكومي الذي يفتح فيه المجال لكل الناس، يعني ما فيها حكر، ولن يستأثر المجلس الانتقالي بالمناصب، ولن يستأثر بخصوصيات، كما قلت لك، سيبقى المجلس الانتقالي ذكرى تأسست الدولة وتأسست أسس الدولة وتقعدت، وبعدها الناس يختارون من يريدون، فمن أراد من أعضاء الانتقالي أن يترشح، لا أحد سيمنعه، ويترشح غيرهم. الناس هم من يختارون من سيوَلَّى عليهم بكل نزاهة وبكل شفافية ويشهد على ذلك العالم أجمع.
الايام