كتابات
الجنوب ..القضية والرسالة الحضرمية
لعل من نافل القول إن نتحدث عن خصوصية حضرموت بكل ماتحمله وتختزنه من إرث حضاري وانساني ومايتميز به الحضرمي من سماحة في السلوك وعالمية في الانتشار والاندماج مع شعوب العالم .
لقد برهنت الزيارة الأخيرة لقيادة المجلس الانتقالي وأعضاء الجمعية الوطنية لانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية 18-16من فبراير الحالي حين احتضنت المكلا ضيوفها الحاملين لواء القضية الجنوبية وهم قد عقدوا العزم للمضي قدما نحو إتمام مراحلها باتجاه إنجاز مهامها النضالية وتحقيق دولته المستقلة على كامل ترابه الجنوبي .
لقد مثل الوجود الجنوبي بحضرموت بكل ماهو له من أنشطة مرافقة للانعقاد وماسارت عليه الأمور فيها بكل سلاسة وترحاب كبير عكس وعي الحضرمي الوطني وطبية سلوكه المدني الذي انبهر به كل من تواجد من الجنوبيين فيها وكانت المشاعر التي تحدثوا بهاعنها وكتبوها أبلغ دليل على حالة الانبهار حد الدهشة لما قد رأوه وعكسته انطباعاتهم تلك وهي خير دليل لما أظهرته حضرموت من رسالة بليغة في النموذج الذي ينبغي أن تكون عليه الدولة الجنوبية القادمة في حدودها الدنيا لما شاهدوه وهي في حالتها غير الطبيعية والمحاطة بكثير من( التابوهات) فكيف تكون في حالتها الطبيعية ووضعها المستقر .
إن إصرار حضرموت على تبني الخيار الفيدرالي في شكل الدولة القادمة بموجب الإجماع الحضرمي المتمثل بمخرجات مؤتمر حضرموت الجامع له دليل على وعي سياسي حضرمي واستشراف مستقبلي لمآلات الأمور وتقييم علمي وجيوسياسي للتجارب السياسية السابقة للتاريخ السياسي الحضرمي وهنا بالذات على الجنوبيين إدراك تلك الخصوصية وقد أدركها المجلس الانتقالي وأكد عليها في كل وثائقه وخطاباته السياسية لكل قياداته العليا والدنيا .
ان رؤية أعضاء الجمعية الوطنية وضع حضرموت على الواقع وما خرجوا به من انطباعات عن النموذج والمثال لما ينبغي أن تكون علية الدولة الجنوبية الذي قدمته لهم حضرموت واقعا ملموسا عايشوه خلال هذه الفترة القصيرة جدا وكعادة الحضرمي الذي هو دوما يكون داعية بسلوكه الذي من خلاله يقدم نموذجه الإنساني في المعاملة الحسنة .
لقد برهنت حضرموت مرة أخرى على ريادتها للمشروع الجنوبي في بناء الدولة الوطنية الفيدرالية القائمة على المحبة والسلام والعدل والتنمية واحترام الآخر وحق التعايش السلمي دون إقصاء وتهميش او تفضيل لأحد على آخر قبليا أو مناطقيا أو جهويا .
من هنا تتجه حضرموت برسالتها البليغة الصامتة التي أدركها كل رفقاء النضال واتمنى أن تتكرر انعقاد دورات الجمعية الوطنية في حضرموت حتى يتسنى لنا جميعا استيعاب هذه الرسالة وجعلها نصب أعيننا ومدرسة نتوقف عند دروسها وندرسها بتمعن ونطالب بتطبيقها على دولتنا الفيدرالية القادمة ان شاء الله تعالى .
أكرم باشكيل
2019/2/18م