متابعات

تأبين كبير بالمكلا للشخصية الوطنية “عمر فرج باظفاري” (صور)

ريبون / متابعات

تصوير/ محي الدين

أقامت السلطة المحلية والهيئة العامة للاستثمار بحضرموت اليوم بالمكلا  فعالية تأبينية للشخصية الوطنية الفقيد “عمر فرج باظفاري” شهدت حضورا رسميا ونخبويا وشعبيا كبيرا ضم قيادات تنفيذية وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وإعلامية من مختلف المديريات وأولاد وذوي وأقارب وزملاء ومحبي الفقيد باظفاري يتقدمهم محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء “فرج سالمين البحسني” ووكيل أول حضرموت رئيس حلف ومؤتمر حضرموت الجامع الشيخ “عمرو بن حبريش العليي” ووزير الأوقاف والإرشاد السابق الدكتور “فؤاد بن الشيخ أبوبكر” .

وفي التأبين ألقى المحافظ البحسني كلمة أكد فيها بأن الفقيد عمر باظفاري يعد واحدا من ذلك الجيل الذي حمل على عاتقه مشعل الثورة والانتصار لها مشيرا إلى ان حياته كانت حافلة بالبذل والعطاء والتضحية والإسهام في رسم معالم الانتصار لثورة 14 أكتوبر المجيدة وتحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م كما ارتبطت  بحياة وأسماء قيادات طلائع المنخرطين في حركة القوميين العرب وقدامي المناضلين.

وقال محافظ حضرموت  : ” لا يختلف اثنان على شخصية عمر فرج باظفاري الذي كان عنوانا للنجاح المهني متعددة الجوانب،  فقد حفلت حياته العلمية والعملية بالتنوع المهني وكان من بين الكوادر التي عملت في أعلى سياسات الدولة وهيئة رئاسة الجمهورية في مطلع سبعينيات القرن الماضي كما عين في مناصب قيادية سياسية وتنفيذية عديدة بحضرموت  ومنها مديرا عاما لمديرية سيئون ثم مديرية الشحر كما تولى منصب  المدير العام لفرع وزارة الثروة السمكية وكذا مديرا عاما لمكتب الصناعة ثم مديرا عاما لفرع الهيئة العامة للاستثمار وكان آخر منصب له  مستشارا لمحافظ محافظة حضرموت لشؤون الاستثمار،  وظل فيه حتى وفاته ، مؤكدا بأن الفقيد قد بذل كل الجهود لإدارة تلك المرافق وكان مثالا للانضباط والمثابرة إلى جانب قيامه بالكثير من الأعمال الخيرية وارتباطه بعلاقات متينة مع القيادة والمواطنين ويحظى باحترام كل من عرفوه.

وأوضح اللواء البحسني بأن رحيل الفقيد باظفاري قد مثل خسارة على أسرته وأهله وذويه وعلى حضرموت وأبنائها جميعا.

وفي كلمة حلف ومؤتمر حضرموت الجامع  قال الشيخ عمرو بن حبريش العليي  ” نقف اليوم في هذه القاعة لنؤبن فقيد حضرموت الشخصية الوطنية المعروفة المرحوم بإذن الله “عمر فرج باظفاري” , لنعبر عن وفائنا لهذا الرجل الذي عمل في أكثر من مجال , وشارك في العمل السياسي والجماهيري والنشاط الاجتماعي والاقتصادي والاستثماري , وترك بصمات واضحة في كل هذه المجالات” ..

منوها إلى أن الفقيد انخرط منذ وقت مبكرة في العمل الوطني والنضالي مناصرًا لقضايا أهله ومدافعًا عنها إلى جانب أخوانه في الحركة الوطنية بحضرموت , كما كان له دورا كبيرا في تأسيس العمل التعاوني وخدمة الصيادين في الشريط الساحلي , وكان صادقًا في تبني قضايا البسطاء من شرائح المجتمع وخدمتهم .. وقد  عرف عنه محبته للناس وتمتعه برحابة الصدر  وسماحة النفس الذي جعله يكسب ود الجميع واحترام مختلف فئات وشرائح المجتمع .

وأكد بن حبريش بأن الفقيد باظفاري كان معروفًا لدى مقادمة القبائل وشخصيات المجتمع عامة , صلبًا في مواقفه ومبادئه في نصرة قضايا الحق وله اسهامات ومشاركات ملموسة في تعزيز وتوثيق نسيج المجتمع الحضرمي وترابطه المدني والقبلي , وهو من أوائل من ناصر حلف قبائل حضرموت والهبة الشعبية المباركة, وقد كان حريصًا على الحضور وتواجده في أغلب لقاءات واجتماعات الحلف في وادي نحب بغيل بن يمين , وتحمل عناء السفر رغم كبر سنه وما يعانيه من متاعب وأمراض حيث كان سباقا في الوقوف إلى جانب قضايا حضرموت العادلة والحفاظ على أمنها واستقرارها ، وكذا في  انضمام شرائح المجتمع المدني إلى حلف قبائل حضرموت بما يعزز  من مكانته ودوره المجتمعي وأيضا في المشاركة الفعالة في التحضير لمؤتمر حضرموت الجامع وإنجاح انعقاده.

كما ألقيت في التأبين كلمة عن وزير الثروة السمكية “فهد كفاين” ألقاها نيابة عنه مستشار الوزارة “نادر عبدالرحيم باوزير” تحدث فيها عن دور الفقيد الراحل باظفاري في المجال السمكي  من خلال توليه  مديرا لفرع هيئة الأسماك عام 1975 وكان أحد مؤسسي وزارة الأسماك 1977م حيث صدر قرار مجلس الشعب الأعلى بانشاء أول وزارة للثروة السمكية على مستوى الجزيرة العربية مؤكدا بأن الفقيد باظفاري قد أسهم في تصحيح العمل التعاوني بين الجمعيات السمكية والصيادين وكان مرجع لهم في تحسين أدائهم وتقديم النصح لهم من أجل الحفاظ على الموارد السمكية وفض النزاعات بين الصيادين وتوجيهم نحو الطرق الإدارية السلمية.

بدورها أشادت كلمة منظمة الحزب الاشتراكي التي ألقاها سكرتير أول الحزب “محمد عبدالله الحامد” بمناقب الفقيد الراحل وبصماته في تأسيس عدد من المرافق المهمة في الشحر وسيئون والقطن والمكلا وغيرها من المجالات الإدارية وآخرها الهيئة العامة للاستثمار بحضرموت ومستشار المحافظ، بالإضافة إلى دوره المعروف كقيادي في هيئات الحزب بالمحافظة ومؤتمراته العامة. مشيرا إلى أنه يتمتع بخصال حميدة ومبادئ رفيعة وحبه للناس وانحيازه دوما لصالح الفقراء والكادحين وحبه للتنمية الاقتصادية وإصلاح اقتصاد البلاد وتحسين البيئة الاستثمارية وغيرها من المواقف المشهودة له في مختلف الظروف والمراحل..

من جهته قال المدير العام لهيئة الاستثمار “محفوظ فرج باخليعة” بأن حضرموت تؤبن اليوم مناضلا وخبيرا تنمويا واستثماريا وشخصية اجتماعية ووطنية استثنائية يمثل جيلا نضاليا متكاملا في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية التي مرت بها حضرموت والوطن جميعا موضحا بأن هذا التأبين إنما هو وفاء وتقديرا لما قدمه الفقيد خلال مسيرة حياته وكافة المسؤوليات التي تولاها وما تركه من بصمات وشواهد حية.

وفي كلمة أسرة الراحل باظفاري  قال “تامر عمر باظفاري” النجل الأكبر للفقيد : “لا يخفى عليكم دور أبي وعمله الدؤوب في خدمة حضرموت وأهلها حيث أنه بالرغم من كبر سنه ومرضه في آخر  عمره إلا  كان حريصًا على تقديم كل ما في وسعه من أجل حضرموت وأهلها والوطن عامة ، وهكذا عرفه الجميع  منذ بدء مشوار حياته حتى وافته المنية في أرض مصر أواخر العام المنصرم”.

وأضاف : “وعلى الصعيد الشخصي فقد كانت رسالته لأبنائه الاهتمام بالعلم لما له من أهمية على حياة الفرد والرقي به، كما زرع فيهم القيم والمبادئ والسلوك السليمة “، مؤكدا بأن “وفاته كانت أكبر الخسائر على أولاده وأهله وحضرموت عامة” .

وأعرب تامر باظفاري عن الشكر والتقدير لكل من أسهم في تنظيم هذه الفعالية التأبينية الوفائية وفي مقدمتهم محافظ حضرموت.

وألقيت في التأبين قصيدة مرثاة للشاعر ناصر بارشيد “أبو مصعب”، كما تم خلاله  توزيع إصدار خاص توثيقي بعنوان “عمر فرج باظفاري، القيمة .. والقامة”.

 

إغلاق