تقارير وتحقيقات

شواهد حقيقية.. من يتحكم في “القاعدة” باليمن؟

قالت تقارير إخبارية يمنية، إن تنظيم القاعدة الإرهابي لجأ إلى محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الإخوان” الإرهابي الموالي لقطر، فيما أعلن التحالف العربي والولايات المتحدة الأمريكية عن مكافئة قدرها 11 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجد أمير تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قاسم الريمي المعروف “بأبو هريرة الصنعاني”.

وقالت مصادر يمنية في مأرب لـ24، إن “الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف العربي بقيادة السعودية يبحثان عن عناصر قيادية في تنظيم القاعدة بينهم الريمي، وبعض تلك القيادات أفرج عنها الحوثيون، إثر صفقة أبرمت برعاية قطرية، تمثلت في الإفراج عن 54 عنصراً وقيادياً من تنظيم القاعدة كانوا معتقلين في سجن المخابرات اليمنية في صنعاء العاصمة”.

وكثفت طائرات التحالف العربي والطائرات الأمريكية المسيرة البحث عن عناصر التنظيم الأشد تطرفاً في الجزيرة العربية، في مأرب -شمال العاصمة صنعاء- التي تعد المعقل الرئيس لتنظيم “الإخوان” الإرهابي.

ورجحت مصادر يمنية، أن مأرب أصبحت منذ أبريل (نيسان) 2016، المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة بعد أن تمكنت قوات النخبة في حضرموت من تطهير العاصمة المكلا بدعم من القوات المسلحة الإماراتية الشريك الفاعل في التحالف العربي لدعم الشرعية.

ويبدو أن التحالف العربي بقيادة السعودية قد تحصل على معلومات تفيد بتواجد أمير تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي في مأرب، فيما قُتل العديد من قادة التنظيم في غارات جوية لطائرات أمريكية مسيرة، وأحدهم قائد عسكري رفيع، اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز قادة التنظيم.

الحوثيون الذين أبرموا العديد من الصفقات وكان الرابح الأبرز فيها تنظيم القاعدة، يدعون محاربة التنظيمات الإرهابية، في حين أن السعودية التي تقود تحالفاً عربياً إسلاميا لمحاربة الإرهاب، تعطي أهمية لمحاربة التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من مأرب مقراً رئيساً لها.

تساؤلات
ويستغرب سكان مأرب من انتشار عناصر القاعدة في المدينة، دون قيامهم بأي عمليات إرهابية، الأمر الذي فتح باب التساؤلات فيما إذا كان الحاكم الفعلي لمأرب يدخر تلك العناصر لمهمة قادمة يتوقع لها أن تكون في الجنوب المحرر من الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.

وقتل العشرات من عناصر القاعدة بينهم قادة بارزون في غارات لطائرات أمريكية مسيرة خلال الأشهر الماضية.

وتبين مصادر يمنية ضلوع قطر بشكل رئيسي بدعم أنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن.

فالتنظيم الذي سبق وقدمته قطر، كطرف سني بداية الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية في مطلع 2015، لم ينفذ أي هجمات إرهابية ضد الحوثيين، غير أنه استهدف قيادات الجيش والأمن في عدن عقب التحرير.

قطر ترويج للقاعدة
في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014، أسقط الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء، بعد حرب محدودة، قبل أن يدشنوا في مطلع يناير (كانون الثاني) انقلابهم العسكري على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.

وفي الـ5 من الشهر ذاته، بثت قناة الجزيرة القطرية حلقة نقاشية تمحورت حول تصدي القاعدة لميليشيا الحوثيين، الأمر الذي اعتبره الحوثيون شرعية لهم في اجتياح البلاد والسيطرة عليها بدعوى محاربة القاعدة وداعش.

بعد أيام قليلة من سيطرة الحوثيين على صنعاء، أصدر تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” بياناً يتوعد فيه الحوثيين بحرب شعواء ويدعو السُنة إلى الكفاح وحمل السلاح للحيلولة دون تكرار ما وصفها بتجربة العراق في اليمن، وبثت قناة الجزيرة القطرية في 25 سبتمبر (أيلول) 2014 حلقة نقاشية من برنامج “ما وراء الخبر” سلطت الضوء على أبعاد دخول تنظيم القاعدة على خط المواجهة ضد الحوثيين.

وقال الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الناصر المودع لقناة الجزيرة القطرية، حينها إن “بيان القاعدة متوقع تماماً، فهي النقيض الموضوعي للحوثيين، وتريد تقوية مواقعها، خاصة أن هناك أطرافاً من خصوم الحوثيين سيوفرون لها الحاضنة الاجتماعية والجغرافية لتقوم بضرب الحوثيين”؛ في إشارة إلى تنظيم “الإخوان” الإرهابي الذي أظهر نفسه حينها خصماً لدوداً للحوثيين، على الرغم من توقيعه اتفاقية سلام مع الحوثيين قبل أشهر من دخولهم صنعاء.

وبعد المقاطعة العربية والخليجية لقطر، وفر الحوثيون ملاذاً آمناً للتنظيمات الإرهابية في محافظة البيضاء ورداع وأجزاء من تعز الخاضعة لسيطرتهم، قبل أن يفرجوا عن قيادات من القاعدة إثر صفقات تبادل أسرى مع تنظيم “الإخوان” الإرهابي في مأرب.

 تحديث نت
إغلاق