عناوين الصحف
مفاوضات في الدوحة حول هدنة في قطاع غزة حيث القصف يتواصل
ريبون نيوز _ فرانس برس
15 أغسطس 2024
تبدأ الخميس جولة جديدة من التفاوض حول هدنة في قطاع غزة بوساطة قطرية وأميركية ومصرية، فيما تتواصل العمليات العسكرية على الأرض.
وتأتي المفاوضات بعد عشرة أشهر من حرب مدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس، وفي ظل تصعيد إقليمي بين الدولة العبرية من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفدين الى قطر للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضا ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين الى جانب واشنطن.
ويتخّذ قادة من حماس من قطر مقرّا. وبالاستناد الى جلسات التفاوض السابقة، لا تحصل مفاوضات مباشرة بين الطرفين المعنيين، إنما ينقل الوسطاء المقترحات والأجوبة الى كل من الوفدين اللذين لا يتواجدان في الغرفة نفسها.
وخلال عشرة أشهر، تمّ التوصل الى هدنة واحدة لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر تمّ خلالها تبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية والالتزام بوقف لإطلاق النار.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الوفد الإسرائيلي الى المفاوضات سيضمّ “رئيسي الموساد دافيد برنيع والشين بيت رونين بار فضلا عن نيتسان ألون (منسّق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)”.
وذكرت مصادر أمريكية متابعة للملف أن رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز توجه الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات.
وقال مصدر في حماس إن الحركة “ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّي من جانب الاحتلال ومجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتانياهو”.
وقال مصدر آخر إن “حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف اطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي”، في إشارة الى الاقتراح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اتصال هاتفي مساء الأربعاء في الوضع في المنطقة.
وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن أجرى سلسلة اتصالات مع قادة أجانب، ووجّه “رسالة واضحة” بشأن “الأهمية الحيوية” لوقف إطلاق النار في غزة.
وشدّد على أن “الوقت قد حان للإفراج عن الرهائن (…) ولتخفيف الأعباء عن أهل غزة، بموجب الاتفاق المطروح الآن على الطاولة”.
“سيجورنيه في بيروت”
وبدأت الحرب إثر هجوم نفّذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 39965 شخصا على الأقل، بحسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد الى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، في ضربة نسبت الى إسرائيل. وجاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
وتوعّدت إيران وحزب الله بالردّ على الدولة العبرية.
ومارست الدول الغربية ضغوطا مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية المبذولة لاحتواء التصعيد في المنطقة، يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بيروت الخميس بعد الموفد الأميركي آموس هوكستين الذي زار لبنان وإسرائيل خلال اليومين الماضيين.
واعتبر الرئيس الأميركي الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران للامتناع عن شنّ هجوم.
ورفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية للتراجع.
على الأرض، واصلت إسرائيل الأربعاء عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه فكّك أكثر من 30 بنية تحتية لحماس خلال الساعات الماضية، بينها مواقع تضمّ متفجرات وأسلحة في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأشار الى أنه قتل قرابة عشرين مقاتلا في رفح في جنوب القطاع.
ولا تنشر حماس أعداد المقاتلين الذين يسقطون في المعارك والقصف، ويرجّح أن الحصيلة الإجمالية للضحايا الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة تشمل هؤلاء.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع وكالة فرانس برس الخميس عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في قصف إسرائيلي على شرق خان يونس.
كما أفاد مسعفون عن نقل ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى الى مستشفى الأهلي في مدينة غزة في شمال القطاع بعد غارات إسرائيلية على المدينة.
على جبهة حزب الله وإسرائيل المفتوحة عبر الحدود اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء مقتل شخصين في غارات إسرائيلية على جنوب البلاد، وأعلن حزب الله مقتل اثنين من عناصره يرجّح أنهما الشخصان المذكوران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن سلاح الجو التابع له “ضرب بنى تحتية لحزب الله” في لبنان.
“نريد حلّا”
في دير البلح في وسط القطاع المحاصر، قال رامي الخضري لوكالة فرانس برس “نتأمل من الله أن تكون هناك حلول حتى يعود النازحون الى بيوتهم. نحن الآن متسولون… الشعب مات وتقطّعت أرجلهم وأيديهم ودُمّرت البيوت…”
وتابع “نقول ل(رئيس المكتب السياسي في حماس يحيى) السنوار نريد حلّا ولنتانياهو أن ينهي هذه القضية”.
في تل أبيب، قالت الممرضة كارميت ألموغ (48 عاما)، “أشعر أن هذا يجب أن ينتهي. علينا أن نعيد الرهائن. علينا أن نتوصل الى اتفاق لنعيد تأهيل أنفسنا. أشعر أن الشعب يريد السلام ويريد أن تنتهي الحرب”.
في الضفة الغربية المحتلة، قُتل فلسطينيان وأصيب سبعة آخرون في غارة للجيش الاسرائيلي فجر الخميس على مخيم بلاطة للاجئين بالقرب من مدينة نابلس، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وأكّد الجيش الإسرائيلي مقتل شخصين قال إنهما “شكّلا تهديدا للقوات العاملة في المنطقة” بإطلاق نار من “طائرة تابعة لسلاح الجو”.
وقُتل منذ اندلاع الحرب في غزة ما لا يقل عن 632 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية ومستوطنين في الضفة الغربية، وفقا لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام فلسطينية رسمية.
وقُتل ما لا يقل عن 18 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.