هجمات حوثية وردع دولي.. عسكرة البحر الأحمر تفاقم أزمة الملاحة الدولية

صعدت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، خلال الأيام الماضية، من هجماتها الإرهابية تجاه السفن التجارية المارة من مياه البحر الأحمر. في وقت تمكنت القوات البحرية الدولية المشاركة ضمن عمليات الردع وتأمين الممر الاستراتيجي من إحباط وإفشال العشرات من الهجمات التي تهدف إلى تعكير صفوة الملاحة الدولية.

والثلاثاء، أعلنت قيادة مهمة “أسبيدس” البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي التصدي لعدة هجمات شنتها مليشيا الحوثي تجاه السفن التجارية المارة في البحر الأحمر. وبحسب صفحة المهمة على منصة “إكس”: “في 29 أبريل 2024، نجحت المدمرة فاسان (الإيطالية) في صد هجمات متعددة قادمة من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن”. وأشارت إلى أنه خلال عملية الحماية هذه، أسقطت ITS FASAN طائرة بدون طيار بمدفعها 3 بوصة.

بذات التوقيت أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير 3 صواريخ باليستية مضادة للسفن وكذا 3 مسيرات مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية باتجاه السفينة “ماف سيكلاديز” في البحر الأحمر. وهي سفينة مملوكة لليونان وترفع علم مالطا. وبحسب القيادة الأمريكية على صفحتها في منصة “إكس”: “لم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات أو أضرار.
وفي وقت سابق، نجح الجيش الأميركي في الاشتباك مع مركبة جوية بدون طيار أطلقها الحوثيون باتجاه المدمرتين يو إس إس بحر الفلبين ويو إس إس لابون المتمركزتين في مياه البحر الأحمر ضمن عملية “حارس الازدهار التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة بريطانية واسعة”. وبحسب القيادة المركزية الأميركية: “لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأمريكية أو التحالف أو السفن التجارية”.

إصرار الردع البحري الذي تقوده العمليتان الأوروبية والأمريكية في البحر الأحمر، قابله تعنت مستمر من قبل مليشيا الحوثي وبإيعاز إيراني لتعكير صفو التجارة الدولية المارة عبر هذا الممر العالمي الهام. وعلى الرغم من الجهود الدولية لتأمين خطوط الملاحة إلا أن شركات الشحن البحرية والسفن التجارية تواصل تجاهل العبور الممر بسبب الاضطرابات الأمنية المتصاعدة.

واستبعد الرئيس التنفيذي لشركة الشحن الألمانية “هاباغ لويد”، رولف هابن يانسن، أي عودة قريبة لمرور السفن التجارية التابعة للشركة من مياه البحر الأحمر، مشيرا إلى أن تغيير مسار السفن مستمر عبر رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا، لتفادي التهديدات الأمنية.

وشركة هاباغ لويد، إحدى كبرى شركات النقل البحري في العالم، وتمتلك أسطولاً كبيراً من السفن التجارية التي كانت تمر عبر مياه البحر الأحمر صوب الدول الأوروبية. وأوقفت الشركة نشاطها بشكل كامل في ظل الهجمات المتصاعدة للميليشيات الحوثية منذ مطلع العام الحالي.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة الشحن الألمانية، إن الشركة تواصل توجيه سفنها للدوران حول رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي بسبب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. إلا أنه توقع انتهاء أزمة حركة السفن في البحر الأحمر قبل نهاية العام.

ورحبت شركة الشحن الألمانية بمشاركة الجيش الألماني في مهمة بحرية للاتحاد الأوروبي لحماية الشحن في البحر الأحمر. وأكد رولف هابن أنه أكثر تفاؤلا إلى حد ما بشأن مدة الأزمة مقارنة بمتوسط التوقعات في قطاع الشحن.