أخبار العالممتابعات

إغلاق أونروا في القدس عشرات الآلاف دون طبابة وتعليم

ريبون نيوز_متابعات. الخميس 30 يناير2025

تنتهي اليوم الخميس المهلة التي حددتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى أونروا قبل دخول قرار حظر الوكالة الأممية حيز التنفيذ في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يشمل القدس ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية لا سيما مع إغلاق مقار أونروا في القدس المحتلة في سياق حملة شنتها على الوكالة منذ العام الماضي بعد ادعائها الذي لم تثبت صحته بأن موظفين في أونروا شاركوا في عملية السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 خلص تقرير المراجعة المستقلة لأونروا في إبريل نيسان الماضي برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا وبتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا اعتمدت تل أبيب قانونا صادق عليه الكنيست البرلمان في 28 أكتوبر تشرين الأول الماضي ينهي الوجود القانوني لـأونروا في إسرائيل على أن يدخل حيز التنفيذ في 30 يناير كانون الثاني الحالي وبموجب القانون يتم إيقاف جميع أنشطة الوكالة الأممية ضمن ما يسمى بحدود الإقليم السيادي لإسرائيل وحظر أي اتصال بين المسؤولين الإسرائيليين وموظفيها وإنهاء كل اتصالات التعاون والتواصل مع الوكالة أو أي جهة تنوب عنها فيما أمهلت حكومة الاحتلال أول من أمس الثلاثاء 48 ساعة لإخلاء منشآت أونروا في القدس المحتلة وإنهاء نشاطها في بيان لها يوم الأحد الماضي بشأن عملها في القدس المحتلة ذكرت أونروا أنها تعمل في جميع أنحاء القدس الشرقية المحتلة منذ خمسينيات القرن الماضي وتوفر الرعاية الصحية الأولية لـما مجموعه 70 ألف مريض إلى جانب 1150 تلميذا وتلميذة في مدارس وعيادات أونروا وأضافت أن المقر الرئيسي لـأونروا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة حيث توجد الوكالة منذ أكثر من 70 عاما هو مركز عمليات الوكالة في الضفة الغربية المحتلة التي تشمل القدس الشرقية وأن مجمع قلنديا هو مركز تدريب مهني لما مجموعه 350 طالبا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 15 19 سنة ويقع على أرض أتاحتها الحكومة الأردنية لـأونروا ولفتت إلى أنه على مر السنين كانت هناك محاولات متكررة لإجبار أونروا على إخلاء المبنى في الشيخ جراح بما في ذلك من خلال هجمات الحرق المتعمد والاحتجاجات من قبل المتطرفين ورسائل الإخلاء وقد تعرض موظفو أونروا للعنف والاعتقالات مشيرة إلى أن الوكالة احتجت مرارا وتكرارا على هذه المحاولات لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية من جهته قال المستشار الإعلامي لوكالة أونروا عدنان أبو حسنة في تصريحات صحافية السبت الماضي إن إغلاق المقر الرئيسي للوكالة في حي الشيخ جراح ستكون له انعكاسات كبيرة على الخدمات والوضع الإنساني وأضاف أن قرار وقف أنشطة أونروا في القدس المحتلة وإخلاء كل المباني التي تشغلها بحلول نهاية الشهر الحالي تكملة لمجموعة من القرارات التي اتخذتها إسرائيل من منع إعطاء تأشيرات للموظفين الدوليين ومنعهم من زيارة الضفة الغربية المحتلة والقدس خطر يواجه الصحة والتعليم تركز الحملة الإسرائيلية في إطار الحظر على عمل مؤسسات أونروا في القدس المحتلة حيث توجد مراكز صحية وتعليمية من بينها سبع مدارس ومعهد جامعي ستتوقف جميع أنشطتها التي يستفيد من خدماتها أكثر من 110 آلاف لاجئ فلسطيني يتركز وجودهم في مخيم شعفاط إلى الشمال من مدينة القدس وفي البلدة القديمة ومحيطها ويقول عاملون في عيادة الوكالة الرئيسية بالبلدة القديمة والمعروفة بزاوية الهنود عند مدخل باب الساهرة إن القرار الإسرائيلي سيمس بالخدمات الصحية المقدمة للاجئين في القدس التي يستفيد من خدماتها الطبية والدوائية أكثر من 30 ألف لاجئ وتتحدث إحدى الممرضات في العيادة عن أنها هي وزملاءها من الطاقم الطبي والتمريضي والعاملين الآخرين وعددهم 17 موظفا أبلغوا أخيرا شفهيا من قبل أونروا بالقرار الإسرائيلي وأن عليهم الاستعداد للتوقف عن العمل مع انتهاء المهلة التي تدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس وحول مصير هذا الطاقم الطبي والتمريضي تقول الممرضة التي امتنعت عن ذكر اسمها في حديث لـالعربي الجديد إنها توقعت أن يتم توزيعهم على مؤسسات الوكالة الدولية في الضفة الغربية سواء في رام الله أو بلدة العيزرية شرق مدينة القدس أما في قطاع التعليم فسيكون للقرار الإسرائيلي بإغلاق مقار أونروا في القدس المحتلة انعكاسات خطيرة على مستقبل آلاف التلاميذ في مدارس أونروا بمخيم شعفاط وبلدة سلوان وكذلك في معهد التدريب المهني في قلنديا حال إغلاق تلك المراكز التعليمية وانتقالهم الى مدارس ومؤسسات تعليمية تابعة لبلدية الاحتلال سيضاعف ذلك بالتالي من هيمنة السلطات الإسرائيلية على مدارس القدس خصوصا تلك التي تديرها البلدية والتي يزيد عدد تلامذتها عن 65 ألف تلميذ من أصل نحو 110 آلاف يتلقون تعليمهم في مدارس الوكالة وأخرى تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومدارس أهلية وخاصة يدير بعضها أديرة وكنائس عادل محيسن في مخيم شعفاط سينتهي مئات التلاميذ في مدرستين لـأونروا إلى مصير مجهول قرار سياسي لإغلاق مقار أونروا في القدس يرفض اللاجئون خصوصا في مخيم شعفاط الذي يقطنه نحو 70 ألف لاجئ قرار الحكومة الإسرائيلية ويعتبرونه قرارا سياسيا بامتياز كما يقول عادل محيسن من اللجنة الشعبية للدفاع عن مخيم شعفاط ويؤكد لـالعربي الجديد أن انعكاسات خطيرة للقرار ستترتب على مخيم شعفاط على الصعد التعليمية والصحية والخدمات العامة من نظافة وغيرها بينما سينتهي مئات التلاميذ في مدرستين لـأونروا إلى مصير مجهول بعد أن يتعذر قبولهم في مدارس بلدية الاحتلال أو المدارس الخاصة ويحذر محيسن من أن الخطورة الكبرى تتمثل في محاولة الاحتلال إلغاء الصفة الرمزية للمخيم واللاجئين فيه باعتبار أن قضيتهم هي قضية حقوق سياسية وإنسانية بالدرجة الأولى وأن حلها الوحيد هو عودة اللاجئين في المخيم إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي هجروا ونزحوا منها في العامين 1948 و1967 زياد الحموري الحملة الإسرائيلية الشرسة على أونروا بدأت منذ أكثر من عقدين لكنها تصاعدت بعد السابع من أكتوبر 2023 حقبة من التحريض الإسرائيلي يشير زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في حديث لـالعربي الجديد إلى أن الحملة الإسرائيلية الشرسة على أونروا بدأت منذ أكثر من عقدين لكنها تصاعدت بعد السابع من أكتوبر 2023 بادعاء مشاركة موظفين بالوكالة الأممية في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على غلاف قطاع غزة وادعاء الاحتلال أن المقاومة تستخدم منشآت الوكالة لأغراض عسكرية ويرى أن القرار الاسرائيلي الأخير يتعارض مع التزامات القانون الدولي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما في ذلك إسرائيل التي تلتزم بالاتفاقية العامة لامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها التي تتمتع بها أونروا بموجب ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي فإسرائيل ملزمة وفق الحموري باحترام امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها بما في ذلك احترام مباني الأمم المتحدة فيما تتمتع ممتلكات أونروا وأصولها بما في ذلك في القدس الشرقية بالحصانة من التفتيش والاستيلاء والمصادرة ونزع الملكية وأي شكل آخر من أشكال التدخل أما القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر فيرى في حديث لـالعربي الجديد أن الهدف الإسرائيلي من وراء الحملة ضد الوكالة بما في ذلك إخلاء مباني أونروا في القدس ومقرها في حي الشيخ جراح هو سياسي بامتياز تطمح حكومة الاحتلال من ورائه إلى توسيع مستوطناتها غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة ويقول عبد القادر نحن نرفض هذا التوجه وندعو مؤسسات الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة إلى تحمل مسؤولياتها حيال هذه الخطوة الأخيرة الخطيرة والمتمادية في تعديها على حقوق اللاجئين في العودة تحريض اليمين الإسرائيلي يعتبر أرييه كينغ نائب رئيس بلدية الاحتلال أحد أبرز المحرضين على وكالة أونروا وموظفيها ومقرها بالقدس وبمجرد المصادقة النهائية على قانون حظرها دعا متابعيه عبر صفحته على منصة فيسبوك إلى تجمع احتفالي أمام مقر الوكالة بحي الشيخ جراح وكتب دون الكثير من الكلام والبيانات ما عليك سوى التقاط كأس من النبيذ وقل شكرا لجميع من ساعدوا ووصف كينغ في وقت سابق المقر بـقنبلة موقوتة في القدس كما دعا مرارا لتنظيم التظاهرات أمامه والتي تخللها اعتداءات وإشعال حرائق وإطلاق هتافات ورفع لافتات تحريضية أما رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات فأعلن خلال ولايته 2008 2018 أيضا عن خطة لتصفية مؤسسات أونروا بالقدس إذ قال حينها إن البلدية تعتزم بناء مدارس تابعة لها لاستيعاب الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في مدارس الوكالة بمخيم شعفاط بادعاء أنه المخيم الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن نفوذ البلدية وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت إن هناك أمرا بمصادرة الأراضي المقام عليها مقر الوكالة وتخصيصها لبناء وحدات استيطانية بينما أوردت صحيفة إسرائيل اليوم في أكتوبر الماضي أنه ستتم مصادرة منطقة مقر أونروا بالقدس لبناء 1440 وحدة سكنية وأن المشروع في مراحل الإعداد.

إغلاق