كتابات

موجة غضب عارمة بسبب الفساد والمحاصصة في منح وزارة التعليم العالي

ريبون نيوز _ كتابات

من : محمد خالد 

تصاعدت موجة غضب واسعة بين الطلاب والمواقع الأخبارية والتواصل الإجتماعي بسبب الفساد والمحاصصة في منح وتبادلات وزارة التعليم العالي، حيث أصبحت المنح الدراسية، التي يفترض أن تكون فرصة للمجتهدين والمتفوقين، أداة للوساطة والمحسوبية. وتُسلط الأضواء على أسلوب الإدارة الحالي في الوزارة، الذي يبدو أنه يعتمد على “المزاج الشخصي” للوكيل مازن الجفري، وعلى معايير مزدوجة للوزير الذي يتحدث عن الشفافية أمام الإعلام، بينما يمارس العكس على أرض الواقع.

 

الوزير بين الشفافية الإعلامية وواقع الفساد

 

في مقابلة تلفزيونية مع قناة “يمن شباب”، تحدث وزير التعليم العالي عن الضغوط التي يتعرض لها، قائلاً: “أنا أتعرض للضغوطات من كل الجهات، حتى من الممكن أن عاقل الحارة يقطع علي الطريق من أجل شخص”. هذه العبارة، التي قالها الوزير بصراحة، تكشف حجم الفساد الذي يعاني منه النظام الإداري في الوزارة، حيث أصبحت المنح والفرص التعليمية تُمنح بناءً على العلاقات الشخصية والوساطة، وليس على أساس الجدارة والتفوق الأكاديمي.

 

لكن المفارقة الصادمة أن الوزير، الذي تحدث عن الشفافية في المقابلة التلفزيونية، يقابل الطلاب في مكتبه بقول: “أنا لا يوجد عندي شغل من تحت الطاولة”. هذه العبارة تظهر التناقض الصارخ بين الخطاب الإعلامي والواقع الذي يعيشه الطلاب، حيث يُترك المجتهدون الذين لا يملكون وساطة أو علاقات في مراكز القوة يعانون من الإهمال والتهميش.

 

الفساد كالسرطان: متى يكون له حد؟ 

 

الفساد في وزارة التعليم العالي لم يعد خافياً على أحد، حيث أصبحت المنح الدراسية تُمنح بناءً على المحاصصة والوساطة، وليس على أساس الكفاءة. الطالب المجتهد، الذي يعيش في ظروف اقتصادية صعبة، يجد نفسه خارج دائرة الاهتمام، بينما يحصل الآخرون على الفرص بسبب علاقاتهم أو انتماءاتهم القبلية أو السياسية.

 

هذا الواقع المرير يدفع الطلاب إلى اليأس والإحباط، خاصة وأن المنح الدراسية كانت في الماضي فرصة للطلاب المتفوقين لتحسين أوضاعهم وتحقيق أحلامهم. أما اليوم، فقد أصبحت هذه المنح “في مهب الريح”، تُمنح لمن يملك الوساطة، ويُحرم منها من يستحقها بحق.

 

رسالة إلى الوزير والمسؤولين كفى استغلالاً لمعاناة الطلاب .

 

الطالب المجتهد الذي يعيش في فقر ويحلم بمستقبل أفضل، لايستحق أن يُحرم من فرصته بسبب غياب الوساطة أو العلاقات. الشفافية التي تتحدثون عنها أمام الإعلام يجب أن تترجم على أرض الواقع، من خلال إجراءات واضحة وعادلة تضمن حصول الطلاب المتفوقين على حقوقهم. الفساد الذي تعاني منه الوزارة ليس مجرد إشكالية إدارية، بل هو قضية أخلاقية وإنسانية. فكل منحة تُمنح بناءً على الوساطة هي سرقة لحلم طالب مجتهد، وكل طالب يُحرم من فرصته بسبب الفساد هو ضحية لنظام فاسد يحتاج إلى إصلاح جذري.

 

الطلاب يستحقون فرصة عادلة الوطن، الذي يعاني من حرب وفقر وانهيار اقتصادي، يحتاج إلى طلاب مجتهدين وقادرين على بناء المستقبل. ولكن هذا المستقبل لن يتحقق إلا بمنح الفرص للذين يستحقونها، وليس للذين يملكون الوساطة. نطالب وزارة التعليم العالي بتحمل مسؤولياتها، ووضع حد للفساد والمحاصصة، وضمان حصول الطلاب المتفوقين على حقوقهم. فالشعب الذي تحمل الكثير، يستحق أن يرى أبناءه يحققون أحلامهم بعيداً عن الفساد والمحسوبية. كفى استغلالاً لمعاناة الطلاب.. كفى فساداً!

إغلاق