عناوين الصحف
يمنيون يروون ليلة من الرعب خلال القصف الأمريكي على الحوثيين

ريبون نيوز _ فرانس برس
استعاد يمنيّون الأحد ليلة من الرعب والخوف عاشوها السبت عند شنّ الولايات المتحدة ضربات على أهداف للحوثيين أسفرت عن مقتل 31 شخصا على الأقل بحسب ما أعلنت السلطات في صنعاء.
ويقول أحمد البالغ 35 عاما وهو أب لطفلتين، إنّه سمع “انفجارا مهولا” لدى تناوله وجبة السحور ليل السبت الأحد، مضيفا أن الانفجار “هزّ البيت وكسر النوافذ وأرعبني مع أسرتي”.
ويتابع أنّه يعيش منذ “عشر سنوات في صنعاء، وأنا أسمع القصف منذ بدء الحرب. لكن لم يحصل مثل هذا الانفجار ابدا ابدا”.
وبدأت الحرب في اليمن في العام 2014 بعد أن بدأ الحوثيون المدعومون من إيران هجوما احتلّوا خلاله العاصمة صنعاء من القوات الحكومية ثم سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي. وحصل تصعيد في النزاع بعد تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية في الحرب لدعم القوات الحكومية.
ونفّذ التحالف آلاف الغارات على مواقع المتمردين والمناطق التي يسيطرون عليها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قرار قصف الحوثيين يهدف لمنعهم من شنّ هجمات على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن في هذا الممر المائي المهم، قائلين إنها استهدفت السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
ويقول مالك البالغ 42 عاما “هذه أول مرة أخاف فيها هكذا في حياتي منذ بداية الحرب”.
ويتابع الأب لثلاثة أطفال “قصف أمس في الجراف (شمال صنعاء) كان مرعبا بشكل غير طبيعي، ست ضربات متتالية”.
ويقول “أولادي كانوا يصرخون ويبكون في حضني… أول مرة أتلو الشهادتين” تحسّبا للموت فجأة.
ويتابع “كنت أنتظر متى يصيب أحد هذه الصواريخ بيتنا”.
“الضحايا دائما مدنيون”
وأسفرت الهجمات التي استهدفت صنعاء وصعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، ومناطق أخرى، ليل السبت واستمرت ساعات، عن مقتل 31 شخصا وإصابة 101 آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة للحوثيين.
وبثّت قناة المسيرة التابعة للحوثيين لقطات أظهرت مسعفين ينقلون جرحى بينهم أطفال، بدت على بعضهم آثار حروق وغالبيتهم ملابسهم ممزقة، لمعالجتهم في مستشفى، بينما وضعت في جانب آخر من الغرفة ذاتها بضع جثث.
في ساعة متأخرة من مساء السبت، ارتفع عامود من الدخان الأبيض فوق صنعاء بعد أن هزّت انفجارات المناطق الشمالية من العاصمة. لكن الحوثيين أغلقوا المناطق المحيطة بمواقع الانفجارات، ما جعل عمليا من الصعب معرفة الحجم الحقيقي للدمار.
ويقول محمد الباشا، الخبير في الشؤون اليمنية والمقيم في الولايات المتحدة، إن المنطقة المستهدفة في صنعاء تعدّ موطن كبار قادة الحوثيين وتعتبر معقلهم في العاصمة.
ويضيف “هذه نقطة اللاعودة. من الآن فصاعدا، بدأت المواجهة بين الحوثيين وسنتكوم”، في إشارة إلى القيادة المركزية العسكرية الأمريكية.
وتقول أمل التي تعيش مع والدتها في صنعاء إنّ ضربات فجر الأحد كانت “مفزعة… تحطّمت الشبابيك واهتزت جدران البيت”.
وتتابع “شهدنا مئات وآلاف الغارات معظمها في المناطق نفسها، وتمّ الإعلان عن عمليات عسكرية ضد الحوثيين ولكنها لم تفعل سوى إضافة مزيد من الضحايا معظمهم مدنيون”.
وتضيف “منازل القيادات (الحوثية) ومواقعهم معروفة لكن الضحايا دائما مدنيون”.