إقتصادعناوين الصحف
مستقبل الذهب والخيارات المفتوحة

ريبون نيوز _ اندبندنت عربية
قال المتخصص في شؤون الاقتصاد وضاح الطه إن “ارتفاع أسعار الذهب انعكاس لحال عدم اليقين السائدة في الاقتصاد العالمي”، مضيفاً أن “حال عدم اليقين تتعلق برفع أسعار الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة تقريباً على معظم دول العالم، وبالذات الصين، على رغم تجميد زيادات لمدة 90 يوماً على دول العالم، لكن موضوع السجال بين الصين والولايات المتحدة في مجال الرسوم الضريبية وصل إلى حدود قصوى أدت إلى تزايد التوتر في الحرب التجارية”، مشيراً إلى أن هذا ما زاد حال التحوط التي لجأ إليها المستثمرون والمؤسسات المالية والبنوك المركزية بالتوجه إلى شراء الذهب لتقليل الأخطار التي ستتولد نتيجة هذه التوترات التي لها تبعات واضحة جداً”.
موازنات الدول المنتجة للنفط
وأوضح أن أهم التبعات كانت في أسعار النفط التي تراجعت بنحو 15 في المئة منذ بداية العام الحالي، وهذا بالتأكيد يؤثر في موازنات الدول المنتجة للنفط وخصوصاً تلك التي تعتمد اقتصاداتها بصورة مركزة ومكثفة على مبيعات النفط.
وأكد المتخصص في شؤون الاقتصاد أن عملية شراء الذهب وارتفاع الأسعار نتيجة الطلبات المتزايدة على الذهب ليست وليدة اليوم أو وليدة رد الفعل من الحرب التجارية، أو على أعتاب حرب تجارية نتيجة الرسوم الجمركية”، مستدركاً أن “هذه الحال رصدت منذ عامين من خلال تقارير مجلس الذهب العالمي، إذ إن تحليل تلك التقارير يشير إلى وجود تزايد واضح في مشتريات البنوك المركزية من الذهب قياساً إلى بقية الفئات، سواء كانت الجواهر والعملات أو الأغراض الصناعية”، مشيراً إلى عمليات شراء مكثفة لعدد من المصارف المركزية حول العالم، لافتاً إلى أن من أبرز المصارف العربية المركزية في المنطقة العربية التي كثفت مشترياتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية البنك المركزي في العراق، وفي مصر وفي قطر وفي الإمارات وأيضاً تركيا، حتى تخطت عمليات الشراء مستويات 6400 أوقية، ولامست 3500 دولار، وهذه مستويات قياسية غير مسبوقة منذ عام 1974.
إلى أين ستتجه أسعار الذهب؟
وحول مستقبل أسعار المعدن النفيس قال الطه إن “أسعار الذهب ليس لها نطاق أو حدود، والأمر مفتوح وقد تصل إلى مستويات أعلى من مستويات 4 آلاف دولار خلال هذا العام، وهذا احتمال لا يزال قائماً في حال استمرار عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي”.
وتابع، “أحياناً ونتيجة لكثرة الطلبات على الأسعار الفورية قد تتخطى أسعار الذهب الفورية الأسعار المستقبلية”، واصفاً تلك الحال بالنادرة، مؤكداً أن تلك الحال الاستثنائية تحدث خشية نقص المعروض وزيادة الطلب.
وعلى مستوى الأفراد قال الطه “أتصور أنه حتى لأغراض التحوط على صعيد الأفراد أيضاً فمن المناسب أن تتضمن المحفظة الفردية شيئاً من الذهب والفضة، إذا أمكن لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة خلال هذا العام وربما أيضاً يصلح للاستثمار طويل الأمد”.