عناوين الصحف
وزير الحج السعودي: نحارب الشركات الوهمية دوليا وطورنا 55 موقعا تاريخيا
ريبون نيوز _ اندبندنت عربية
28 أبريل 2025
يعتبر توفيق الربيعة من الوزراء الذين توليهم القيادة السعودية الثقة في إدارة الملفات المعقدة، فبعد 10 سنوات قضاها في قطاعي التجارة والصناعة ومن ثم الصحة، عُيّن الربيعة وزيراً للحج والعمرة في 2021، في وقت كانت حملات الحج محصورة في 6 شركات فقط. ولتحسين جودة الخدمة، لم يكن أمامه وفريقه من خيار سوى فتح باب المنافسة، والتوسع في إصدار التراخيص لأكثر من 30 شركة لتقديم خدمات الحج، مما انعكس على رفع معدلات الرضا لدى الحجاج.
وفي مقابلة مع “اندبندنت عربية” خلال زيارته الرسمية إلى لندن، استعرض وزير الحج والعمرة السعودي ملامح هذا التحول، مؤكداً أن برنامج “خدمة ضيوف الرحمن” الذي أطلقه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عام 2019، جاء ليترجم التزام بلاده تيسير وصول المسلمين من أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة والسفر لأداء العمرة والحج.
ارتفاع نسبة رضا الحجاج
أوضح وزير الحج والعمرة السعودي بأنه “قديماً اقتصر تقديم خدمات الحجاج على عائلات محدودة تستهدف مناطق مختلفة حول العالم، لكن مع إطلاق “رؤية المملكة 2030″، وتراكم الخبرة، عملنا على توسيع دائرة مقدمي الخدمات، وتمكين عدد أكبر من الشركات لتلبية احتياجات الحجاج”، وأضاف، “بإمكان الدول اليوم التعاقد مع أية شركة من بين 35 شركة مؤهلة لتنظيم الحملات، وتقديم خدمات الإعاشة والنقل والطيران”، مشيراً إلى إطلاق مؤتمر ومعرض الحج السنوي، الذي تشارك فيه جميع الشركات، مما يتيح للدول الاطلاع على الخيارات المتاحة واختيار ما يناسبها بسهولة ويسر.
وأفاد الربيعة بأن فرق العمل في وزارة الحج والعمرة و”برنامج خدمة ضيوف الرحمن” تعمل على متابعة نحو 120 نقطة تواصل، تبدأ من لحظة تفكير المسلم في أداء العمرة أو زيارة الحرمين إلى حين عودته إلى بلاده، مؤكداً أن زيادة التنافسية أسهمت في رفع جودة الخدمات، مما انعكس على نسب الرضا لدى الحجاج، إذ ارتفعت من 74 في المئة موسم 2022 إلى 81 في المئة موسم 2024.
ولا يقوم قياس نجاح التحول في منظومة الحج والعمرة على تنفيذ المبادرات وحسب، بل يرتبط بقياس أداء نسبة الرضا لدى المستفيدين، إذ أكد الوزير السعودي أن مستوى الرضا يُقاس عند كل نقطة ومرحلة من تجربة الحاج والمعتمر بشكل دوري لتحسين جميع الإجراءات المتعلقة بالتأشيرة والسفر والتنقل والسكن، مما أدى إلى ارتفاع عدد القادمين لأداء العمرة من خارج السعودية من 8.4 مليون في 2022 إلى 16.92 مليون في 2024، واصفاً ذلك بـ”النمو الهائل والاستثنائي نتيجة الجهود التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وأوضح الربيعة أن نسبة رضا زائري الروضة الشريفة ارتفعت من 57 في المئة في 2022 إلى 81 في المئة في 2024، بعدما أتيح دخولها عبر الحجز الإلكتروني المسبق. وزاد زوار الروضة عام 2024 إلى 13 مليوناً بأكثر من الضعف في 2022، نتيجة الإجراءات الجديدة.
تشديد العقوبات على المخالفين
حذر الربيعة من الحج بلا تصريح وقال، “نحن حريصون على سلامة الحجاج أياً كانوا سواء مخالفين أو نظاميين، ومن باب حرصنا على سلامة الجميع، نمنع المخالفين من القدوم، لوجود أخطار عالية عليهم لأنهم يأتون من دون نقل أو سكن، ويعرضون حياتهم للخطر في ظل ارتفاع درجات الحرارة”.
وأكد وزير الحج والعمرة السعودي التعاون مع دول عدة لمحاربة الشركات التي تعلن عن باقات حج مزيفة وغير مرتبطة بتصاريح الحج الرسمية، وقال، “شددنا العقوبات على فئات عدة من المخالفين، من يصدر التأشيرة للمخالف، ومن ينقله، ومن يؤويه، كذلك نكثف نشر رسائل توعوية بعدم الانسياق للمعلومات غير الصحيحة”.
“الحج “PMO
تعكس عملية التحول في منظومة الحج والعمرة نشاطاً تكاملياً يمكن تلخيصه بإطلاق مركز “إدارة خطط الحج” أو ما يُعرف بـ”الحج PMO”. يقول الربيعة إن “هناك 40 جهة حكومية تخدم الحجاج، وحرصاً على تحسين الإجراءات وتطوير الخطط التشغيلية بين مختلف الجهات، أطلقنا مركز إدارة خطط الحج لتنسيق العمل والتأكد من سير الخطط بشكل متوازٍ لتحقيق المستهدفات وخدمة الحجاج”.
ويعد توظيف التقنيات الجديدة من أبرز أوجه التحول في رحلة الحاج والمعتمر، إذ أطلقت السعودية منصة “نسك” لإصدار تصاريح أداء العمرة ودخول الروضة الشريفة، واستحدثت منصة “نسك حج” لخدمة الأقليات المسلمة في نحو 126 دولة غير إسلامية منها بريطانيا، التي بلغت فيها نسبة رضا الحجاج نحو 90 في المئة، وتربط المنصة الحجاج القادمين من هذه الدول بالشركات المقدمة لخدمات النقل والسكن والإعاشة والإرشاد.